Home»International»الدين يجمعنا و الاتحاد الأروبي يفرقنا

الدين يجمعنا و الاتحاد الأروبي يفرقنا

0
Shares
PinterestGoogle+

أحداث العيون الأخيرة برهنت أن الأخوة في الإنسانية كما يروج لها المحميون الجدد مجرد شعار خادع. والدليل دعم الشارع  الأوربي لإسبانيا في طرحها الاستعماري الصليبي. فالإنسان الأوربي لا يتصور أخوة خارج الدين المسيحي أو الوحدة التاريخية أو الجغرافية أو اللسانية. و الدليل الآخر ما فعله الصرب بمسلمي البوسنة والهرسك منذ سنوات. وحسب مصطفى الخلفي، فإن الكنيسة الإسبانية تشكل إحدى الأطراف المعادية للوحدة الترابية للمغرب، مؤكدا أن المغاربة سيحتاجون لوقت طويل لفهم ما وقع في  »كديم إزيك »، متسائلا في هذا السياق عمن كان يمول 700 شخص في المخيم، بعدما التحقوا من إسبانيا، مشيرا إلى أنها هي التي اشتغلت داخل البرلمان الأوربي ضد المغرب. و في نفس السياق، قال عبد الصمد بلكبير إن إحالة ملف الصحراء على مجلس الأمن، وبالتالي وضعه بيد الدول الكبرى وخاصة أمريكا، كان  »مؤامرة كبرى »، منوها بقرار عبد الرحيم بوعبيد الذي عارض ذلك القرار. « لأن مشكل الصحراء لغم من الألغام التي تركها الاستعمار، ويتكشف اليوم أنه تركها ليستغلها كما يريد، وان استراتيجيته القديمة لا يتخلى عنها بل يوظفها حين تستدعي مصالحه ذلك ».
و إذا كان المواطن الأوربي يدعم الأطروحة الانفصالية التي تتبناها الجزائر، فلأنه حسب المسألة بمنطق الربح والخسارة، وليس بمنطق الشعارات الإنسانية والحقوقية التي لا تصلح إلا للاستهلاك الإعلامي. إن إسبانيا تحتضن جمعية الشواذ الجنسيين المغاربة بزعامة سمير بركاشي، وسبق أن دافع سفيرها عن هذا الشاذ المغرر به وعن غياب الحريات الفردية وحقوق الأقليات وغيرها من الخزعبلات. و ها هي نفس الجمعية تفصح عن عدائها للمغرب وتنشر في موقعها خريطة المغرب مفصولة عن صحرائه، وها هي تعليقات الشواذ تطعن المغرب من الخلف…وها هي كتب الشاذ عبد الله الطايع « حاضرة في المعرض الدولي للكتاب، بتمويل من « المحسن » بيير برجي، صديق إسرائيل، بعد أم قامت قيامة وزارة الثقافة سابقا ضد بيع المصحف الشريف. كل ذلك أكد أن حكاية « المثليين المضطهدين » في المغرب بسبب الدين الإسلامي كانت مفبركة من أصلها، وهي مجرد ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للمغرب وفرض مزيد من الضغوطات و الإملاءات علينا.  وها هو الحزب الشعبي الاستعماري في إسبانيا يحن إلى ما قبل 1975، ويواصل حملة التضليل والافتراء والبهتان ضد المغرب. و أخيرا تذكرت بعض منابرنا الإعلامية الشيخ الداعية والزعيم السياسي المضطهد في الجزائر علي بلحاج. فتنافست في نشر تصريحاته ضد حكام الجزائر و أذناب فرنسا وضد التجزئة والتشرذم في المغرب العربي، والداعية إلى حسن الجوار واحترام الوحدة الترابية للمغرب. هذه المنابر هي نفسها التي كانت تنعت جبهة الإنقاذ بالتطرف والإرهاب و تتفرج على المجزرة الديمقراطية في الجزائر بدعم من الاتحاد الأروبي دون أن تحرك ساكنا. فالرجل حين يدافع عن حق المغرب في صحرائه، إنما ينطلق من السياسة الشرعية التي تقدم الولاء الشرعي لله ولرسوله و للمؤمنين على كل الولاءات الأخرى (صداقة، إنسانية، متوسطية…). فالمسلم أينما كان، يقدم محبته ونصرته للمسلمين أولا، فلا يعاديهم ولا يسخر منهم ولا يكيد لهم. و لا شك أن ما نعيشه اليوم من توتر هو امتداد للاستعمار المباشر الذي عانى منه الشعبان المغربي والجزائري الأمرين. لقد كانت الأخوة في الإسلام فوق كل الحدود الجغرافية الوهمية. و اليوم تعود نفس النغمة من أروبا : التنوير، التحرير، الحداثة… و تعود تهمة « الإرهاب » لتلاحق كل من قال لا لهيمنة الغرب، تماما كما كان الاحتلال الفرنسي يطلق كلمة إرهاب على رجال المقاومة الوطنية وجيش التحرير … وإذا كان أنصار الماسونية يرددون اليوم شعار « الأديان تفرقنا والماسونية تجمعنا » ، فإن الأحداث المتسارعة على أرض الواقع تؤكد لنا أن  » الدين يجمعنا و الاتحاد الأروبي يفرقنا ». الاتحاد الأروبي يمارس علينا وصايته و يرسم لنا سياسة التعليم والإعلام والفلاحة والسياحة، وينفذ مشاريعه من خلال وكلائه وعملائه. وتشاء الأقدار أن تنجلي حقيقة تورط المخابرات الأوروبية والأمريكية  والإسرائيلية في قمع الديمقراطية وحقوق الإنسان في الجزائر. نفس الجهات والمنظمات العابرة للقارات هي التي تحبك المؤامرات هنا وهناك، وما تسريبات موقع ويكيليكس حول لوبيات الفساد المتسترة وراء شعارات الحداثة إلا نزر يسير لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *