Home»International»النفس الصوفي في ديوان كتاب الخرق لمصطفى ادزيري بهاء مولود لشاعر موهوب

النفس الصوفي في ديوان كتاب الخرق لمصطفى ادزيري بهاء مولود لشاعر موهوب

0
Shares
PinterestGoogle+

النفس الصوفي في ديوان » كتاب الخرق » لمصطفى ادزيري
بهاء مولود لشاعر موهوب
 » تراتيق الوجد والنظر »

صدرت للشاعر الموهوب مصطفى ادزيري قصيدة/ الديوان « كتاب الخرق ». يحيل عنوان الديوان باعتباره خطابا مقدماتيا وعلامة سيميولوجية دالة في محيط النص وتضاريسه على نواة المعنى الذي تشكله ذرات التأملات المبثوثة في الوجود الصوفي و إنيات الوجود الإنساني المحيلة بدورها على متممات المآل ومبلغات المقصدية وقرائن المصير ووظائف النظر التي تقود إلى عقد حلقات التأمل وتراتيل الانبهار المقطعة لاستمداد القوة الكافية لبلوغ عمارة ليلة المتصوفة. وهذا الشكل الصوفي هو الذي اختاره عن وعي الشاعر مصطفى ادزيري لتجسيد كساء المتصوفة الخلق بالفناء والمرقع بالزهد والمجاهدة النفسية والبحث عن الكرامات … ثلاثيات مرتقة /تحديدا 216 الثلاثية / تحيك فعل المشاهدة وتخيط رؤية صوفية مشوشة بشغب مجذوب خانه اليقين يتسلل خلسة في منافذ أمشاج من الرؤى تطل على انسحار العين و رغبات الجسد وأشواق الروح ونظر العقل وحيرة النفس المتذبذبة التي تجلد بسوط اللوم جسد الاقتناع .تستعير القصيدة من رباعيات الرومي قبسا من الاعتبار في وليمة العرض الإلهي يميزه نفس صوفي طويل تخترقه رحلة بحث عن الذات تملأ ثغل نسغها ومضات الإشراق والخفوت واليقين والحيرة والامتلاء والفراغ والتصوف والتفلسف في لحاء الانفصال والاتصال…

يحمل نص ادزيري الشعري دعوة للقارئ العربي لحضور مراسيم بهاء رقصة دائرية روحية يؤديها الماء والتراب والهواء والنار مبتدؤها التوحد ومنتهاها التوحيد في مقامات التفكير المسالم و مدارج تسامح أمير قافلة الحب الإلهي مع مريده من شموس اليقين في رحلة البشر لأودية الامتلاء بصفاء النقاء وتنكب آثار الارتقاء والفيوض الإيمانية المنسابة في جداول النهج السيري لجلال الدين الرومي وفريد الدين العطار وشمس الدين التبريزي كصدقية اليوم الموعود الموسومة باشتطاط المحبة في إدراك الأمور و بمرونة الفناء في العرض الإلهي اللامتناهي للموجودات والانخراط المكابد في التعليل الايجابي لأطاريح الموت والحياة والمقدس والمدنس والسعادة والشقاء…تنقلك عبر مسلك الدروشة وولوج عالم المولوية إلى كتاب المحبة والحكمة فيعبر الحق طريق التعفف من خلال جسر خفوت الأنانية ليحيك النظر خيوط يوميات تأملات سفر التحولات والتجليات وينسج الفناء بالشعر محبة الله ومشروعية العودة لخوض تجارب المعيش اليومي ومجابهة زيغ المعاش العاطفي ليصبح الرقص الدائري طقسا يصوغ وحدة الوجود بسيمفونية السماع و لغة الإصغاء في رحلة التطهر والتسامي لاقتحام عتبات البدايات والارتقاء في مدارج النهايات…

إن قصيدة مصطفى ادزيري تنفث نفسا مشتعلا في عالم الوجود وتفاصيل الطبيعة والاجتماع البشري وتجتاز جزر الحب ومد ن الفضيلة و منابر الحكمة من زاوية رؤية طائر سيمورغ فتشعل نجما في جذور العرفان لتختفي شمس الحقيقة في سماء ضوء الانتهاءات . يشتغل ديوان ادزيري مصطفى على بلاغة التدرج في التنويعات اللغوية وإلباس نواة المعنى حساسيات لغوية تتأرجح بين التصوف والتفلسف والتغزل وتتموج رؤيتها في خط ارتدادي تجاه العرفان والبرهان والبيان لتحيل على ثمانية حقول دلالية تستوعب قضايا تؤرق نظر الشاعر وتشكل نظرته نحو الاعتقاد والوجود والمرأة والطبيعة و الإبداع…

ولعل حقل الطبيعة هو أكثر الحقول هيمنة وتسخيرا لنحت مشاهد شعرية مكثفة تختزل باقتدار لغوي تصورات تشكيل الإبهار بآثار الصنعة الإلهية وتوطين قاموس الرومانسية عبر ترددا ت المعجم اللساني الطبيعي / الحقل – الظلال- الضوء- البحر- الوادي نوار الدفلى- الجبال-الدالية- العنب- الصحراء- الرياض-… على خريطة الإعجاب بالقدرة الإلهية في الخلق أو خريطة الانإخاذ بالجمال والسحر والبهاء. ويأتي حقل الموت/ المقبرة- الأرواح …ليعكس هو الآخر قلقا انطولوجيا يؤسس مفارقة اللغة في عتبة المعنى ويباعد بين رؤية الشاعر و المشاهدة الصوفية و الاحتفاء بحقل الزمن / وقت رباني – الظهر- الفجر- النهار- الليل- الزمان- الصباح… في بناء قدسية التدفق و صياغة لحظة الانسياب الراشد والاعتبار بالوقت كعامل حاسم في تدبير نهاريات وليالي الناسك المتدبر الذي يخيط خرق التعفف بمسلكية الزهد/ اصرفني عن حاناتك… و الاعتبار بالمشيئة والصنع الإلهي/ سدى- التلوين والتمكين… في أفق تشكيل عناصر سراب رؤية اليقين/ سروري بك- خوفي منك- مافارقني الارتجاف – يقين الماء- خيوط النور- توحدت فيك- مافي جبتك غير الله المبللة بماء الحيرة المفقود …التي تنتصب ثنائية ضدية مع هباء الحيرة الذي يتحكم في رؤية الشاعر للوجود والإنسان-يا ضياعي – ياتيهي – مرتاب – الوعد الغامض- ملائكتك تدعي العمى-إلى ماذا سنؤول- موت بشك- خير من حياة يقين-يعصرني الالتباس-خانه الإشراق الجميل- وحيدا هذه الليلة- ما يهمني أين أمضي- الخبل رج للأصول- أمام مجهول –خلف مجهول… وتشكل رحلة البحث عن رابعة قبل توبتها / مرابط الهوى-يضرم الاشتهاء-عطر يدمن الرسائل والتحايا والقبل- يبلل الحجاب والجيد-لون القمر فضاح-العري المتوحش- مخدة الألفة- نار الشهوة- زد في صبيبك

-رضاب الحبيب

– شبق الأنثى وغلمة الذكر-

ألف الذكورة وتاء التأنيث

– الفراشات المتيمات… البرد والسلامة من أزيز نار الحيرة التي أرغمت الشاعر على تلحيم هيكل النص الإطار بنصوص محاذية ميزتها الانحرافات اللغوية/ كانوا ثلاثة ورابعهم السكر

-كل يوم هو في شأن

– هيت لك…واستيحاء حكايا سيمرغ طائر العالم اللامتناهي الذي يتقن منطق الطير ويؤسس معنى حب العامة للسلطان وقصة الهدهد الذي يغيب ليثبت حضور سليمان و شموخ مملكة سبأ …والاحتكام إلى قصص القرآن ونماذج التأسي بسيدنا يوسف في مواقع التمنع والإحصان واستلهام التاريخ الشخصي وتوظيف شكل القناع من خلال استحضار مواقف رامبو و يوسف و المسيح و سليمان و المجذوب و تشايكوفسكي والحلاج و أبو يزيد ورابعة العدوية و طارق و ابن سبعين وابن عربي… للهيام على طريقة ابن أدهم في دروب الحكمة و التماهي في كلام المجاذيب والتسلل إلى أجمات غابات اللغة البلورية لكشف المخبوء وتعرية المستور… فما على القارئ الكريم إلا قدح شعلة السفر في مباهج تنسم الأريج الصوفي المشاكس والنبش في وهج شهادة الجمال الالهي ووصل الخلوة بتلألأ ضوء يقين مشكاة القراءة بعد صقل حلم الشاعر لمرآة التلقي.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. kawtar
    02/12/2013 at 21:38

    tahiya lik ostadii l3aziize
    kanatmanalak hayat chi3riya mowafa9a incha’allah

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *