Home»International»متى كان السفاح فنانا؟؟

متى كان السفاح فنانا؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

أثار انتباهي ما قرأته في أحد المنتديات التي تعنى بالتنمية البشرية تحت عنوان  » رحيل شخصيات عربية وعالمية بارزة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية » حيث ذكر بعض الصهاينة واعتبروا شخصيات بارزة في مجال السياسة والاقتصاد والفن.
إننا لسنا ضد ذكر علماء غربيين تفوقوا في السياسة و الاقتصاد والفن، ولن نتحرج في الأخذ مما أنتجوه من علم وفكر لأن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها..وهذا قول لاجدال فيه خصوصا وهو قول الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام.

وقد تعلمنا أن لا نبخس الناس أشياءهم وحقوقهم.
إلا أن تقويم العلماء والعظماء والأدباء والفنانين يكون في ظل ما قدموه لهذه البشرية وهذه الإنسانية مما يتماشى وتكريم الله لهذا الإنسان وتفضيله على سائر المخلوقات..ومعيار عظمة هؤلاء العلماء الذين ذكرهم صاحب المقال هو ما قدموه من فكر وعلم ومنتوج فني وأدبي من شأنه أن يسهم في رقي البشرية وتقدمها.
نحن نعلم أننا لازلنا ننعم بالكهرباء التي اكتشفها طوماس أديسون. ولازلنا نذكره لأبنائنا وتلاميذنا..لكن في منظورنا الإسلامي فهو لن ينال أجرا على ما قدم لأن الأجر في ديننا مرهون بأن يكون العمل خالصا لوجه الله. وهو إنما أراد الشهرة فأدركها وأراد المال فناله على حد تعبير العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة.

لكن عندما نتكلم عن علمائنا نحن فلابد أن نعطيهم الأولوية للتعريف بهم وبمنتوجهم العلمي والأدبي والفني. فمن غرائب الأمور أن نجد الشاب العربي يعلم عن لاعب كرة القدم كل شيء عن حياته في حين لا يعلم شيئا عن أكبر علمائنا الذين يعتبرون مصابيح تنير طريق الأمة.
لقد توفي الشيخ الجليل المجتهد المجدد محمد الغزالي ولم تذكره إذاعاتنا حتى كمجرد خبر..وتوفي العلامة الشيخ عبد الحليم أبو شقة صاحب أكبر موسوعة حديثية خاصة بالمرأة وهي تحرير المرأة في عصر الرسالة وتوفي الشيخ عبد الله علوان صاحب كتاب تربية الأطفال في الإسلام وتوفي الشيخ الداعية عبد الحميد كشك وتوفي الدكتور مصطفى محمود صاحب حوار مع صديقي الملحد..وتوفي العلامة حمد الطيار أكبر علماء الحديث في هذا العصر وتوفي عالم القرآن الشيخ مولوي عبد العلي وتوفي العلامة فيصل مولوي صاحب الفكر التنويري والتجديد في قضايا الإسلام المعاصر وتوفي صاحبه الشيخ محمد مهدي شمس الدين وتوفي الفيلسوف العربي عبد الوهاب المسيري..وتوفي العالم المغربي عبد الرزاق المروري شهيدا وهو ينقل كتب الأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية لأقاليم الجنوب..وتوفي شيوخ كبار من علماء المغرب ولم يعلم أحد ولم يبك عليهم أحد ولم يذكرهم أحد..وتوفي العلامة الشيخ فريد الأنصاري تغمده الله برحمته عالم المصطلح وعالم القرآن وعالم الحديث وعالم الأصول والمقاصد وهو أول من فضح الطرق الصوفية الضالة المعاصرة في المغرب ودعا إلى التوحيد الخالص ونبذ الوساطة في التوحيد والعقيدة وهو أول من نقد بجرأة الحركات الإسلامية المغربية عندما تغلب السياسي على التربوي والدعوي وهو العالم العامل المتواضع الصادق الغيور على دينه وأمته.

إننا لسنا ضد ذكر علماء الغرب لأن العلم لا جنسية له، وهو كما عبر الدكتور محسن عبد الحميد ليس كافرا وهو مشاع لكل الإنسانية..ولكن نحن ضد أن نذكر صهيوني لا تزال يداه متلطخة بدماء المسلمين وتحت عنوان :  » رحيل شخصيات عربية وعالمية بارزة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية  » فالصهاينة لم يكونوا في يوم من الأيام من الذين اشتهروا بميادين السياسة والاقتصاد والاجتماع والفن وإنما اشتهروا بسفك الدماء واغتصاب النساء وهتك الأعراض وذبح الأطفال واقتلاع الأجنة من بطون الأمهات…هل غولدا مايير وموشي ديان وابن جوريون وشامير وبيريز وشارون وغيرهم اشتهروا كسياسيين أكثر من مجرمين وقتلة وسفاحين؟ فعفة الفن تتلطخ عندما يضاف إليه الصهاينة..وشرف الأدب يتسخ عندما يحسب عليه الجلادون المتغطرسون ومصاصو الدماء الصهاينة.
وإذ أقول هذا الكلام أعي أن صاحب المقال، من باب حسن الظن، وهو ينقل لنا لائحة وفيات الأعيان فيما مضى من العام هو نقل أمين لكل من مات في مجال السياسة والفن وعلم الاجتماع ولا يريد به شيئا غير إفادتنا بهذه المعلومات ولذا إن نحن كان لنا رأي في بعض الشخصيات فنحن على يقين أن الأستاذ إ.إدريس لن يختلف معنا كما أننا لسنا ضد أن نأخذ من الغرب علومه وتقنياته التي نشهد له بالسبق في كثير من المجالات فيها. ولسنا ضد أن ننصف كل ما قدم خيرا وعلما لهذه الإنسانية.

فنحن نعلم أن الكثير من علماء الغرب أنصفوا علماءنا وأنصفوا على الخصوص نبينا محمد عليه الصلاة والسلام. فمايكل هارت عندما كتب كتابه الضخم الشهير المائة الأوائل والذي ألفه بين سنة 1921 وسنة 1961 جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس هذه المائة في حين جعل المسيح في المرتبة الثالثة بعد نيوتن وهو مسيحي الديانة. كما أنصفه الفيلسوف الروسي تولستوي صاحب أشهر رواية وهي أنا كارينين . وأنصفه الفلاسفة البريطانيون على رأسهم الفيلسوف والروائي بيرناردشو وأنصفه علماء فرنسا منهم لافونتين الذي اعتنق الإسلام فيما بعد كما اعتنقه فيكتور هوجو الذي سمى نفسه بعد إسلامه بأبي بكر هوجو..وقد أنصفه مهاتما غاندي أيما إنصاف وهو يقول: أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر..لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة في ربه وفي رسالته.  »
واللائحة طويلة..فإذا كان الغربيون قد أنصفونا بإنصاف رسولنا فلماذا لا ننصف علماءهم وعظماءهم ونشهد لهم بما قدموه للإنسانية خصوصا عندما يكون منتوجهم العلمي والأدبي والفني بعيدا عن تفسيق وتجويع الشعوب وتخذيرها وصناعة الدمار الذي يدمر الإنسانية والبشرية تماما كما فعل ويفعل الزعماء الصهاينة المجرمون الذين من المفروض أن تأبى أقلامنا أن تجعلهم من ضمن العظماء البارزين في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عكاشة ابو حفصة.
    27/08/2010 at 00:48

    في البداية نشكر لك اجتهادك في جمع هده المعلومات القيمة وتقديمها للمتصفخ ليزداد معرفة بمن خدموا البشرية من خلال اكتشافاتهم المختلفة. ونحن نتفق معك على اساس انه ادا كانت الاعمال خالصة لوجه الله فسيثاب عليها العالم او المخترع, اما ادا كانت غير دلك فسينال جزاؤه المادي و المعنوي في الدنيا. من من بين العماء الاجلاء الدين كانت تزخربهم مدينتي وسجلوا اسمائهم الوازنة بكل تواضع وماتوا في صمت ندكر الاستاد الشيخ العلامة مهداوي بن سعيد بن عبد الرحمان رحمه الله واسكنه فاسح الجنان صاحب الكراسي العلمية بالمسجد الاعظم الديتتلمد على يديه العديد من الناس و يشهد له بتمكنه ونصيحته وتشعب علمه وتعدد اختصاصاته من ادب ونحو وصرف وفقه وسيرة وافتاء.كان عالما يسير على هده الارض باستحياءغاضا لبصره واضعا لبدته تحت ابطه .لم يلتفت اليه وبقي في عداد المنسببن اللهم من التفاته باهته كاطلاق اسمه على طريق باحياء مدينة وجدة, ويستحق هدا العلامة اكثر من دلك باكثير.فرحم الله علماء المسلمين وكل من اسدى خيرا لهده الامة وكان برجوا من وراء دلك وجه الله الكريم والسلام عليكم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *