جريدتان بريطانيتان تفرضان رسوما ابتداء من يونيو المقبل
فرضت كل من
جريدة »
التايمز » و »صنداي تايمز » البريطانيتين
رسوما على قراءة النسخة الإلكترونية وذلك
اعتبارا من يونيو المقبل وبمبلغ
جنيه إسترليني لليوم الواحد وجنيهين للاشتراك
الأسبوعي. وأفاد تقرير نشرته جريدة الشرق
الأوسط الخميس 7 ابريل الجاري
أن مؤسسة «نيوز إنترناشيونال» البريطانية،
التي يمتلكها إمبراطور الإعلام الاسترالي
روبرت ميردوخ وبدءا من يونيو المقبل، سيضطر
قراء صحيفتي «تايمز» و«صنداي تايمز» إلى
دفع جنيه استرليني (1.5 دولار) للدخول إلى
موقع الصحيفة على الإنترنت لمدة يوم واحد
وجنيهين (3 دولارات) مقابل الاشتراك الأسبوعي..
يحدث هذا في وقت تعرف فيه مديات البث
الفضائي مدا بلا ضفاف
تؤثثه آلاف المواقع والمنتديات
يقدر زوارها بعشرات الملايين .
كما أن النشر الالكتروني
عرف خلال العقد الأخير فورة غير مسبوقة
، مما أثر بشكل كبير على استقرار موارد
المال للعديد من كبريات الصحف الدولية،
الشيء الذي أجبر العديد منها على
أن تغلق أبوابها، فيما قلصت
صحف أخرى من نشاطاتها وسرحت العديد من
كوادرها من صحفيين وتقنيين . فهل ستحدو
بعض الجرائد العربية والدولية
حدو التايمز والصانداي تايمز
، أم أنها ستظل وفية لخدمة قرائها بالمجان
موثرة الرهان السياسي
والايديولوجي على حساب
عقلنة وارساء موارد الاقتصاد المهيكل
رغم تاريخها الطويل وحجم
الإعلان والكم الهائل من الزوار
؟ هذا التحول الإعلامي الكبير والخطير
في آن ، هل يشكل ضريبة
التكنولوجيا الحديثة
؟ أم هو فقط ذلك
الوجع الذي نشكل كعرب ومسلمين
طعما لذيذا لشبكات
الصيد الغربية في بحر
لا نتقن السباحة فيه
، من المحقق إن ذلك اليوم سيتأخر في
القدوم ، لكنه آت حتما
في الوقت الذي
تواجه فيه ألمانيا التحديات التي تفرضها
تحولات المناخ، بأسلوب رفيع متميز ومن
خلال التقنية الخضراء وذلك بإنشاء
محطة تعمل بطاقة الرياح « حديقة هواء »
هائلة بعيدا عن اليابسة في بحر الشمال،
وهي محطة ضخمة تعمل بطاقة حرارة جوف الأرض
بالقرب من هانوفر، وهو
مشروع بالمليارات لإنتاج الكهرباء من الطاقة
الشمسية في الصحراء. وفي الوقت الذي تطور
فيه إيران صناعاتها
الحربية ، في مواجهة الخطر الصهيوني
ارتأت جريدة عكاظ السعودية » فتح ملف
حربي من نوع آخر يتعلق ب »
« الجنس
الإلكتروني الذي بات معه
إدمان العادة السرية علنا »
الجريدة من خلال
فتحها للملف الساخن
تؤكد لمن لا يزال في حاجة الى
تأكيد ارتباطا بالانترنيت
أن لا شيء يعلو فوق الجنس لدى العرب والمسلمين.
جيمس هاردينغ، رئيس تحرير «التايمز» أقر
بأن تطبيق استراتيجية الدفع مقابل القراءة
التي تنوي الصحيفة تطبيقها بالغة الخطورة،
لكنها أخف ضررا من الفشل في الاستفادة من
الصحافة وطرحها دون مقابل. وشبّه
في اعترافه صناعة الأخبار في الوقت الراهن
بصناعة الموسيقى قبل أربع سنوات عندما
ظن البعض أن صناعة الموسيقى قد انتهت لأن
الأفراد يحصلون الموسيقى مجانا، لكن الآن
يقوم الأفراد بالشراء من مواقع التحميل ».
وعززت المديرة التنفيذية لمؤسسة «نيوز
إنترناشيونال»، ريبيكا بروكس، موقف جيمس
هاردينغ بالقول » إن السياسة الجديدة
خطوة محورية تجاه جعل العمل الإخباري أكثر
فائدة من الناحية الاقتصادية ».
وحسب قصاصات غربية ،
ستطلق كلا الصحيفتين موقعين جديدين تماما
في مايو المقبل يتم فيهما فصل محتواهما
الإلكتروني للمرة الأولى، واستبدالهما
بالموقع الإلكتروني السابق «تايمز أون
لاين». بيد أن توافر كم هائل من المحتوى
الإخباري على الإنترنت جعل الكثيرين يعتقدون
بأن القرار الجديد ينطوي على مخاطرة كبيرة ».
هذه الخطوة النوعية في مجال
الإعلام الالكتروني جاءت بالموازاة
مع الإعلان أن الثري الروسي والجاسوس
السابق في الاستخبارات السوفياتية (كي
جي بي) الكسندر ليبيديف قرر شراء صحيفة
«الإندبندنت» التي تعاني من مشكلات مالية
مع نسختها التي تصدر الأحد «اندبندنت اون
صنداي» بجنيه رمزي (1.12 يورو) على ما أفادت
الخميس الماضي الشركة التي تنشر الصحيفتين.
ويرى الملاحظون التباسات كثيرة تظلل واقع
الإعلام ا لالكتروني ليس لان
هذه هي المرة الثانية التي يقوم فيها الكسندر
ليبيديف جاسوس وعميل مخابرات كي جي بي
» بشراء صحيفة بريطانية. وكان قد اشترى
سابقا صحيفة «ايفنينغ ستاندرد» اللندنية
الأسبوعية، بل لسبب أكثر خطورة حيث
وبعد فترة وجيزة من شرائه الصحيفة
، قرر ليبيديف توزيعها في
مجانا بعد أن كانت تباع بمبلغ 50 فلسا (75
سنتا). ومعلوم أن صحيفة
تأسست قبل 180 عاما ،
وكانت تطبع عدة مرات في اليوم
، وتغطى أخبار الساعة باستمرار وتوزع على
أبواب محطات القطارات الأرضية
.
ارتباطا بما سبق
يبدو أن مستقبل الصحافة العربية
غير واضح تماما ، والسؤال هو هل ستبدأ
بدورها في فرض رسوم على قرائها
مثل ما فعلت الصحيفتان البريطانيتان
أم ستلجأ فقط الى تعزيز وتكثيف حملاتها
الدعائية إيديولوجيا وسياسيا
وترك تصفحها مجانا
على الانترنيت. على اعتبار الانجاز
الإيديولوجي هو الإستراتيجية
الأفضل .
Aucun commentaire