Home»International»وقفات مع كتاب أصول الديانة اليهودية وفروعها ودورها في تكوين عقائد الرافضة ( الحلقة الثانية )

وقفات مع كتاب أصول الديانة اليهودية وفروعها ودورها في تكوين عقائد الرافضة ( الحلقة الثانية )

0
Shares
PinterestGoogle+

جعل مؤلف الكتاب التمهيد مدخلا لتاريخ اليهود والرافضة فبدأ بتاريخ اليهود الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بنبي الله إبراهيم عليه السلام ذلك لأنهم ينتسبون إلى إسرائيل أو يعقوب بن إسحاق عليهما السلام . ومعلوم أن إبراهيم هاجر من العراق إلى الشام مع زوجته سارة وابن أخيه النبي لوط عليه السلام بعدما حاول قومه إحراقه لأنه كسر أصنامهم ، ثم هاجر بعد ذلك إلى مصر بسبب مجاعة أو قحط ضرب الشام . وله قصة مشهورة مع أحد ملوك مصر الذي طمع في زوجته. وعاد إبراهيم من جديد إلى مدينة الخليل في أرض فلسطين بعدما أهداه ملك مصر جارية وهي هاجر التي رزق منها بإسماعيل عليه السلام ، ثم رزق بعد ذلك بإسحاق من سارة التي كانت عاقرا فأنجبت بقدرة الله تعالى . وخلف إسحاق يعقوب الذي خلف يوسف وبنيامين ورأبين أو روبيل وشمعون ولاوي ويهودا ويساكر وزبولون ودان ونفتالي وجاد وأشير ، ومن هؤلاء تكون الأسباط الإثنا عشر.

واستقدم نبي الله يوسف عليه السلام أبويه وإخوته إلى مصر فتكاثر بها الأسباط ، ومع مرور الزمن نكل بهم الفراعنة حتى ولد موسى عليه السلام ورحل بهم من مصر إلى بيت المقدس حيث كان فيها قوم جبارين هم الحياثيون والفزاريون والكنعانيون ، وأبى قوم موسى مواجهة الجبارين فكتب عليهم التيه أربعين سنة في صحراء سيناء ، وفي مرحلة التيه أعطى الله موسى آيات كذب بها بنو إسرائيل وعبدوا العجل الذي صنعوه من حليهم وأطاعوا السامري الذي أضلهم في غياب موسى. وأصدق تاريخ لليهود ما قصه علينا القرآن الكريم الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه ، وما كان زائدا على ذلك فمحض تخرص وتحريف كما قال المؤلف . وبعد وفاة موسى خلفه النبي يوشع بن نون الذي دخل بين المقدس وحكم بني إسرائيل بالتوراة . وبعد ضلال بني إسرائيل سلط الله عليهم من سامهم الخسف بالأسر إلى زمن داود عليه السلام الذي قاتل معه طالوت جالوت ، وتزوج داود بنت طالوت الرجل الصالح . وورث سليمان أباه داود وراثة نبوة وملك لمدة أربعين سنة ، وبعد حكم ابنه رحبعام تفرق ملك بني إسرائيل . وخلال مدة تاريخ بني إسرائيل قتل العديد من أنبياء الله على أيدي اليهود ، وارتكب اليهود أبشع المخالفات وضربهم الله بالشتات وظلوا يكيدون كل كيد حتى مكنهم المستعمر البريطاني من أرض فلسطين واغتصبوها ظلما وعدوانا وطردوا أهلها منها بدعوى إعادة ملك سليمان وإعادة بناء هيكله . وفي السنة النبوية وعد بخروجهم من جديد من أرض فلسطين على يد المسلمين الموحدين .

أما تاريخ الرافضة فهو كما يلي : في ظل الفتن التي قتل فيها خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه ، تولى أمر المسلمين الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وحدثت حروب بينه وبين معاوية بن أبي سفيان بسبب الخلاف حول الخلافة ،وفي هذه الظروف المشحونة بمقتل عثمان نشط أهل الأهواء والمغرضين المتربصين بالإسلام والحاقدين عليه وعلى رأسهم اليهود الذين كانوا يدفعون الجزية عن يد وهم صاغرون ، ودخل كثير منهم الإسلام نفاقا وخوفا وظلوا على دينهم المحرف . ومن هؤلاء اليهود شخصية معروفة باسم عبد الله بن سبأ وهو من اليمن تظاهر بالدخول في الإسلام زمن عثمان ، وانتقل في بلاد الإسلام يبث عقائده الفاسدة حيث خلط اليهودية بالإسلام بغرض إفساده كما فعل بولس اليهودي من قبله بالنصرانية . ومن بين ما بثه من فساد ادعاؤه أن النبي صلى الله عليه وسلم سيعود إلى الدنيا قبل يوم القيامة ، وقال نفس الشيء في علي بن أبي طالب ، وزعم أن النبي قد أوصى لعلي بالإمامة وحرض الناس على عثمان . وبث ابن سبأ في الأمصار من يروج لدعوته ضد عثمان ، وكان ذلك سبب الحرب بين علي وطلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين في وقعة الجمل . وبعد هذه الوقعة بدأ ظهور اللبنة الأولى للرافضة وكان وراءها السبئيون وهم أساس الرفض . وقد استطاع ابن سبأ أن يؤثر في أتباعه من خلال حيلة حب آل البيت والانتصار لهم ضد بني أمية . ومما سربه ابن سبأ لمن غرر بهم أن عليا أفضل من كل الصحابة بما فيهم الصديق والفاروق وروج لفكرة اغتصاب هذين الأخيرين للخلافة . وبلغ الأمر بابن سبأ أن وصف عليا بأوصاف الألوهية كما قال ابن المرتضى فنفاه علي من الكوفة إلى المدائن بسبب ذلك ، وبعد مقتل علي عاد ابن سبأ إلى الكوفة لنشر فساده الرافضي وسب الصحابة وتجريمهم . وظلت أفكار ابن سبأ تسري سريان النار في الهشيم حتى كان مقتل الحسين بن علي على يد يزيد بن معاوية فانقدحت شرارة نار الفتنة السبئية بشكل علني خصوص بعد ظهور المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي ادعى أنه قد أوحي إليه وقال بالبداء ، وقد ركب قضية المطالبة بدم الحسين والانتقام من قتلته والتف حوله السبئية حتى قتل فالتفوا حول زيد بن علي بن الحسين الذي كان يستعد للخروج على بني أمية والذي ترحم على الصديق والفاروق في حضرة بني أمية في امتحان مشهور فخرجت عنه السبئية وهو أول من سماهم الرافضة وهم المعروفون بسب الصحابة ولعنهم و مخالفة زيد بن علي بن الحسين كما خالف الخوارج علي بن أبي طالب . والرافضة يدعون عصمة علي وبنيه وإمامتهم وتأليههم . وابن سبأ هم أول من قال بأفضلية علي بن أبي طالب على غيره من الصحابة ، وقد بدأ التفضيل سياسيا وصار دينيا أحاط الصحابي الجليل ابن عم الرسول بهالة من التقديس إلى درجة التأليه . ولقد بدأ التشيع حسب شهادة الحافظ ابن حجر مجرد تفضيل لعلي على عثمان وأن عليا كان مصيبا في حروبه خلاف من خالفه مع الإقرار بتقدم أبي بكر وعمر على علي ، ولم يكن هذا الموقف مصحوبا بسب عثمان وغيره من الصحابة حتى تسرب الفكر السبئي فصار التشيع غلوا وتحول إلى رفض يؤله عليا ويسب الصحابة .

ومن خلال هذا التمهيد تبدو العلاقة التاريخية واضحة بين اليهود والرافضة حيث يعتبر أصل الرافضة هو اليهودية المحرفة ذلك أن ابن سبأ وحقدا على الإسلام حاول تحريفه من خلال استغلال الخلاف بين علي ومعاوية وركوب حب آل البيت للدس على الإسلام وخلق فتنة تفريق المسلمين إلى فرقتين ثم بعد ذلك استغلال الفرقة المشايعة لعلي وتضليلها بأفكار الإمامة والعصمة وكل الخزعبلات التي ما أنزل الله بها من سلطان . وإذا كان اليهود قد حرفوا الكلم عن مواضعه بشهادة القرآن الكريم ، وأنهم قد كادوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلن يتردد ابن سبأ اليهودي الحاقد في تحريف الإسلام ، وقد سنحت له الفرصة بعد موت علي ابن أبي طالب الذي نفاه وطرده إلى المدائن لعلمه بكيده ، وهو براء مما نسبه إليه من تأليه . لقد كان ابن سبأ مع علي بن أبي طالب بمثابة السامري مع موسى عليه السلام فإذا كان السامري قد جعل لبني إسرائيل العجل فابن سبأ جعل عليا إلها للرافضة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *