وقفات مع كتاب أصول الديانة اليهودية وفروعها ودورها في تكوين عقائد الرافضة ( الحلقة 5)
وقفات مع كتاب أصول الديانة اليهودية وفروعها ودورها في تكوين عقائد الرافضة ( الحلقة 5)
محمد شركي
جاء في الباب الثالث بعنوان » مشابهة أصول الرافضة وفروعها لأصول اليهود وفروعهم » من هذا الكتاب لصاحبه الدكتور سعد المبارك الحسن محمد ما يلي :
1 ـ مشابهة الرافضة لليهود في تحريف ما أنزل الله عز وجل : لقد شهد القرآن الكريم وهو الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه بتحريف التوراة والإنجيل إذا قال الله تعالى : (( من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه )) كما قال : (( ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا )). والرافضة نحوا نحو اليهود في التحريف فزعموا قرآنا لفاطمة الزهراء رضي الله عنها مخالفا للقرآن المتداول بين أيدي المسلمين ، وزعموا قرآنا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه سموه الصحيفة الجامعة ، وزعموا أن لهم كتابا آخر هو الجفر . وكما وضع اليهود التلمود بشقيه المشنا والجمارا فقد وضع الرافضة كتبا للحديث نسبوها كذبا وزورا لأبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنهم لتوافق اعتقادهم بالإمامة وما يترتب عنها . وكل حديث لا يقر بالإمامة فهو مردود عندهم ولا يصح في اعتقادهم . وقد ذكرنا في المقال السابق آيات من سورتين مختلقتين هما سورة الولاية وسورة النورين ، وسردنا ما يلفقه الرافضة وما يزيدونه بين يدي آيات القرآن الكريم وهو التحريف على طريق اليهود مع التوراة .
وأما تأويل الرافضة للقرآن فحدث ولا حرج فهم يتعسفون في تأويل العديد من آيات القرآن الكريم لتساير معتقداتهم مخالفين كل تفاسير جماعة المسلمين . وكما يزعم اليهود أن التلمود وخاصة المشنا قد أوحي إلى موسى وأن الجمارا أوحي إلى الحاخامات فكذلك الرافضة يزعمون أن الوحي ظل ينزل بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنته فاطمة رضي الله عنها .
2 ـ مشابهة الرافضة لليهود في عقيدة التجسيم : فكما جسم اليهود الذات الإلهية المقدسة من خلال الأوصاف الواردة في التوراة المحرفة من قبيل نسبة المشية لله تعالى في الجنة ، ووصف رجليه تعالى عما يصفون فقد تابعهم الرافضة في التجسيد وعن هذا قال الشهرستاني في الملل والنحل المجلد 1 ص 155 ما يلي : » إن بدعهم محصورة في أربع التشبيه والبداء والرجعة والتناسخ » وأول من شبه شيخهم هشام بن الحكم . وذكر الأشعري أن الرافضة كانوا مجسمة . ولم يثن الرافضة عن التجسيم قوله تعالى : (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ))
.
3 ـ مشابهة الرافضة لليهود في عقيدة البداء : وقد ذكرنا في الحلقة الثالثة أن اليهود يزعمون أن الله تعالى لا يعلم الشيء إلا بعد وقوعه ، وأنه يندم على ما يقع منه كما هو الشأن بالنسبة لبحثه عن آدم لما اختبأ في الجنة . وقد ذكر القرآن الكريم أن اليهود وصفوا الله بالفقر ووصفوا أنفسهم بالغنى ، ووصفوا يد الله تعالى بأنها مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا ، والبداء لا يكون إلا ممن لا يعلم ومن يجهل .
وتابع الرافضة اليهود في هذا حين زعموا أن الله تعالى لم يكن يعلم أن إسماعيل بن جعفر الصادق سيموت قبل أبيه كما ورد ذلك في الكافي المجلد 1 ص 327 . وكما نسبت اليهود الندم لله تعالى بعد الأمر بتخريب الهيكل يزعم الرافضة أن الله بدل رأيه في ميقات موسى من ثلاثين ليلة إلى أربعين ليلة كما جاء في تفسير العياشي المجلد 1 ص 44 . ويقول عبد القاهر البغدادي في الرافضة : » وتكفير هؤلاء واجب في إجازتهم على الله البداء وقولهم بأنه يريد شيئا ثم يبدو له ، وقد زعموا أنه إذا أمر بشيء ثم نسخه لأنه بدا له فيه وما رأينا ولا سمعنا بنوع من الكفر إلا وجدنا شعبة منه في مذهب الروافض » انظر الفرق بين الفرق ص 52ـ53 . ومما جاء في المستصفى من علم الأصول المجلد 1 ص 110 ما يلي : » ولأجل قصور فهم الروافض عنه ارتكبوا البداء ونقلوا عن علي رضي الله عنه أنه كان لا يخبر عن الغيب مخافة أن يبدو له تعالى فيه فيغيره وهذا هو الكفر الصريح ونسبة الإله تعالى إلى الجهل والتغيير » .
4 ـ مشابهة الرافضة لليهود في الطعن في الأنبياء : مر بنا مطاعن اليهود على أنبياء الله في كتبهم من قبيل اتهام نوح بالسكر والتعري ، واتهام إبراهيم بالدياثة ، واتهام لوط بالسكر وزنا المحارم ، واتهام يعقوب بالتدليس ….فالرافضة ساروا على نهج اليهود في الطعن في أنبياء الله وزعموا أن آدم نظر بعين الحسد إلى علي وفاطمة والحسن والحسين وكان ذلك سبب خروجه من الجنة وتسلط إبليس اللعين عليه ، كما زعموا أن إسماعيل طمع في امرأة حميرية هي زوجة غيره كانت في عنق زوجها وتزوجها بعد أن سأل الله إزهاق روح زوجها كما جاء في الكافي المجلد 2 ص 311 .
5 ـ مشابهة الرافضة اليهود في الغلو في أئمتهم غلو اليهود في أحبارهم : فكما زعم اليهود أن الحاخامات تشريعهم كتشريع الله تعالى بل فوقه كما مر بنا في الحلقة الثالثة نجد الرافضة يجعلون أئمتهم معصومين عصمة الخالق لا عصمة الأنبياء بحيث لا يجوز حتى سهوهم أو خطأهم مما جاء في الكافي المجلد1 ص 53 ما يلي : » عن الصادق قال : حديثي حديث أبي ، وحديث أبي حديث جدي ، وحديث جدي حديث الحسين ، وحديث الحسين حديث الحسن ، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين ، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل » وكان يكفيه أن يقول حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وحي من الله عز وجل ومن سواه من الخلق ناقل لحديثه ، وليس حديث أحد من الناس كحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه لا نبي بعده ولا وصي وإنما أمة أخذت عنه ولا تتمايز إلا بالتقوى ، وأتقى الخلق آل بيت رسول الله وهم براء مما تنسبه لهم الرافضة .
6 ـ مشابهة الرافضة لليهود في عقيدة العصمة : فكما نسب اليهود العصمة للحاخامات فقد نسب الرافضة العصمة للأئمة ، ومنهم من ينسب العصمة لما يسمى الفقهاء الأولياء أو الأوصياء على الرافضة في انتظار نزول الإمام الغائب.
7 ـ مشابهة الرافضة لليهود في عقيدة الأوصياء : معلوم أن اليهود يزعمون أن الله جعل لموسى عليه السلام وصيا وهو يوشع بن نون ، ويجاريهم الرافضة في أن الله جعل لمحمد صلى الله عليه وسلم وصيا وهو علي بن أبي طالب ثم أوصياء من بعده إلى أن غاب إمامهم الثاني عشر فحل محله الفقهاء الأولياء كأوصياء أيضا . ولا زال حاخامات اليهود أوصياء على اليهود كما أن الفقهاء الأولياء أوصياء على الرافضة .
8 ـ مشابهة الرافضة لليهود في عقيدة الرجعة : فكما يعتقد اليهود بعودة الأموات إلى الحياة قبل يوم البعث يعتقد الرافضة نفس الشيء . فاليهود ينتظرون خروج رجل من نسل النبي داود ومعه اليهود الأموات ومعه أعداء اليهود ليعمل فيهم القتل ، والرافضة ينتظرون ابن الإمام العسكري ومعه الرافضة الأموات ، ومعه أعداء الرافضة من النواصب خصوصا الجبت والطاغوت أي الصديق وعمر الفاروق اللذان يخرجان من قبريهما ليحرقا وليدمر عليهما مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة . ويلاحظ الشبه بين مسيح اليهود المنتظر وإمام الرافضة المنتظر من حيث التنكيل بأعدائهما .
9 ـ مشابهة الرافضة لليهود في عقيدة التقية : فكما يجيز اليهود الكذب على غيرهم ، ومخادعتهم يجيز الرافضة أيضا الكذب على النواصب وخداعهم تقية والتي هي أفضل العبادة عندهم كما جاء في الكافي المجلد 2 ص 219 : » والله ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخبء قيل وما الخبء ؟ قال التقية » والكلام منسوب إلى أبي عبد الله . ولقد زعموا أن النبي قد طبق التقية مع المنافقين ، وأن عليا طبقها مع الخلفاء الراشدين ، ولا زالوا عليها لا يعرف ما يبطنون ولا ما يعلنون شأنهم شأن يهود الذين يكيدون في سر وعلانية على أساس أن ذلك عقيدة ودين عندهم .
10 ـ مشابهة الرافضة لليهود في احتقار غيرهم : فكما يزعم اليهود أنهم شعب الله المختار ، وأن غيرهم مجرد بهائم وخنازير يجاريهم الرافضة في الانتساب إلى طينة مقدسة في حين أن غيرهم من طينة نجسة . وكما جاء في سفر التثنية لليهود : » وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما » نجد في كتاب بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار لمحمد باقر المجلسي المجلد 48 ص 376 ما يلي : » إن الله قد أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا » والضمير يعود على النواصب كما يسميهم الرافضة . وفي الكافي المجلد 1 ص 233 : » ليس على ملة الإسلام غيرنا وغير شيعتنا » . وفي كتاب تهذيب الأحكام لمحمد بن الحسن الطوسي المجلد 4 ص 122 ما يلي : » خذ مال الناصب حيث وجدته وادفع إلينا الخمس » وهذه فتوى منسوبة إلى جعفر الصادق كذبا وزورا . ويقول الخميني في تحرير الوسيلة المجلد 1 ص 352 ما يلي : » والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منه وتعلق الخمس به » . وفي نفس الكتاب المجلد 1 ص 107 يقول الخميني : » وأما النواصب والخوارج لعنهما الله تعالى فهما نجسان » . وهذا كلام يعدل كلام اليهود في التلمود : » الخارجون عن دين اليهود خنازير نجسة » انظر الكنز المرصود ص 68 .
11 ـ مشابهة الرافضة لليهود في حصر الإمامة في أبناء الحسين كحصر اليهود الملك في أبناء داود : يزعم اليهود أن الملك سيبقى إلى قيام الساعة في أبناء داود تحديدا ، ويساير الرافضة اليهود في جعل الإمامة في أبناء الحسين إلى قيام الساعة تحديدا وقد حرص الرافضة على أن يكون عدد الأئمة كعدد الأسباط اثنا عشر مع أن الأسباط هم أبناء رجل واحد وهو نبي الله يعقوب وقد صارت ذريتهم قبائل وشعوب في حين أن الأئمة ليسوا أبناء رجل واحد بل الأول يخلف الثاني . ومن حق السائل أن يسأل لماذا عدد اثنا عشر بالضبط ؟ .
12 ـ مشابهة الرافضة لليهود في ادعاء ملكية ما خلف الرسول صلى الله عليه وسلم كما يدعي اليهود ملكية التابوت وما فيه مما خلف نبي الله موسى : معلوم أن اليهود يستغلون قضية التابوت لهدم المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان المزعوم الذي سيضم التابوت الذي لن يقهر اليهود ما دام فيهم . وبنفس الطرح يزعم الرافضة أن من يملك سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الفقار يكون هم الحاكم وهو حسب زعمهم عند القائم المنتظر كما أنه يملك الصحيفة الجامعة تماما كما يوجد في التابوت عند اليهود عصا موسى وعصا هارون فمادام علي بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة هارون من موسى فلا بد أن يكون مع القائم سيف الرسول وصحيفة علي كما يوجد في تابوت اليهود عصا موسى وعصا هارون واللوحين .
فمن خلال هذه المقارنة يتبين بالأدلة الواضحة التشابه بين عقائد اليهود وعقائد
الرافضة في أصولها وفروعها ، ولا يستغرب ذلك وقد كان مؤسس العقيدة الرافضية يهوديا وهو عبد الله بن سبأ الذي يحاول بعض الرافضة التنكر له ونفي وجوده مع أن وجوده أكثر واقعية من وجود ابنا للإمام العسكري بشهادة كتب الرافضة وذلك من أجل التمويه على التشابه الواضح بين عقائدهم وعقائد اليهود.
Aucun commentaire