درة القدس

فجعت بالغدر من رئم علقت به ومن فراق برغم الخوف والحذر
أروم من وده قربا فيصدفني ويقذف القلب بالنيران والشرر
ندبت حظا تعيسا كم شقيت به وما تنال المنى بالنوح والعبر
أبكي ويسخر من دمعي جلائفهم كذاك دأبي ودأب العاذل النكر
وما شقائي بلا خل ولا أمل كحال من فاز بعد الغبن بالوطر
حلفت بالله لن أنسى خلالته خل بهي يفوق الحور بالحور
ولن أخون عهدي ما حييت له حتى أوارى الثرى في ظلمة الحفر
ولن ترى بعده الأيام واضحة مني وبعد مصاب حل بالبشر
لما هوى في رحاب القدس درتها يشكو لمن حوله من طعنة الوغر
بكى وقد راعه بالقصف قانصة فلاذ من بطشهم بالله والجدر
مستعطف شيخه بالصدر يمنعه فطاشه الرمي يبغي درة الدرر
يا درة القدس بالأرواح نمنعها لولا قضاء من القهار بالقدر
نبكيك يا درة والقدس ثاكلة بها صغار تصد النار بالحجر
ترمي عدوا توارى خلف أسلحة يخشى نزالا وقصم الظهر والفقر
طفل من القدس والجبار يكلؤه يعلو خميسا من الأشرار كالتتر
شعب أبابيله كالطير قاذفة سجيلها يستطير العصف من خور
وأمة العربان كالقطعان سائمة رعاتها راعها الصهيون بالوجر
تروم من محفل الإجرام مقدسها وتخلط الجد بالأوهام والهذر
مستنسرون إذا ما شعبهم حكموا فعل البغاث مع الأفراخ والقبر
مستسلمون إذا ما الخصم نازلهم خوفا تحاشوا ركوب الموت بالوزر
حاشا أسودا من الأحرار صامدة تذود عن قدسنا بالزاد والنفر
أسد لحزب من القرآن محتده وذكر خالد بالآي والخبر
ترجو من الله أجنادا منزلة جيش الملائك في الهيجاء كالبشر
يغزو وعون من الرحمان يسبقه وربه هازم الأحزاب والدثر
به سيحمي ذمار القدس من دنس ويكسر القيد عن أرجائه الجزر
ويشمل العدل والإسلام ساحته ويحمد الله من في البدو والحضر
فالحمد لله حمدا يرتضيه لنا ثم الصلاة على من فاز بالظفر
محمد ناصر والآل منتصر والصحب فازوا ومن قد جاد بالعمر

القصيدة مهداة للشهيد محمد جمال الدرة وأسرته البطلة وكل الأطفال الشهداء وكل الفلسطينيين الأحرار وكل العرب الأحرار وكل المسلمين الأحرار وعاشت فلسطين حرة كريمة والمجد والخلود للشهداء