أروع البرامج التربوية في تاريخ الحركة الإسلامية 4/8
إن الأهداف التي يرمي إلى تحقيقها هذا البرنامج كثيرة، سيتم الحديث عنها بشكل مفصل فيما هو آت، لكن الآن نحتاج لذكر (الأهداف النوعية) فحسب، وهي أهداف تحققها مراحل محددة داخل الأطوار، وكل مرحلة من الطور إلا وتحقق هدفا نوعيا معينا مثل: المرحلة الأولى من الطول الأول الهدف والمبتغى في نهايتها هو تصحيح التصور، وقد قيل تصحيح التصور ولم يقال توضيح أو إنزال أو تلقين التصور إنما » تصحيح » لأن تمة مرحلة سابقة يخضع لها المتربي قبل إخضاعه لهذا البرنامج التربوي الأساسي وهي مرحلة يعيشها الفرد في شكلين:
أما الشكل الأول فيتجلى في المرحلة الاصطفائية(1) وهي مرحلة جد مهمة حيث يتلقى الفرد خلالها تصورا عاما قد تختلط فيه المفاهيم لأنها تعطى عن طريق الصحبة والمرافقة والاصطفاء، أو غير واضح أو مفهوم حسب القدرة الاستيعابية للفرد فهما فيه لبس وخلط. وأما الشكل الثاني فيتجلى في عملية القدوم والالتحاق بالتنظيم من تنظيمات أخرى قد يكون الفرد تلقى فيها مفاهيم وتصورات ما تخالف التصور المعتمد داخل الخط كفهمه للمعاني والقيم الإسلامية عن طريق وساطة كالشيخ أو كتاب(2) أو مواقف وشعارات وأحداث.
ولذلك تكون أول بوابة يمر منها العضو الجديد هي تصحيح التصور وهي عبارة عن غربال يقوم بتصفية كل الشوائب والعوج الذي يمكن أن يعلق بعقل الفرد والعوج إن استمر في العقول يمكن أن يحولها إلى معاول للهدم لا للبناء لأن لا بناء إلا بالفهم الصحيح للإسلام ولم يتأتى التطرف والغلو والخروج عن جادة الاختيارات إلا عن طريق ما حملت العقول من مفاهيم بعيدة كل البعد عن الينابيع الصافية للإسلام وهي الكتاب والسنة.
ولهذا القصد تبدأ مرحلة تصحيح التصور بربط الفرد مباشرة بالنص القرآني حتى تتحطم جميع الآلهة ويذوب كل شرك كبيرا كان أم صغيرا، ظاهرا أم خفيا، ومن هنا تبدأ مرحلة تصحيح التصور بتصحيح العقيدة.
وعندما يعي المربي القائم والساهر على العملية التربوية التي تستهدف تربية الأعضاء جددا كانوا أم قدامى قياديين أم أتباعا، يعمل على تجنيد كل الآليات والأساليب والأمثلة والتصويبات، التي تربى وتدرب عليها هو من قبل، ليدفع بثقله وقوته وصدقه ليحقق الهدف من كل حصة قبل الهدف من المرحلة، فمن خلال أول درس أو موضوع في البرنامج مثلا هو مطالب بأن يجعل الأعضاء مستوعبين جيدا لمعنى الإخلاص لله وحده ومعنى الهدفية والقصدية في كل فعل يقدم عليه من خلال النية.
وأشد ما يركز عليه هو النص القرآني (3) لربط الفرد به وبقدسيته ليمتطي سلم النقاء والصفاء. و لبداية البرنامج بموضوع النية دلالات كثيرة حيث نجد أن كل المحدثين في تصنيفاتهم قد بدأوا بحديث إنما الأعمال بالنيات بما فيهم البخاري ومسلم وغيرهما وذلك لكون الأعمال مهما عظمت ومهما كثرت فلا خير فيها إن لم تكن خالصة لوجه الله الكريم والنية تحتل مركزا مرموقا في التصور الإسلامي الصحيح وهي منطلق الفعل بل وهي التي تصنعه ( لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة). فهذا الحديث النبي الشريف الأول. أما الآية الأولى التي تتم مدارستها فهي قول الله تعالى في سورة العلق ( اقرأ باسم ربك الذي خلق….) وحتى تنسجم الآية مع الوحدة الموضوعية التي تجمع الأسس الثلاث للوحدة المتجسدة في الجلسة التربوية يوجه المربي حتى يعرف أين يتوقف وهو يتناول الآية بالشرح والتفسير حتى تكتمل الشواهد كلها وتنصهر في بوثقة متكاملة من خلال جوامع الحديث والآيات والموضوع المدروس. فمن الممكن أن يركز المربي على القراءة والمطالعة وهو يتناول الحديث عن « اقرأ » ويوسعها إلى طلب العلم ويتبحر في أنواع العلوم فيكون قد خرج عن مهمته في أن يفهم المرجو منه ولم يفهم دوره تجاه الحلقات الثلاث وما تتطلبه من وحدة موضوعية وتكامل.
وقد وقف عند اقرأ وكان عليه أن يقف عند « اقرأ باسم ربك… »وهي أشمل في تفسيرها للآيات التي بعدها. وهي جوهر الموضوع المراد تبليغه ومدارسته مع باقي الأعضاء حتى يهضموه ويستوعبوه. وحتى لا يقع الفرد في هذا المحظور نجد البرنامج يقوده ويحدد له النقاط الأساسية التي تخدم وحدة الموضوع فنجد الدرس الأول مثلا يحدد نقاط كل من النص القرآني والنص الحديثي وهي:- الله عز وجل ربا خالقا ورازقا – الإنسان كالكون كله مربوب – أول العلم العلم بالله – إخلاص النية لله – شروط قبول الأعمال: الإخلاص لله وموافقه الشرع- الحذر من الرياء.ثم مع هذين الموضوعين المهمين تأتي موعظة تكميلية لتخاطب الروح والقلب بأسلوب وعظي رقيق بعدما تناولت النصوص جوانب العقل من إقناع وشرح وتفصيل.
وإذا كانت أول جلسة في البرنامج قد ركزت على تصحيح الرابط بين العبد وربه والعلاقة بينهما من ربوبية وخلق ورزق وعلى العلم بالله، ليعلم الفرد أكثر عظمة الله ويعلم دوره في الأرض، ثم الإخلاص كنقطة الانطلاق عند كل عمل لأنها تصحح المبتغى وتصحح العقيدة في الفرد ليتوجه الوجهة الصحيحة، نجد ثاني جلسة في ترابط محكم قد ركزت – دائما من خلال تصحيح التصور – على القرآن كمنهاج رباني شمولي واقعي موضوعي وهو الدستور الذي ينظم حياة الفرد والأمة ويقودها نحو الفلاح في الدنيا والآخرة وعلى أسماء الله الحسنى التي يتفرد بها وقد قسمت في الآيات المختارات الحشر 21-24 إلى ثلاث مقاطع كل مقطع إلا ويبدأ بصفة الوحدانية التي تقرر: وحدانية الاعتقاد ووحدانية العبادة ووحدانية الاتجاه أي: أن يتجه الفرد قلبا وقالبا لله تعالى.
والحديث ركز على فضل تدارس القرآن والحث على مدارسته(4) والموعظة في نسق متكامل تعظ المتربين بالأدب مع الله والأدب مع كتابه إجلالا وتقديرا يليقان بعظمة الله وبكتابه.
ويستمر تصحيح التصور للقضايا الحساسة والمصيرية على مر المرحلة من مفهوم ذكر الله(5)، أبعاد وجود آيات الله في الأنفس والآفاق، التنظيم العجيب للكون الذي جعله الله عليه في دقة متناهية تدل على عظمته وقوته وحكمته اللامتناهية، تصحيح معنى الربوبية والعبودية لله تعالى، تصحيح مفهوم القضاء والقدر، والتوكل والتوبة والأمانة ومغفرة الله وسعتها، ومفهوم غنى الله وعدله، ومفهوم الشرك بأنواعه وتبيان خطورته، وتبيان الإنابة واللجوء إلى الله لتفادي الحسرة، والفرار يكون منه إليه، وتصحيح مفهوم العبادة، تصحيح معنى الإسلام ومعنى الإحسان، إلى غيرها من الموضوعات التي تحتاج إلى فهم صحيح.
وما أدق ما انتهت به المرحلة الأولى مما يجعل الفرد على محك مساره نتيجة لما استوعب طيلة الطور الأول وهي آيات تخاطب الفرد تتويجا وختاما مسكا للمرحلة فكأنها تقول له: الآن وبعدما أتممت تصحيح تصورك للمنهج الإسلامي العام، وبعدما صححت تصورك للوحي الإلهي رسالة وتشريعا ولدورك في الكون ومهمتك فيه وبعدما فهمت مجموعة شيم وخصائص من محولا العقيدة وما يدور في فلكها ننصحك بألا تخرج عن تصورك الإسلامي هذا الذي هو التصور الحق تصور أهل السنة والجماعة لا أقانيم فيه ولا شرك ولا انحراف، وألا توالي من هم خارجه من المذاهب المنحرفة الضالة التي تبعدك عن الإسلام إسلام الحب والسلام والتعاون وإحقاق الحق الذي جاء رحمة للعالمين ولم يأت عذابا لهم ولا شرا ولا عنصرية ولا تفسيق ولا تكفير إلا بما نص عليه الشرع بأدلته وأحكامه: ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء)
واحذر من أن تكفر أحدا أو أن تصدر حكما ضد أحد اغترارا بتصورك لكونه ربانيا فتنظر إلى الناس كأنك خالقهم. تقول الآية: (إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون)
فدع، إذن، كل الأشياء التي ليست من شأنك ولا تخصصك أو هي فوق حجمك ومستواك وعليك أن تنتبه إلى ما تستطيع إنجازه من خير وإحسان وكل الثمرات التي تجنيها من تصورك وما يدعوك إليه دينك. إذن أمامك طريق يتطلب اهتمامك بالفعل والعمل وهو طريق الخير والحسنات، وأمامك طريق آخر وهو طريق المعصية والسيئات فاجتنبه فإنك ما فعلت شيئا إلا تجزاه، تقول الآية ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون).
وبعدما صححت طريقك إلى الله وفهمت المسار الذي يرضي قل: (إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شيء ولا تكسب نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم تختلفون)
وفي الأخير يتم ذكر الهدف العام والأصلي الذي كلف به الإنسان/الفرد وهو « الخلافة » التي هي مسؤولية وكل مسؤولية مقرونة بحساب. وهو المنهاج الحياتي العام الذي على الفرد أن يعيه داخل هذه المرحلة وهذا ما أسماه البرنامج بالمراحل الثلاث استخلاف فابتلاء فحساب. تقول الآية: ( هو الذي جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما أتاكم إن ربك سريع الحساب وإنه لغفور رحيم)
ملحوظة:
1- إن تراتبية واطراد الحلقات في البرنامج، إذ هو عبارة عن حلقات مترابطة وكل حلقة تؤدي تلقائيا إلى الحلقة التي تليها،هو الذي جعل المربي يخضع لدورات تربوية تنبهه لعدم تغييب سير المراحل وتتبع الدروس حتى يجعل كل درس يخدم مهمته التي تنمي الفرد وتجعله في تصاعد وارتقاء نحو استيعاب التصور الإسلامي في مرحلته المحددة.
2- إن المربي ليس وحده من يسهر على تهيئ الدروس بل هناك فردان متربيان يتقاسمان معه التهيء. ومن الممكن أن يكون تهييؤهما، نظرا لقلة الخبرة والتجربة، بطريقة بعيدة عن المحور المطلوب وهذا ممكن جدا لكثرة الزوايا التي ينظر منها إلى الموضوع فما الحل إذن؟
يتم توجيه المربي إلى مسألتين:
ا- أن يطلع المربي مسبقا على الموضوع، وهذا ضروري أي لابد له من إلقاء نظرة في بيته على كل الموضوعات حتى يتمكن من توجيه الدرس إن كان خارجا عن المحور فيدفعه في الاتجاه الذي يجعله يتكامل مع الدروس الأخرى، وحتى إذا طفا على السطح غموض أو تناقض استطاع أن يذيبه في الاتجاه المطلوب.
ب – أن يلتقي بالمتربي صاحب التهيء ويدرس معه العناوين الكبرى للموضوع،ويرشده إلى منهجية الصياغة وطريقة التهيء مع مراعاة النقاط الرئيسية التوجيهية التي يحددها البرنامج لكل موضوع ، فيضمن الصيرورة في اتجاه جوهر الموضوع فتخدم له ما يريد.
1- ضمن الرؤية التربوية التي تؤطر هذا البرنامج نجد تحديدا لأركان العملية التربوية والتي من ضمنها المربي والذي له وظيفتان كبرى وصغرى والوظيفة الكبرى تقتضي منه حسن تنزيل البرنامج الاصطفائي الذي يؤدي إلى عملية إلحاق العضو المصطفى بالبرنامج التربوي الأساسي ومرحلة الاصطفاء تقتضي توفر مجموعة من الشروط في المتربي ومنها » الصلاح » ومعنى الصلاح أن يتوفر على الحد الأدنى منه والمتجسد في الحفاظ على الضروريات الخمس والتي هي الدين ومعناه أن يكون محافظا على الصلوات الخمس كحد أدنى مطلوب في الدين. والنفس والعقل وتتحقق عن طريق اجتنابه للمخدرات والمسكرات. والمال ويتجلى في السلامة من السرقة والخيانة والشح. ومن هذه الشروط كذلك هناك الأمانة والسلامة من النفاق. فضلا عن ضرورة أن يكون ذا » شخصية قوية » لأن الشخصية المحطمة لا تصلح لولوج التربية لكون التربية لا تجعل من ضعيف العقل حكيما ولا من مختل الأعصاب وسريع الانهيار مجاهدا. كما لم يفت الرؤية التربوية أن تجعل من ضمن شروط المصطفى « الحيوية » أي عدم الكسل وعدم الانكماش وأن تكون لديه « الرغبة في التعاون » وإن لم تكن لديه الرغبة يمكن للمربي أن يزرعها فيه أثناء مرحلة الاصطفاء. وأما من لا يتوفر على هذه الشروط فيستدعى لعمل دوري شبه عام ليكون متعاطفا فحسب.
2- ليس هذا معناه أن هذا البرنامج لا يعتمد على كتب ومراجع. بل المقصود من تلقي المعاني والمفاهيم من كتاب هو الشكل المرفوض الذي يتجلى في اعتماده كمرجع يحسم في المعنى المراد استخلاصه في حين ما هو إلا اجتهاد بشري وهو عبارة عن وجهة نظر كاتبه الذي قد يخطئ كما قد يصيب. ولهذا فالبرنامج لا يقبل تفسير الآيات القرآنية مثلا من تفسير واحد بل يطالب بالاعتماد على ثلاثة تفاسير على الأقل ليكون دور المربي أو المتربي عندما يهيء موضوعه هو القيام بمقارنة ما قيل في الآية محاولا تجميع آراء المفسرين الذين يعتمدون على نصوص أخرى وأحاديث وأشعار العرب لإثبات معنى معين وهو مطالب ببذل جهد ذاتي يتجلى في اقتناص المعنى المرجح والأقوى والذي يستند إلى عدد أكبر من الأدلة والحجج.
3- يتم التركيز في هذا البرنامج على النصوص القرآنية بشكل كبير حتى تكون التربية تربية توحيدية تكوينية بالدرجة الأولى لأن التربية على النص القرآني في حد ذاتها نوع من الإنتاج. لأن المربي ينتج أي ينجز المواضيع ويتحرى المضامين والقيم من النصوص القرآنية والمتربي كذلك. لأن النصوص عندما لا تشرح سلفا ولا تعطى مشروحة وإنما تمنح للفرد ليبدل جهده الخاص ليفهم المعنى ويركب المعاني اعتمادا على المصادر المتعددة وليأتي بخلاصة مركبة يبذل فيها نوعا من الجهد. وهو حينها يتكون تكوينا روعي فيه طاقته وقدراته وهذه مسألة مهمة في العملية التربوية أي مراعاة الخصوصيات بما فيها المستوى والقدرة على التحليل واستخلاص المعاني والشواهد التربية.
4- ومن بين هذه المدارسات التي يحث عليها الحديث هذا الشكل نفسه الذي يجتمع فيه الأفراد أسبوعيا على شكل حلقة من حلق الذكر ومدارسة آيات من القرآن الكريم وأحاديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تماما كما كان يفعل الصحابة الكرام إذ كانوا يربون الناس على القرآن في حلق كما روي ذلك عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه كان في مسجد البصرة يعقد حلقا للقرآن فيقرئ الناس القرآن آية آية. وري عن أبي العالية الرياحي وهو من أوائل التابعين الذين أخذوا عن أبي بكر الصديق أنه كان يقول: » تعلموا القرآن خمس آيات خمس آيات فإنه أثبت في القلب وأضبط للعلم ». وهي دعوة إلى تقصي المفاهيم من الآيات وتثبيتها في النفس الإنسانية لتصبح سلوكا يمارس .
5- يحتاج معنى ذكر الله إلى تصحيح لأن الفهم الخطأ أدى بالكثير من الناس إلى مقاطعة المجتمع والانزواء إلى الكهوف والزوايا المظلمة ولم يكن لهم دور في عجلة التغيير أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللذان يعتبران من أصول الدين. والصحابة الكرام كانوا من أكثر الناس ذكرا لله تعالى وكانوا في قمة الفعالية والعطاء والبناء والتنمية ولم يكونوا لا منغلقين ولا سلبيين تجاه مجتمعهم ولم يتوانوا في عملية التشييد والبناء لمجتمعهم والدفاع عن الدين والحق ونشره في كل الآفاق باعتباره خيرا مباركا يجب أن يعمم على الناس أجمعين.
Aucun commentaire