Home»International»كراكوزات العمل السياسي

كراكوزات العمل السياسي

0
Shares
PinterestGoogle+

القوى والحركات والأحزاب السياسية المغربية المعارضة بشكل عام أصبحت تشكل عبئاَ ثقيلاَ على كاهل المواطن الذي حسم أمره بأن من الكياسة ترك الجمل بما حمل لأولي الأمر والإنصراف إلى ما فيه نفعه في دنياه واّخرته.

ولم يبق من جهة داعمة وراعية ودافشة لهذه الكيانات السياسية (المعارضة) غير الحكومة نفسها، وذلك لحاجة هذه الحكومة الملحة لوجود شهود زور دائمين على ديمقراطية الحكومة الزائفة، وكذلك لحاجة الحكومة الدائمة إلى وجود كيانات إعتبارية شكلية تدعي تمثيل العشيرة أو المستهلك أو الطائفة أو التنظيم يمكن من خلالها التوصل معها إلى تسويات فارغة المضمون على حساب من تدعي هذه الكيانات تمثيله في أرض الواقع.

فلا داعي للقلق أيها المواطن، فمثلاَ إن إرتفعت أسعار الخبز والخضر ما عليك إلا الإنتظار فسيتم تسوية الأمر نهائياَ من خلال مناقشة الأمر مع رئيس جمعية حماية المستهلك أثناء غداء عمل في أفخم فنادق العاصمة، وإن لم تنزل أسعار الخبز بعد حين فلا داعي للقلق أبداَ فهناك إجتماع اّخر الشهر القادم لحل المشكلة وهكذا.

أما إذا إجتاحت إسرائيل غزة وقتلت الطلبة في المدارس والمرضى في المستشفيات فلا داعي حتى لمجرد التفكير في ما يمكن عمله، فعندنا أحزاب معارضة مستعدة بعد إجتماع غداء عمل ساخن مع الحكومة إلى الدعوة لمهرجان خطابي في أكبر ستاد رياضي مغلق يمكنك المشاركة فيه وحرق حنجرتك بلعن اليهود والصليبين والعرب بكل طوائفهم رؤساء وملوك ووزراء وكل من يخطر على بالك ثم تذهب إلى بيتك هانئاَ قرير العين وقد أخذت بثأرك لتتناول طعام عشائك المتواضع وتنخمد.

و نوع من المعارضون الجدد ولا يعرفون للمعارضة سبيلاتسللوا اليها بين عشية وضحاهافاعلنوها معارضة صريحة للمواطن فاصبحوا يدافعون عن الحرية التي تبيح شرب الخمر والزنا واللواط والفساد،
وهكذا يتبين أن حاجة الحكومات والانظمة للكيانات السياسية والنقابية والعشارية والجهوية هي السبب الرئيس وراء ديمومتها وإستمراريتها، أما التكتلات التي لا تعمل ضمن منظومة النظام القائم وترفض مبدأ التعاطي معه لإفتقاره للشرعية من وجه نظرها فيتم إقصائها عن المشهد السياسي كلياَ بعنف ودموية في أغلب الأحيان.

وبإختصار شديد، لا يوجد شيء أسمه ديمقراطية في البلاد وإنما هناك لعبة تبادل أدوار سياسي يتاح لللاعبين فيها التحرك وفق قواعد محددة سلفاَ تركز على المحافظة على الوضع القائم وإجهاض أية محاولة جدية للتغيير، ومن يخالف قواعد اللعب يتم إخراجه من المباراة بكرت أحمر حكومي أو قضائي.

أي أن المعارضات على إختلاف مشاربها الفكرية تحولت إلى أفيون جديد للشعوب مسؤول عن إنتاج شعور وهمي شعبي غير حقيقي بوجود هامش ما للحرية وإمكانية وهمية للتغيير تهدر فيها طاقات الأجيال الشابة المتطلعة إلى مستقبل أكثر إشراقاَ.

وبإختصار شديد أيضاَ، المعارضة الحقيقية هي تلك التي لا تعترف أصلاَ بشرعية النظام القائم وترفض التعامل معه عبر أليات خداعه للجماهير من أحزاب وصحف ونقابات وإنتخابات محلية وبرلمانية إلخ، فكل ما سلف ليس إلا أدوات لإلهاء الجماهير وإهدار طاقاتها وإطالة عمر النظام.

وقديماَ قيل إن رأيتم العالم على باب السلطان فإشهدوا له بالنفاق، والاّن نقول إذا رأيتم شخصية عامة سواءاَ كانث سياسية أو وجاهية أو إعلامية على أبواب الحكام أو الحكومات فإشهدوا لها بالخيانة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *