Home»International»إساءة السينما إلى رسل وأنبياء الله عز وجل صلواته وسلامه عليهم

إساءة السينما إلى رسل وأنبياء الله عز وجل صلواته وسلامه عليهم

0
Shares
PinterestGoogle+

أثار موضوع تصوير السينما الإيرانية لبعض رسل الله عز وجل وأنبيائه صلواته وسلامه عليهم جدلا واسعا في الأوساط الدينية المتخصصة من علماء وخطباء ووعاظ . وجاءت الردود متباينة بين الرفض وغض الطرف ، والتشجيع . فالإيرانيون بحكم عقيدتهم الرافضية الفاسدة وبحكم مصالحهم في صراعهم مع الغرب من أجل الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط يحاولون اعتبار تصوير سينماهم للرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم قيمة مضافة وعملا ينافس السينما الغربية على الهيمنة دون الاحتفال برأي الشرع في ذلك ، بل يحاول الإيرانيون أو بعضهم شرعنة ـ إن صح التعبيرـ تصوير سينماهم للرسل والأنبياء الكرام. والغريب في أمرهم أنهم فضلا عن كونهم يستغلون ذلك لتسويق عقيدتهم عبر أفلام قصص الأنبياء كما بينا ذلك في مقالات سابقة ، يستغلونها سياسيا كما هو الشأن مع فيلم المسيح عليه السلام الذي منع في لبنان في إطار التحالفات السياسية علما بأنه يوجد خلاف جوهري بين المسلمين والمسيحيين حول قضية موت المسيح عليه السلام بحيث يناقض كل طرح لموته الطرح المقابل، والقضية قضية نفي صلب المسيح في الإسلام ، وإثبات الصلب عند الصليبيين وهم المنتسبون للنصرانية أو المسيحية والقائلين أوالمعتقدين بصلب المسيح . فقضية صلب المسيح عليه السلام بين المسلمين والصليبيين قضية تكذيب بعضهم البعض ، ولهذا عندما يمنع الفيلم من التداول على قناة لبنانية فهذا يعني دخول الحسابات السياسية على الخط .

وبعيدا عن الحسابات السياسية يواجهنا سؤال ملح وهو ما رأي الشرع عند عموم المسلمين بغض الطرف عن العقائد المنحرفة من تصوير الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم ؟ والجواب أن الأمة تجمع على تقديس الرسل والأنبياء عن كل ابتذال مهما كانت طبيعته إذ يبدو تقديسهم من اقتران ذكرهم بالصلاة والسلام عليهم شرعا مما يعني أنهم فوق كل ابتذال. لقد أمر الله تعالى بالصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : (( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )) فالصلاة والسلام عليه أمر إلهي تعبد الله تعالى به عباده المؤمنين . وهذا الأمر ينسحب على كل الرسل والأنبياء صلواته وسلامه عليهم لقوله تعالى : (( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل )) ولقوله تعالى أيضا : (( ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك )) فبموجب هذين النصين الكريمين يكون الأمر بالصلاة والسلام على الرسل والأنبياء واحدا من لدن آدم عليه السلام إلى آخر الأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم . ولا يمكن أن تنزع القداسة عن بعض الأنبياء والرسل كما يزعم الرافضة الذين تجاسروا على تصوير بعض الأنبياء في أفلامهم دون الجرأة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بل تمنعهم عقيدتهم من تصوير حتى سبطه الحسين بن علي رضي الله عنه والتناقض صارخ بين تصوير يوسف والمسيح عليهما السلام وعدم تصوير الحسين بن علي رضي الله عنه مع أن قدر سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبلغ قدر النبيين الكريمين ، ولن يرضى سبط رسول الله أن يرفع قدره فوق قدر أنبياء الله تعالى ورسله صلواته وسلامه عليهم . وعامة المسلمين لا يقبلون حتى بتصوير صحابة رسول الله رضوان الله عليهم فبالأحرى تصوير الرسل والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم .

وتصوير الأنبياء والرسل الكرام سينمائيا ابتداع مخالف لما جاء في كتاب الله عز وجل لأن الله تعالى قص أخبارهم وأمر بقصها ولم يأمر بتمثيلها مع أنه في زمن نزول الوحي كانت بعض الأمم المعاصرة له تعرف التمثيل والمسرح ، فلو شاء الله تعالى لأمر بتمثيل أخبار أنبيائه ورسله الكرام ولكنه اكتفى بقصها . والقص لغة هو سرد الخبر وهو غير التمثيل الذي هو التصوير والرسم والنقش. ومعلوم أن القص حقيقة بينما الرسم توهم يقابل الحقيقة لهذا قال شاعر العرب :  » أرى رسمكم ودا ورسمي حقيقة  » فقابل الحقيقة بالرسم . وتمثيل الشيء هو جعل صورة وشكل له حتى كأنه ينظر إليه ، والله تعالى إنما قص أخبار الأنبياء والرسل عليهم السلام ، وكان قصه هو الحقيقة والحق لقوله تعالى : (( فلنقصن عليهم بعلم وما كنا غائبين )) فمما يميز القص الإلهي في القرآن الكريم حضور الذات الإلهية وعلمها في حين تكون ميزة القص عند غيره وخصوصا في الأخبار الماضوية مجرد النقل عن القص الإلهي مع غيبة الجهة القاصة ضرورة ومحدودية علمها . ويقول الله تعالى في أهل الكهف وقد اختلف في عددهم وقصتهم : (( نحن نقص عليك نبأهم بالحق )) مما يعني ورود قص نبئهم عند البعض بالباطل كما جاء في الفيلم الإيراني. والعبرة من قص أنباء الرسل عليهم السلام تثبيت فؤاد رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا ثم ترسيخ الإيمان في القلوب المؤمنة بعد ذلك لقوله تعالى : (( وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك )) ، وقوله تعالى : (( فاقصص القصص لعلهم يتفكرون )) فبموجب هذا النص الأخير يكون القص دافعا للتفكر بينما التمثيل قاتل للتفكر ومحجم له لأن تفكير وأخيلة الناس عند سماع القصص تختلف في حين عند مشاهدة الفيلم تتوحد والحالة أن التمثيل والتصوير هو المقابل للحقيقة وليس الحقيقة التي هي القص . فلو أن قاصا عاين حدثا وقصه على غيره وحاول هذا الغير تمثيله لما أصاب الحقيقة لأنه سيضفي عليه من تفكيره وخياله الشيء الذي يبعده عن الحقيقة ضرورة وحتما . فتصور أشكال الأنبياء والرسل صلوات الله عليهم وسلامه محض توهم لهذا يعتبر تصويرهم وتمثيلهم مخالفا لحقيقتهم التي خلقهم الله عليها . ولما كانوا من خلق الله تعالى الكمل يتعذر أن يوجد لهم مجرد الأشباه .

ولقد شاءت إرادة الله تعالى أن يوجدوا جميعا قبل أن تحل عصور التصوير حرصا على عدم ابتذالهم في عصور الابتذال حيث يعمد المصورون إلى الصور الشمسية للبشر فيحولونها عن طريق الرسم الكاريكاتوري إلى عبث يتندرون به ، ولو وجدت صور حقيقية لرسل الله وأنبيائه عليهم السلام لما تورع السفهاء عن العبث بها ، وقد حاولوا العبث بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كاريكاتوريا بالرغم من أنه لا توجد صورة حقيقية له فما بالهم لو وجدوا له صورة كما يفعلون بمن لهم صور من الساسة والزعماء. والله تعالى لم يقصص بعض قصص الأنبياء والرسل عليهم السلام على رسوله لحكمة لقوله تعالى : (( منهم من قصصنا عليك ومنهم من لم نقصص عليك )) فالله تعالى أعرض عن قص أخبار بعض الأنبياء والرسل عليهم السلام لأن الحاجة لا تدعو إلى ذلك ، وهذه الحاجة هي العبرة لقوله تعالى : (( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب )) . أما أن يتخذ من تمثيل الرسل والأنبياء صلوات الله عليهم مجالا للمنافسة مع الأمم الكافرة والمشركة سينمائيا ، أو يتخذ مطية لشرعنة العقائد الفاسدة من قبيل العقيدة الرافضية فهذا تجاسر على عباد الله المكرمين من الأنبياء والرسل عليهم السلام وابتذالهم وما ينبغي ذلك. فمن المفروض على كل مؤمن صحيح الإيمان ألا يسمح لخياله أن يرسم صورا لأنبياء الله تعالى ورسله صلواته وسلامه عليهم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. حسن من العيون الشرقية
    02/10/2010 at 00:07

    تحية كبيرة لجهودك سيد محمد شركي في محاربة الفكر الرافضي المتخلف واللانساني التي ينهل من عقيدة باطلة محرضة على الوحشية والارهاب .يكفي الرافضة شرا وفضاعة ما ارتكبوه في حق البشرية بالعراق وتامرهم المقيت مع الاحتلال الامريكي للاطاحة بالنظام الشرعي العراقي في شخص الزعيم البطل صدام حسين .فهؤلاء لا يتحلون بأية قيم وطنية بل تجدهم مزروعين في الوطن العربي وولائهم وقبلتهم متجهةالى النظام الملالي العنصري في ايران والذي يصنع الأعاجيب في حق فئة عريضة من المواطنين الايرانيين وهناأقصد منطقة الأحواز السنية وما تكابده من ويلات جراء الحصار المخابراتي الايراني عليها وعلى مختلف نواحي الحياة فيها.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *