Home»International»نداء الحرية

نداء الحرية

0
Shares
PinterestGoogle+

نداء الحرية
بقلم: لوران جوفران l’aurent joffrin
مدير جريدة libération الفرنسية
ترجمة : رمضان مصباح

يبدو منظر عرابي الاختلاف وديعا ,كبار قساوسة صدام الحضارات ,العلماء أنبياء الهوية ,لنقل الغير قابلة للاختزال.
لا شك لدى هؤلاء بألا حظ للديمقراطية في العالم العربي ؛لا رغبة للمسلمين في الحرية ؛كما أن الإسلام متمنع إزاء القيم العالمية ,التي تعتبر ترفا يخص الغربيين.
لنتذكر جاك شيراك ,وهو يعاود صياغة بيان 1789: » الحق الإنساني الأول هو الأكل ,التداوي , التعلم والحصول على سكن . من زاوية النظر هذه يجب أن نعترف ,بوضوح,بأن تونس متقدمة جدا. »
هذا الكلام يخفي مدلولا آخر مفاده: إن الذين يطالبون بالحريات العامة ,في ديار الإسلام ,ملحاحون, حالمون ,أو, وهذا أسوأ, كولونيا ليون متنكرون.
هكذا ,وأمام استغراب المحافظين الغربيين ,اللامبالين بإسقاطات سياسة الأمر الواقع, ينزل بلد مسلم إلى الشارع ويطرد ديكتاتورا فاسدا وقاس؛ظل يعتبر غير قابل للاقتلاع ؛وأهم من هذا أن أبناء عمومة بن علي ,البوتفليقيين ,المباركيين أو القذافيين ؛تلك الرابطة المقدسة للوطنية العاجزة , والتعذيب في الأقبية ,آخذة في الارتعاد أمام شعوبها ؛والتحقق من استمرار مساندة شرطتها لها.

بالطبع , وباعتبار عدم توقع ما حصل ,فان الواقعيين يتداركون ,بلعب دور المتنبئة « كاساندرا »
(الميثولوجية الإغريقية) : حسب زعمهم ,لن تدوم غنائية الانتصار ,إذ ستفضي الفوضى إلى ديكتاتورية أخرى؛وإذا حصل ,وهذا مستبعد, أن استقرت الديمقراطية ,فإنها ستكون لصلح الإسلاميين الذين نفذوا إلى أرواح الطبقات الشعبية .
من وجهة نظر أخرى,هذه الفرضية غير صادقة :إن الزعيم الأصولي القديم راشد الغنوشي ,المنعزل بلندن ,يمكن أن يعود ,منتصرا, ويطلق – بحظوظ نجاح كبيرة- تنظيمه المحظور إلى الآن (حزب النهضة) في إطار انتخابات حرة.
لم نصل ,بعد, إلى هنا.
إن الشعب التونسي أظهر اليوم أن نداء الحرية يلاقي صدى عالميا ؛فسواء كنا صينيين أو إيرانيين ,أوعربا ,نفضل على كل الديكتاتوريات – ديكتاتورية الدين أو الحزب- نظاما حيث يتم الاعتراف بالحقوق , وحيث يخضع المسيرون لمحاسبة الشعب ؛ وكما كان يقول ونستون تشرشل ,نظام يجعلك  » حينما يطرق باب منزلك على الساعة السادسة صباحا ,تكون متيقنا بأن الطارق هو بائع الحليب »
إن الدبلوماسيات الغربية, التي تساند ,باستمرار , الأنظمة القائمة ,متخلية عن مبادئها ,لتكون في صف القابض على الزناد ,يمكن أن تشرع في فهم هذا.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *