Home»International»الموت الفيزيائي والاثير السرمدي في ذكرى رحيل الاخ الصديق عبد الله الجبور

الموت الفيزيائي والاثير السرمدي في ذكرى رحيل الاخ الصديق عبد الله الجبور

0
Shares
PinterestGoogle+

الموت الفيزيائي والأثير السرمدي
في ذكرى الأخ الصديق عبد الله الجبور

يوسف حجازي

الموت الفيزيائي يعني خروج الجسد الأثيري ( الروح ) من الجسد الفيزيائي في الكائنات الحية ،
وهذا ما يؤدي الى التوقف النهائي للأجساد الفيزيائية في الكائنات الحية عن النمو والنشاطات الوظيفية الحيوية مثل التنفس والأكل والشرب والتفكير والحركة غيرها من الوظائف الحيوية ، وعدم عودة هذه الأجساد الفيزيائية الميتة الى مزاولة هذه الوظائف الحيوية ، لكن الموت المعنوي يعني موت العقل ، ولذلك قال الشاعر
الأرض تحيا إذا ما عاش عالمها متى يمت علم فيها يمت طرف
كالأرض تحيا إذا ما الغيث حل بها وأن أبى عاد في أكتافها التلف
ولذلك لا يمكن ان يموت المثقف موتا معنويا ، وخاصة المثقف العضوي الذي يضيء في ليل الشكوك شمعة ، المثقف العضوي الذي يوضح الطريق كما وضحت له ، المثقف العضوي الذي يخوض بحر البحث ، المثقف العضوي الذي ضاقت عليه المذاهب ، هكذا كان أبو السعيد عبد الله الجبور عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، وسيبقى رغم الموت الفيزيائي بدرا في قبة المجد الثقافي والوطني ، وأخيرا ماذا عسى الإنسان ان يقول إذا كان العالم كله من حوله يقول انه لا يوجد أدنى شك بوجود ظاهرة تعرف بظاهرة الاقتراب من الموت ، وفي هذه الظاهرة يعرف الإنسان انه سوف يغادر هذا العالم الفيزيائي الى العالم المعنوي ، وقد يكون ان هذه الظاهرة تجلت في روح أخي وصديقي أبو السعيد ولذلك قال لابنه احمد أرسل مقالاتي الى صديقي أبو لؤي وهو سوف ينشرها ، وأنا الآن انشرها كما شاءت روحك الطاهرة التي فاضت الى ربها في 14 تموز 2010 وفي أول عيد يمر على انتقالك من العالم الفيزيائي الفاني الى عالم الأثير السرمدي ، وأخيرا لا أجد على شفتي ما اهتف به الا رحمك الله يا ابا السعيد لقد كنت نعم الصديق ، وهذا هو المقال الأول .
المشهد الوطني و الديمقراطي العربي
بقلم/ عبد الله الجبور
افحص لوحة تشكيليه أمامي عليها مشاهد متعددة للحالة الوطنية و الديمقراطية في العالم العربي – في إحدى زواياها يجري حشد طوابير من الفلاحين كالبهائم يساقون إلي احد المراكز الانتخابية للإدلاء بأسواطهم لصالح احد رموز النظام كما يجري شحن عمال احد المصانع في حافلات للغرض نفسه.
في موقع أخر من اللوحة وأمام احد مراكز الدم رجل عيناه دامعتان يرجو المسئول بالموافقة على بيع جزء من دمه ( رغم أن صحته لا تتحمل ذلك ) كي يحصل على مبلغ من النقود يشتري بها بعض الألعاب يقدمها إلي أطفاله صباح يوم العيد المبارك.
في جزء أخر من اللوحة راقصه تقود سيارة أمريكية فاخره تنظر بازدراء نحو دكتور جامعي يمشي على قدميه و يمسح عرقه بمنديل قماش نحث خلايا بشرة وجهه.

في قلب اللوحة رئيس عربي يعلن ترشيح نفسه للمرة الخامسة و يحيي جوقة من المطبلين و المزمرين تهتف بحياة من لم يُخلق مثله في العباد.
في طرف أخر من اللوحة أعضاء برلمان عربي أفواههم مكممة غير قادرين على مسائلة السلطة التنفيذية و كيفية تصرفها بالثروات الطبيعية للوطن.
ولفت انتباهي في جزء من اللوحة سفر رئيس السلطة الفلسطينية إلي باريس كي يبارك المؤتمر التأسيسي لمنظومة الاتحاد من اجل المتوسط معطي ظهره لما يسمى المؤسسات الفلسطينية ( لا اجتماع و لا مناقشة ) سواء اللجنة التنفيذية أو المجلس المركزي أو المجلس التشريعي.
في أسفل اللوحة مشهد لمسيره حج مجموعة حلاليف اتجاه مغرب الشمس – ينظم المسيرة و يقودها ذئب دولي يرددون خلفه ترانيم لا يفقهون شيئا منها.
مشاهد عديدة قد لا يتحمل البعض الإشارة إليها و تتغنى أكثرية الصحف العربية و خاصة الحكومية بالديمقراطية و المساواة و التنمية و العدالة الاجتماعية.
كيف نتصور وجود ديمقراطية في ظل احتكار السلطة و عدم التمكين بتداولها في إطار تنافسي ديمقراطي.
كيف نتصور وجود ديمقراطية في ظل الإجحاف بحقوق الإنسان و عدم استقلاليه القضاء و مؤسسات المجتمع المدني و التميز ضد الأقليات الدينية و القومية.

كيف نتصور وجود ديمقراطية قي غياب آليات مراقبه السلطة التنفيذية و التضييق على حرية الصحافة و التعبير عن الرأي و تحريم الاجتماعات و منع المظاهرات.
كيف نتصور وجود ديمقراطية حقيقية في ظل عدم المساواة الاجتماعية و وجود فجوه كبيره في الدخل بين الشرائح و الطبقات الاجتماعية.
لا يمكن لبذره الديمقراطية أن تنبت في تربه قاحلة أو تنمو في غياب أشعه الشمس ولا تترعرع إلا من خلال مسيره ثقافية و ممارسه عمليه تبدأ من الأسرة و المدرسة – و هنا تتضح مراحل التطور الطبيعي للمجتمع – و قد يحدث أن تصطدم حركة التطور الطبيعي في مرحله ما بعقبه تعيق حركتها مما يحتم قيام ثوره كحاله استثنائية تزيل العقبات أمام التطور الطبيعي للمجتمع – ليست الثورة كما يقال أنها حاله تدميريه و غير شرعية و خارجه عن قانون التطور الطبيعي بل هي حاله استثنائية تحدت في سياق عمليه التطور الاجتماعي و من رحمها بغض النظر عن مدى نجاح أو فشل الثورة لان ذلك موضوع أخر.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *