Home»International»إلى مقلدي فرنسا ها هم عجزتها يستغيثون بسبب الوحدة فماذا أنتم صانعون بتقليدكم لهم ؟

إلى مقلدي فرنسا ها هم عجزتها يستغيثون بسبب الوحدة فماذا أنتم صانعون بتقليدكم لهم ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

ابتليت بلاد الإسلام ومن بينها بلادنا بآفة تقليد بلاد الغرب بسبب الهجرة إليها من أجل طلب العيش . ومعلوم أن بلادنا عرفت أجيالا من المهاجرين إلى بلاد الغرب وتحديدا إلى فرنسا محتل الأمس ومهيمن اليوم . وتختلف أجيال المهاجرين من حيث درجة التأثر بالثقافة الغربية وتقليدها بشكل سلبي . فالجيل الأول ظل يحافظ على هويته ولم ينس أن الثقافة الغربية والفرنسية تحديدا هي ثقافة مخالفة لثقافته وناسفة لهويته ، وقد احترز منها وتعامل معها بحيطة وحذر إلا أنه وقع في خطإ جسيم عندما نقل أبناءه إلى المهجر دون أن يضع في حسابه أن الناشئة أكثر عرضة للتأثر بالثقافة الغربية والفرنسية بسبب ظاهرة التمدرس في المدارس الغربية والفرنسية والعيش في وطن أجنبي . وهكذا اختفت ظاهرة المحافظة على الهوية عند الجيل الثاني والجيلين التاليين .

فبينما كان الجيل الأول يعود إلى أرض الوطن في العطل السنوية يحمل انطباعات منتقدة للحياة الغربية وللثقافة الغربية صار الجيل الثاني يعود للقيام بالإشهار لهذه الحياة ولهذه الثقافة ومدحهما والتسويق لهما. واستطاعت الثقافة الغربية عموما والفرنسية خصوصا أن تخلق صراعا بين الجيل الأول والأجيال التي تلته من المهاجرين بل أثرت حتى في المنبهرين والمستلبين من غير المهاجرين ،حيث تبنى الجيل الثاني من المهاجرين وما بعده قيم الغرب وقيم فرنسا وصار الأبناء يعاملون الآباء معاملة الأبناء الغربيين والفرنسيين لآبائهم. ولأول مرة غزتنا ظاهرة عقوق الوالدين بشكل لافت للنظر ، ولأول مرة صارت هذه الظاهرة محسوبة على التقدم ومن علامات التحضر.

وبعدما كان الجيل الأول يدخر المال ليعود به إلى الوطن لينفق بعضه على الوالدين والأقارب صار الجيل الثاني يدخر المال لينفقه على قضاء عطلته وعلى السياحة بمختلف أنواعها على الطريقة الغربية والفرنسية . ولم تعد النفقة على الوالدين من اهتمامات ولا من انشغالات الجيل الثاني وما يليه من جيل ثالث ورابع . وهكذا وقع الجيل الثاني في التقليد الأعمى للغربين والفرنسيين في التعامل مع الروابط العائلية ، وانسلخ من هويته الإسلامية التي تصون الروابط العائلية وتجعلها من أوجب الواجبات. واليوم وبعد أن فعلت الثقافة الغربية والفرنسية فعلتها في جالياتنا المغتربة بدأنا نسمع بنداء السلطات الغربية والفرنسية من أجل رد الاعتبار لانفصام العلاقات والروابط العائلية ، وبدأت وسائل الإعلام الغربية والعالمية تنقل لنا صور الآباء والأمهات الشيوخ وهم يعانون الوحدة والعزلة والوحشة . وأصبحت جمعيات المجتمع المدني تعد برامج من أجل تقديم الخدمة لهؤلاء الآباء والأمهات الذين هجرهم الأبناء بسبب العقوق المتأصل في الثقافة الغربية والفرنسية.

لقد عبرت عجوز فرنسية لوسائل الإعلام عن ألمها وحزنها بسبب الوحشة حيث صارت في بيتها تستمع ولا تتكلم ، تشاهد التلفزيون ولا تجد من تكلمه سوى القط أو الكلب الذي لا يرد عليها . ولا شك أنها لا تجد من يسأل عنها ولا من يواسيها ولا من يقدم لها كوب ماء لتناول جرعة دواء إلى غير ذلك مما تحتاجه العجائز، وصارت تنتظر مساعدات جمعيات المجتمع المدني لإخراجها من وحشتها ووحدتها عن طريق برامج تمول عن طريق التبرعات . أمام هذه الحال المزرية لشيوخ وعجزة الغرب وفرنسا نقول للذين قلدوا الغرب وفرنسا في ما يخص التعامل مع الآباء والأمهات ماذا بعد أن بلغ الأمر ما بلغه في الغرب وفرنسا ؟ هل ستعودون إلى الوطن لجمع التبرعات من أجل تدارك وحدة ووحشة الآباء والأمهات كما فعل الغربيون والفرنسيون ؟ هل ستواصلون التقليد وتدخلون وراء الغربيين والفرنسيين جحر الضب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ وإلى الذين لم يهاجروا ولكنهم فتنوا من بعيد بتقليد الغرب وفرنسا نقول لهم ماذا ستفعلون لتصحيح ما فعلتم بالآباء والأمهات ؟ وإلى الذين حذوا حذو الغرب وفرنسا في سوء معاملة الآباء والأمهات وذوي القربى حيث تشترط الزوجة المستغربة على زوجها المستغرب والمغلوب والمستلب أن يقطع الصلة بوالديه وذويه لأن القدوة في ذلك هو الغرب وفرنسا ، ولأن ذلك من معايير التحضر والتقدم. فمير الوالدين وذوي القربى وصلتهم والمحافظة على الروابط العائلية في نظر المستلبين والمستغربين عنوان للتخلف لهذا يحارب هؤلاء المستلبون كل مير وكل صلة وكل رابطة مع الوالدين والأقربين .

فقد ينفق الزوج المستلب بأمر من زوجته المستلبة المال على الكلاب والقطط والنزهة والسياحة والكماليات في حين يعيش والداه ضنك العيش والوحدة والوحشة . لقد صارت ظاهرة انفصام الروابط العائلية هي أهم ما يميز العلاقات بالنسبة للمستلبين سواء من المهاجرين المقلدين للغرب وفرنسا أو من المقلدين لهم دون هجرة . فبمجرد عقد قران المستلب بالمستلبة تنفصم عرى الروابط العائلية فيصير أب وأم وأخ وأخت المستلب أو المستلبة عدوا يجب الاحتياط منه . وتنقطع الزيارات ، وتتوقف المساعدات التي هي من قبيل الواجب في ديننا . ويربي المستلبون أبناءهم على عادة نبذ الروابط العائلية عن وعي وقصد إعدادا لهم لتكون العاقبة الحتمية تنكر أبناء المستلبين بدورهم لآبائهم وأمهاتهم وكيلهم الصاع صاعين والله عز وجل يمهل ولا يهمل وربما عجل وأذهل بقصاص في الحياة الدنيا قبل خزي الآخرة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *