مهما تكن خلفيات الوثائق المسربة من موقع ويكيليكس فإنها فضائح أخلاقية

ما كشفته الوثائق المسربة من موقع ويكيليكس هو الفضائح الأخلاقية لأكبر دولة تتزعم السياسة العالمية. فالأسئلة من قبيل لماذا سربت الوثائق ؟ أو لماذا في هذا الوقت بالذات ؟ أو هل يتعلق الأمر بمؤامرة أم أن القضية أمر واقع ؟ كلها أسئلة لن تفيد الأجوبة عنها في شيء كما قال المفكر العربي عزمي بشارة في برنامج في العمق الذي أذاعته قناة الجزيرة بالأمس. فهذا المفكر يرى أن ما تسرب عبارة عن حقائق لا يمكن أن تنكر ، ولم تستطع جهة من الجهات نفيها ولا حتى الجهة المعنية وهي وزارة الخارجية الأمريكية بل كما قال هذا المفكر تحاول هذه الإدارة التقليل من أضرار تسريب هذه الوثائق على الولايات المتحدة . فما يعنينا من الوثائق قبل كل تحليل هو الانحلال الأخلاقي للسياسة الأمريكية ولمن يخضع لها خوفا وتبعية وخدمة وخيانة وعمالة .
لقد كشفت الوثائق أن السياسة بالمفهوم الأمريكي هي نفس السلوكات التي كانت وراء قيام دولة الولايات المتحدة الأمريكية أول مرة حيث هاجر المجرمون واللصوص وقطاع الطرق من الأوروبيين إلى القارة الأمريكية لممارسة الجريمة التي دأبوا عليها في قارتهم العجوز، ومع مرور الزمن صارت الجريمة واللصوصية والقرصنة سياسة كونت دولة صارت تسود العالم وفق أخلاق وسلوكات المؤسسين لها من مجرمين ولصوص مهاجرين إليها . ولا زالت الولايات المتحدة كما كانت دولة تمارس العدوان تحت الشعارات الفارغة وتحتل بلدان العالم بنفس العقلية التي احتل بها لصوص ومجرمو أوروبا بلاد أمريكا واجتثوا سكانها الأصليين. فلا زال اللصوص والمجرمون الأمريكيون من أصول أوروبية يغزون بلدان العالم على طريقة أسلافهم ويحاولون اجتثاث الشعوب الأصلية من أوطانها . ولقد استفاد اليهود المهاجرون إلى أمريكا مع المجرمين وللصوص الأوروبيين من طريقة اللصوصية الأوروبية المهاجرة إلى أمريكا عبر وسائل الإجرام فهاجروا بدورهم إلى أرض فلسطين واجتثوا سكانها الأصليين وأقاموا كيانهم الغاصب طمعا في أن يكون غزوهم شبيها بغزو مجرمي أوروبا لأمريكا حيث سهل اجتثاث السكان الأمريكان الأصليين وحل محلهم خليط سلالات المجرمين واللصوص والعبيد. لن نستغرب أن تكشف الوثائق المسربة من موقع ويكيليكس عن دناءة أخلاق السياسة الأمريكية ومن يخضع لها .وتكفي هذه التسريبات للحكم على ما خفي في الولايات المتحدة منذ أن نشأت .
إن الرأي العام العالمي على يقين تام بأن ما يصرح به إعلاميا في الولايات المتحدة ومن يسير على نهجها لا علاقة له بالحقائق . لقد ظل الكثير من الناس يصرخون بأعلى أصواتهم بأن ما حدث في الحادي عشر من شتنبر إنما كان مسرحية هزلية لتبرير العدوان والقرصنة واللصوصية ، وأن ما تصرح الولايات المتحدة بمحاربته من تطرف وإرهاب محض أوهام بل هو مبررات لغزو ما تريد من بلاد العالم . والمضحك في الوثائق التي كشفت انحطاط أخلاق السياسة الأمريكية هو مواقف ضحايا هذه السياسة في كل البلاد التابعة لها و التي تخضع أنظمتها لابتزاز الولايات المتحدة ذلك أن هذه الأنظمة نفسها تمارس الخداع على الطريقة الأمريكية وتقتات بسياسة الانحطاط الخلقي وهي سياسة ذر الرماد في العيون ، ومن سوء حظها أن التكنولوجيا الحديثة تقدم النظارات الحامية للعيون من الرماد ، وتبدو الرؤية واضحة والمشاهد فاضحة .




Aucun commentaire