( بسنة المعصوم تهزم خيبر)

****غدرت سعاد بقلب من لا يغدر وجفت حبيبا لا يضام فيصبر
****ما زلت أبكي حبها وعهودها ويسيل دمعي لا يغيض فيقصر
****ولقد حظيت بودها ووصالها ورشفت كأسا بالمودة تزخر
****وقضيت دهرا لا أصدق مطلها وأظنه دلا يهيج ويفتر
****وأعلل النفس العليلة بالهوى وبوعد ماطلة تروغ وتغدر
****حتى أتاني منبأ بزفافها وبنى بها من شيبه لا ينكر
****وغدا يداعب شعرها وشعورها ويعب من فيها خمورا تسكر
****وتنيله من قلبها فيصيبه من حبها ألم يفور ويكبر
****فعجبت من صد الهوى وصدودها عني ومن حظ يلوح ويدبر
****أفجعتني يا حظ إذ غيبتها فوهبتها درا نضيدا ينثر
****شعري يكابد غربة في أرضنا ويصول قول كاذب متقعر
****لله در قصيدة ضمنتها غزلا عفيفا لا يجور فيفجر
****ولقد بكى الشعراء قبلي أربعا وبكيت دينا لا يصان ويهجر
****وذكرت عهدا للمكارم والعلا وذكرت أرضا بالمفاخر تفخر
****وبكيت حظك أمتي وندبته قد كان مجدك بالقصائد ينشر
****وسلبت مجدك والمهابة بعدما خضع الأكاسرة البغاة وقيصر
****وبغى اليهود بأرضنا و تجبروا فدماؤنا ظلما تراق وتهدر
****ونبينا يغشى المحافل نصحه وكتاب رب العالمين يبشر
****هلا سموت بذكره يا أمتي ومحوت عارا من جبينك يقطر
****وبنيت صرحك بالكتاب وبالهدى وبسنة المعصوم تهزم خيبر
****أنسيت مجدك والمفاخر كلها وظننت كسرك لا يضم فيجبر
****ووكلت أمرك للعدو يديره وجعلت خلا من بدينك يسخر
****ورجوت حلا من محافل كافر يجتاح أرضك والحصون يدمر
****يغتال أهلك بالنيازك واللظى يسبي الحرائر والصغار يعقر
****يا أمة الإسلام خير وافر والله يورثك الثغور وينصر
****لا تنهجي نهجا يجنبك الهدى فيصاب نسلك بالجحود ويكفر
****وتدول دولتك العريقة بعدما كانت ربوعك بالبطولة تفخر
****يا أمة القرآن عزك في السما وأنوف خصمك في الحضيض تعفر
****والله أسأل أن يديم صمودنا رغم المصائب لا نذل ونقهر

****القصيدة مهداة لأحرار العرب من المحيط إلى الخليج