Home»International»انتخاباتهم … وانتـخا ـباتـنا

انتخاباتهم … وانتـخا ـباتـنا

0
Shares
PinterestGoogle+

انتخاباتهم … وانتـ خ اـباتـنا

تعتبر المدة الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية وهي ( أربع سنوات ) أنموذجاً عجيباً لزمن حكم يتسم بالقصر الشديد إذا ما قارناه بالمدد الماراثونية للحكم في دول العالم الثالث عشر مثل كونرازيا وفوستاكيا وساحل البطيخ وجزر الهشـّكْ بشـّكْ .

ففي حين يمضي الرئيس الأمريكي الى حال سبيله غير مأسوف عليه بعد أربع سنوات قد تطول الى ثمان في حالات قليلة ، فإن حكاماً آخرين في أماكن أخرى يظلون لابثين فيها أحقاباً ، جاثمين كالصقور على قمة جبل السلطة لا تهتز لهم ريشة ولا يطرف لهم جفن ، ولو حسبنا مدة بعضهم ممن لا يزالون في الحكم وقارناها بعدد الرؤساء الأمريكيين الذين تداولوا السلطة وذهبوا الى حال سبيلهم لوجدنا بعضهم قد عاصرعشرة رؤساء أمريكيين بالتمام والكمال بدءً من كنيدي صاحب أزمة خليج الخنازير والى يومنا هذا ، وذهب كنيدي وجاء بعده تسعة من الرؤساء هم جونسون ونيكسون وفورد وكارتر وريجان وبوش الأب وكلينتون وبوش الابن ثم أوباما ، وهناك ثلاثة من الرؤساء الأمريكيين حكموا مدتين اثنتين هم ريجان وكلينتون وبوش مما يعني أن المدة الإجمالية تزيد على خمسين سنة !!!

والعجيب في أمريكا أن جميع الناخبين في انتخابات الرئاسة والكونجرس هم من الأحياء !! في حين يفضل المرشحون في العالم الثالث عشر الناخب الميت ، بخاصة في انتخابات المجالس النيابية والمحلية ، وذلك لأسباب عديدة ، منها أن الناخب الحي كثيراً ما يشترط الحصول على عشرين دولاراً محلياً مقابل صوته مما يكلف المرشح مبالغ طائلة قد لا يستطيع أن يعوضها بعد النجاح ، بينما يكتفي الناخب الميت ببلحة أو كعكة أو قرصة أو أي شيء يسير مما يوزع على القبور كرحمة ونور .

كذلك فإن الناخبين الأحياء قد يسببون اختناقات مرورية وازدحاماً مزعجاً أمام الصناديق ، بينما الناخبين الأموات يكتفون بإرسال بطاقاتهم الشخصية فقط مع مندوب المرشح فيصوت المئات منهم بهدوء ودون إزعاج أحد ( سُكـّيتي ) .

والعجيب أيضاً أنه حين يمضي الرئيس الأمريكي فإنه يأخذ معه جميع بطانته ورجال إدارته ، وحين يخلد الرئيس الكونرازي أو الفوستاكي فإنه يخلـّد معه جميع أفراد بطانته فلا يترك أحدهم منصبه أبداً إلا الى القبر . أما الرئيس نفسه فلا يموت .

ولعل من الإنصاف أن نقول إن بعضهم وفي حالات نادرة قد مات فعلاً ، ولكن ليس حتف أنفه كالبشر العاديين بل موتاً سريرياً ، وهو نوع من الموت خاص بزعماء العالم الثالث عشر ، حيث يظل الزعيم متشبثاً بالريموت كونترول من فوق سريره يحرك به جميع مناحي الحياة في بلده خدمة لشعبه .

ومن العجيب كذلك أنهم في أمريكا حين ينتخبون رئيساً فإن الناخب منهم يحصل على ورقة الانتخاب ويحصل كذلك على شيء من الخصوصية حيث يقف وحيداً في ركن منزوٍ ويفتح الورقة ثم يؤشر على اسم الرئيس الذي يريد انتخابه ، أما في العالم الثالث عشر فليس هناك انتخاب بل هناك شيء اسمه ( استفتاء ) وهي كلمة مشتقة من الاستفتاق أو الفتاق وهو تمزق يصيب عضلة المعدة حين يجبر المواطن على هضم طعام لا يستسيغه ، حيث يفتح الناخب ورقة الاستفتاق على مرشح وحيد ، وهذا المرشح هو الرئيس نفسه ، فيجد في أعلى اليمين مربعاً كبيراً كتب فيه بخط واضح كلمة ( نعم ) ، وفي أعلى اليسار مربعاً آخر كتب فيه بخط واضح كلمة ( نعم ) !!! فيحتار الناخب المسكين ويسأل نفسه : هل أختار ( نعم ) أم أختار ( نعم ) ؟؟؟؟ وبينما هو في حيرته يحدق في الورقة إذ به يجد بين المربعين جملة تقول : أين ستهرب مني يا ابن الكلب ؟ أنا ماكث لابث قاعد قاعد ، وسأحكمك وأحكم أبناءك وأحفاد أحفادك !!!!

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. حمادة مصطفى
    04/02/2010 at 16:32

    في عالمنا العربي الديموقراطية مع ملك الموت فقط فرؤساء الدول والاحزاب جاثمين على صدور البشر- الذين انتزعت منهم انسانيتهم- و لا يزعزعهم احد من مكانهم سوى ملك الموت

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *