Home»International»الصهاينة لا يفاوضون وإنما يخادعون المجتمع الدولي

الصهاينة لا يفاوضون وإنما يخادعون المجتمع الدولي

0
Shares
PinterestGoogle+

لفظة  » مفاوضة  » أو  » تفاوض  » تعني في اللسان العربي المشاركة مع المساواة ولسنا ندري كيف يمكن فهم المفاوضات بين العدو الصهيوني والسلطة الوطنية الفلسطينية ؟ فكيف تشارك السلطة المحتل الصهيوني وتساويه في طرح القضية الفلسطينية . فالقضية الفلسطينية هي قضية أرض عربية احتلها المحتل البريطاني وسلمها للعصابات الصهيونية التي استقدمت إليها اليهود عبر مختلف الهجرات من كل أقطار العالم بذريعة عقيدة تقوم على الأساطير كما سماها الفيلسوف الفرنسي رجاء جارودي ، وهي أساطير عليها أسس الكيان الصهيوني المختلق فوق الأرض العربية الفلسطينية المحتلة ، وهو كيان دعمته الامبريالية الأمريكية والغربية الأوروبية ، وأضفت عليه الشرعية ، ووقفت إلى جانبه عسكريا وسياسيا ، واقتصاديا … وشاركت إلى جانبه فعليا في كل حروبه مع العرب ، وحولت القضية الفلسطينية إلى قضية كانتونات في رقع ضيقة على الضفة الغربية وقطاع غزة وإلى قضية لاجئين ، وإلى قضية إرهاب. والولايات المتحدة وأوروبا الغربية وتحديدا بريطانيا المسؤولة الأولى عن ضياع أرض فلسطين تستغل كل ما يحدث في العالم من أجل توفير الغطاء السياسي للاحتلال الصهيوني. وأمام المقاومة الفلسطينية الباسلة بعد تخلي الأنظمة العربية عن الحق الفلسطيني فكرالغرب الامبريالي في حيلة سماها المفاوضات بين أصحاب الحق الضائع وبين المحتل الصهيوني الغاشم ، وهي أطول المفاوضات في التاريخ الحديث .

 

 

وتقوم هذه المفاوضات على أسس غير سليمة ذلك أن الجلاد الصهيوني يرغم الضحية الفلسطينية على التفاوض الذي يعني المشاركة مع المساواة . فالمحتل الصهيوني له نظرته الخاصة للتفاوض ، ذلك أن التفاوض عنده هو إرغام الضحية على قبول الأمر الواقع مع التهديد بما هو أسوأ من الأمر الواقع. فالمفاوض الفلسطيني يفاوض على أساس إعادة القضية إلى نقطة الانطلاق حيث سلم المحتل البريطاني أرضا لها شعبها وأصحابها لعصابات صهيونية وافدة ومستقدمة لمهاجرين غرباء من أجل تكوين وطن لم يسبق له أن كان. والمفاوض الصهيوني يفاوض على أساس الأمر الواقع وهو وجود احتلال بقوة السلاح لأرض الغير. فلا يوجد ما يسوي بين الضحية والجلاد ، ولا يوجد ما يجمع بينهما ولا ما يشتركان فيه ذلك أو وجود وبقاء الضحية رهين بزوال الجلاد. والضحية الفلسطينية بحكم الوضع العالمي الذي يوجد مصيره بيد حلفاء الكيان الصهيوني الأمريكان والأوروبيين تحاول الصمود في وجه الاستئصال وهو المصير الذي يهدد به الجلاد الصهيوني لهذا فهي مضطرة لقبول إملاءات الأمريكان والأوربيين للتفاوض في ظروف نفض الأنظمة العربية لأيديها من القضية الفلسطينية ذلك أن هذه الأنظمة نفسها تساوم في بقائها أو استئصالها وفق موقفها من هذه الإملاءات .

والأنظمة العربية تفضل المحافظة على بقائها على التمسك بالحق الفلسطيني لهذا تلعب دور دفع الضحية الفلسطينية إلى جحيم المفاوضات من جهة للتهرب والتملص من مسؤولية النتائج المترتبة عن المفاوضات ، ومن جهة ثانية للتخلص من التهديد الأمريكي والأوروبي. وفي هذه الظروف يتخذ الجلاد الصهيوني من المفاوضات مركبا ذلولا لإيهام المجتمع الدولي بأنه يفاوض وفق الأعراف الدولية في حين لا تعدو مفاوضاته مجرد مناورات مكشوفة ذلك أنه في الوقت الذي تفاوضه الضحية الفلسطينية في شأن الأرض من أجل استعادتها يضعها أمام الأمر الواقع وهو مواصلة بناء المستوطنات مما يعني أنه لن يسلم لها الأرض التي تدور بشأنها المفاوضات. والجلاد الصهيوني يحاول الفصل بين مسار المفاوضات ومسار بناء المستوطنات ، وهو يعمل كل ما في وسعه لإقناع الرأي العام الدولي بأنه محق في الفصل بين الأمرين ، فهو يستفز الضحية لتقاطع المفاوضات بسبب استمرار بناء المستوطنات ليثبت للعالم أنه لا يتحمل مسؤولية فشل المفاوضات. والجلاد الصهيوني يرفع شعار المفاوضات بدون شروط مسبقة ، ولكنه يمارس من طرف واحد الشروط المسبقة ذلك أن إرغام الضحية على قبول بناء المستوطنات خلال فترة المفاوضات عبارة عن شروط مسبقة يفرضها الجلاد عندما تأتي من جهة الضحية . وتساير القوى الإمبريالية الجلاد الصهيوني في طروحاته ، وعندما تنكشف مناوراته أمام الرأي العام العالمي يلجأ زعماء هذه القوى إلى الدعاية المجانية والمتمثلة في التعبير عن الأسف لمواصلة الجلاد الصهيوني بناء المستوطنات ، من أجل إبقاء الضحية في مربع المفاوضات الفارغة التي لا طائل من ورائها على أن يجد الجلاد منفذا للتملص منها أمام الرأي العام العالمي ، وهو جلاد لا تعوزه المنافذ ، فهو الذي اغتصب أرض الغير واحتلها بالقوة ، وهو الذي يتصرف في هذا العالم فوق إرادته ، وهو الذي لا يطبق قرارات هذا العالم ، وهو الذي من أجله يوجد الفيتو الداعم فكيف تعوزه الحيل للتملص من مسؤولية المفاوضات ومن ثم تبرير احتلاله لأرض الغير .

إن المفاوضات بين الجلاد الصهيوني والضحية الفلسطينية تذكرنا بحكاية الذئب والخروف ، ذلك الذئب العاقد العزم على أكل الخروف يموه على جريمته بالذرائع حتى لو تعلق الأمر بجعل الماء يسير في اتجاه معاكس لجريان لجدول ليحمل الخروف مسؤولية تعكير الماء المستحيلة . وإذا ما أثبت الخروف استحالة تعكيره الماء على الذئب لم تعوز الذئب الذرائع حيث يحمل آباء وأجداد الخروف مسؤولية تعكير الماء المستحيل . فهذا هو شأن الجلاد الصهيوني الذي جاء بمقولة شبيه بمقولة الذئب الذي قلب مجرى الماء خلاف واقعه ، فهو أيضا يحاول قلب وضع الأرض الفلسطينية خلاف واقعها بالجرافات والجدران والمستوطنات لتتحول المنازل والدور والأحياء من أحياء ودور ومنازل عربية فلسطينية إلى مستوطنات صهيونية . وإذا ما أفحمت الضحية الفلسطينية الجلاد الصهيوني في إثبات عدوانه مع سبق الإصرار والترصد وتغيير واقع حال الأرض كما هو حال الذئب مع الخروف لجأ هذا الجلاد إلى منطق الذئب باحثا عن تهمة تلفق للضحية ولو تعلق الأمر بالآباء والأجداد والأساطير. فالشعب الفلسطيني والشعوب العربية المقهورة بأنظمة مغلوبة تعي أن الجلاد الصهيوني لا يخرجه من الأرض الفلسطينية إلا بالوسيلة التي استعملها لاحتلالها ، وما أخذ بالقوة لا يسترد بالمفاوضات وما ضاع حق وراءه طالب كما يقول المثل العربي .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *