أقصر طريق لتغيير الفساد في الوطن العربي هو مواجهة العدو الصهيوني

مما لاشك فيه أن الشعوب العربية ترنو إلى التحرر من أوضاع ما بعد النكسة وما بعد كامب دافيد من استسلام وانبطاح. ولقد كانت الانتفاضات الفلسطينية هي بداية الوعي العربي لهذا واجهها العدو الصهيوني بشراسة من أجل تأخير وصول قطار الوعي السياسي العربي في الموعد . وفي الوقت الذي كان العدو الصهيوني عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية يخطط لما يسمى الشرق الأوسط الجديد باعتبار الشرق الأوسط هو القلب النابض للوطن العربي وهو قاطرة هذا الوطن لهذا يمكن اعتبار ما يسمى الشرق الأوسط الجديد أيضا الوطن العربي الجديد جاءت المفاجأة مخالفة لحلم الكيان الصهيوني حيث قدح الشعب التونسي البطل شرارة الطوفان العربي القادم المدمر للكيان الصهيوني صانع الوضع العربي الهجين لما بعد النكسة وكامب دافيد .
فتغيير الوضع السياسي العربي على الطريقة التونسية هو أكبر مفاجأة للصهاينة وحلفائهم ، وهو خلاف ما خطط له الكيان الصهيوني عبر الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين طيلة عقود في الوطن العربي من أجل تثبيت وجوده ، وتحصين كيانه من طوفان الغضب العربي الذي بات وشيكا. لقد خططوا لنقل الانبطاح من المستوى الرسمي إلى المستوى الشعبي في الوطن العربي ، وخططوا لتسويق الديمقراطيات المزيفة التي تكرس الوضع السياسي الهجين الممهد للتطبيع والانبطاح . وبالرغم من حساباتهم الدقيقة من أجل التمكين لوجودهم وبقائهم أطول مدة ممكنة فإن الشعوب العربية قلبت حساباتهم رأسا على عقب .
فالتغيير السياسي الذي تصبو إليه الشعوب العربية لا يقتصر على مجرد تغيير الأنظمة أو طرد بعض الزعماء المتسلطين بل يروم أخذ الشعوب العربية زمام الأمور بيدها وهو ما يعني دخولها في صراع مباشر مع الكيان الصهيوني لهذا كان أول رد فعل صهيوني على الثورة التونسية هو تعبير أحد وزراء الكيان الصهيوني عن تخوفه من سقوط تونس في يد الإسلاميين ، علما بأن الإسلاميين يعني تهديد أمن الكيان الصهيوني على اعتبار أن فلسطين بسبب القدس تعتبر قضية دينية من الصعب إسقاطها من الوجدان العربي والإسلامي . فثورة الشعوب العربية من أجل انعتاقها وتقرير مصيرها بعيدا عن التخطيط الصهيوني عبر القناة الأمريكية والأوروبية هو القضاء المبرم على الكيان الصهيوني. ولهذا فأقصر طريق لتغيير الوضع السياسي الراهن في الوطن العربي هو العمل على زعزعة أمن واستقرار الكيان الصهيوني . وهذا الطرح قد يختلف معه الكثيرون ولكنه الحل الأمثل من أجل التغيير. ولمعرفة أمن الكيان الصيوني لا بد من التفكير في كل قواعده الخلفية والمتقدمة الأخطبوطية في جسم الوطن العربي . فإذا تمكنت الشعوب العربية واهتدت إلى هذه القواعد سهل عليها زعزعة الأمن الصهيوني. والنظام التونسي دليل قاطع على هذا الطرح إذ كيف يسارع الكيان الصهيوني إلى التعبير عن قلقه من سقوط نظام الدكتاتور العميل وتونس ليست من دول الطوق.
إذن لقد انكشفت اللعبة الصهيونية ، ذلك أن الصهاينة لا يؤمنون كيانهم من خطر الضفة والقطاع بل يؤمنون كيانهم من خطر الأمة العربية . ولعل قرب سقوط قواعد صهيونية أمامية أو خلفية أخرى من خلال سقوط أنظمة دكتاتورية سيكشف هذه الحقيقة أكثر. وما الحمى المخابراتية الأمريكية والأوروبية لإفراغ الثورة التونسية من روحها سوى دليل على خوف الصهاينة من اقتراب موعد الطوفان العربي الغاضب المدمر . والراجع أن ما حدث في تونس تجاوز حدود التراجع ولن تفيد معه المحاولات المخابراتية الأمريكية والأوروبية ، ولا بوادر ما أصبح يسمى بالتحالف مع الشعوب العربية عوض التعويل على الأنظمة النافقة كسياسة التفاف على الطوفان العربي الكاسح. سيلعب الكيان الصهيوني كل أوراقه من أجل إعادة الوطن العربي إلى حالة ما بعد النكسة وكامب دافيد ولكن قطار الثورة العربية أسرع مما يتصور الكيان الصهيوني والأيام القادمة ستكشف عما يقض مضجع الكيان الصهيوني .




1 Comment
نحن دائما نقول أن الاستبداد والفساد هما العنصران الأساسيان في استمرارية العدو الصهيوني في منطقتنا وهو يعوّل عليهما في ديمومته لذلك نجده يدعم كل الأنظمة الديكتاتورية والفساد عندنا بكل ماأُتي من قوة ومن ذلك وقوفه مع الانقلاب المجرم في مصر ومساندته للإجرام الأسدي في سوريا من خلال المجرمين الروس ومعاداتهم لكل تحرك عربي يريد التحرر من الفساد والمفسدين لأنهم يعلمون جيدا أن تحرر الشعوب العربية لا محالة سوف تُطهَر فلسطين من النجاسة الصهيونية الإرهابية التي تعيت في الأرض فسادا والضحايا نحن العرب والمسلمون.