الجندي الصهيوني لا يخجل من لبس القلنسوة ذات الرمز الديني مع البذلة العسكرية كما يخجل المتدين العربي المسلم من رموزه الدينية

الجندي الصهيوني لا يخجل من لبس القلنسوة ذات الرمز الديني مع البذلة العسكرية كما يخجل المتدين العربي المسلم من رموزه الدينية
محمد شركي
يوميا تطالعنا وسائل الإعلام العالمية بصور الجنود الصهاينة وهو يلبسون القلنسوات ذات الرمز الديني مع البذلات العسكرية دون أن يخجلوا من ذلك بل إنهم يفتخرون بذلك . ومقابل اعتزاز الجندي الصهيوني بعقيدته نلاحظ خجل المتدين العربي المسلم من استعمال الرموز الدالة على التدين بدء باللحية ومرورا باللباس وانتهاء بالسمت . ولا أقارن الجندي العربي المسلم بالجندي الصهيوني بل أقارن المتدين العربي المسلم بالجندي الصهيوني ، فويل للجندي العربي المسلم إن فكر في حمل شعار ديني أو حتى جاهر بالصلاة في بعض البلاد العربية .
أما المتدين الصهيوني فشكله من أغرب أشكال البشر في العالم بلحيته وضفائره الموحية بشكل شيطاني ومع ذلك نجده مزهوا بشكله وبتدينه العنصري في حين نجد المتدين العربي المسلم يحذر كل شيء لأنه مراقب من قنة رأسه إلى أخمص قدمه ، وقد تفتح له ملفات سرية لمتابعة أحوال هندامه وتحرر التقارير المستفيضة في لحيته وعباءته وسواكه وعطره ومسبحته إلخ… وكل ما له صلة بالتدين من قريب أو من بعيد . وتضع المجندات الإسرائيليات أيضا القلنسوة فوق رؤوسهن مع أزيائهن العسكرية باعتزاز وفخر في حين لا زالت العديد من المؤسسات والمعاهد التربوية والعلمية العربية والإسلامية تشترط على من يلتحق بها من الفتيات خلع غطاء الرأس . ومرة أخرى أقارن المجندات الإسرائيليات بالطالبات العربيات المسلمات ولا أقارنهن بالمتدينات الإسرائيليات اللواتي يرتدين أزياءهن الدينية التي تعود إلى آلاف السنين .
إن إظهار ارتداء أو اقتناء أشياء لها علاقة بالدين دليل على قيمة الدين في نفوس من يعتنقه . فالجنود الصهاينة يحترمون عقيدتهم بالرغم من عنصريتها في حين يخجل الجنود والمتدينون العرب المسلمون من دينهم الذي صار مهجورا ومنبوذا وصار تهمة يعاقب عليها القانون المقتبس من الغرب . وقيمة الأمم إنما تكون بقدر احترامها لهويتها الدينية والعقدية . ولن ينتصر الجندي العربي المسلم على الجندي الصهيوني حتى يقتنع بعقيدته كاقتناع خصمه بعقيدته ، وأضعف الإيمان أن يظهر الجندي العربي المسلم بشكل وهيئة توحي بشكل وهيئة الفاتحين الأولين الذين يقض تاريخهم مضاجع الصهاينة والصليبيين .




Aucun commentaire