مهما يكن التوصيف والوصف البشري لليهود دقيقا ، فلن يبلغ دقة الوصف الإلهي الوارد في قوله عز من قائل : (( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين)) صدق الله العظيم.

هذه هي حقيقة اليهود ، جنس بشري متجاسر على خالقه ينسب له الفقر والبخل ـ تعالى الله عما يصفون ـ ويثير القرآن الكريم حفيظتهم للطغيان والكفر ، ودأبهم العداوة والبغضاء للناس أجمعين وخصوصا المؤمنين ، وإيقاد نيران الحروب ، والسعي في الأرض فسادا في كل شبر من هذا العالم . وقد كتب الله عليهم لعنته كما كتبها على الشيطان الرجيم، فلا يذكر هؤلاء إلا واللعنة الإلهية تلحقهم. ولقد كان دأبهم عبر التاريخ البشري الطويل الإفساد وإشعال نيران الحروب بين الشعوب . والمتتبع لما كتبه أصحاب الاختصاص يقفون على حقيقة هذه الصفة الخبيثة في اليهود . ولا يسجل التاريخ البشري فسادا عرفته البشرية إلا وكان وراءه هذا الجنس اللعين . ولقد شتتهم الله تعالى في كل أصقاع هذا العالم لفترات تاريخية طويلة ، وظلوا يسعون إلى الاجتماع في أقدس بقاع الأرض ، وكان لهم ما أرادوا بمساعدة الصليبيين الحاقدين على الإسلام والذين لم ينسوا سلسلة الحروب الصليبية ، وقد صرح آخرهم وهو الرئيس العنصري الأمريكي السابق جورج بوش بمواصلة الحروب الصليبية أثناء غزوه للعراق وأفغانستان مما عد عند الملاحظين زلة لسان معبرة عن المخبوء المكبوت في نفسية زعيم الحقد الصليبي المعاصر . وما وصول اليهود إلى الاجتماع كزمر مشتتة فوق أرض فلسطين بمساعدة الصليبيين إلا جزء من دأبهم في الفساد والإفساد . لقد أرادوا إفساد العالم الإسلامي بشطريه العربي والأعجمي فعمدوا إلى خلق كيانهم الفاسد في منطقة الشرق الأوسط ، وكانوا ولا زالوا وراء كل حرب في تلك المنطقة ، وفي كل منطقة عربية وإسلامية . ولقد كانوا ولا زالوا وراء كل فساد في الأرض وعلى مستوى كل الآفاق والمجالات . فلا تظهر ظاهرة فاسدة إلا وكانوا وراءها لأن شغلهم الشاغل هو إشعال نيران الحروب والإفساد في الأرض.

إن العالم يعاني من مظاهر فساد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا ، وليس مصدر هذا الفساد سوى جنس اليهود الملعون. إنهم الجنس الوحيد الذي فكر في تكوين ما يسمى اللوبي اليهودي ، فلا يوجد تجمع بشري في العالم بهذا الشكل وبهذا المضمون إلا عند اليهود . إنه تجمع من أجل التخطيط لإشعال نيران الحروب المدمرة ، ولنشر الفساد على أوسع نطاق. إنه اللوبي الذي لا يبالي بالتجنس بكل جنسيات هذا العالم من أجل تحقيق أهدافه . فلا تخلو حكومة في هذا العالم من وجود أفراد هذا اللوبي المتحكم في صنع القرار ، ولا تشقى شعوب هذا العالم إلا بفعل ما يمليه هؤلاء اليهود المندسين في حكوماتهم من أفكار تروج للفساد ، وتشعل نيران الحروب. ونيران الحروب التي يشعلها اليهود في هذا العالم متنوعة الأشكال والأساليب إذ تتراوح بين حروب ساخنة ، وأخرى باردة ولكنها لا تقل دمارا عن الحروب الساخنة . فحربهم الساحنة على غزة هي نموذج الحرب التي يريد اليهود تعميمها في هذا العالم ، وحربهم الباردة التي تأخذ شكل حصار خانق على غزة هي أيضا الحرب التي يريدون تعميمها في هذا العالم . ولقد أشاروا من قبل على الصليبيين بشن حرب الحصار الباردة على كل من أفغانستان والعراق قبل شن الحرب الساخنة . ولقد دأب اليهود على إيقاد نيران الحروب الساحنة ، فإذا لم تؤت أكلها عمدوا إلى أسلوب الحرب الباردة في شكل حصار. ولقد كان الحصار عبر التاريخ البشري شكلا من أشكال الحرب المدمرة إذ يستطيع الحصار أن يحقق ما لا يحققه الزحف. إن العالم أدان زحف اليهود وتدميرهم لغزة ، ولكنه يسكت سكوت الشيطان الأخرس على حرب الحصار التي يمارسها اليهود على غزة . ولا نسمع إدانة لهذا الحصار إلا من طرف بعض المنظمات الحقوقية التي لا يسمع لها صوت ، ولا يحسب لها حساب بسبب ما يمارسه اللوبي اليهودي من ضغوط لخنقها قبل أن يسمع صوتها . لا يوجد كيان في العالم فكر في بناء ما يسمى الجدران العازلة إلا الكيان اليهودي ، وحتى ما عرف من جدار فصل بين الألمانيتين لو أجري البحث الدقيق لأكد أن الفكرة يهودية بلا شك .

ولم يكتف اليهود ببناء الجدران كشكل من أشكال الحصار والخنق ، بل أوعزوا لغيرهم بذلك لأن اليهود قد يشعلون نيران الحروب وقد يفسدون بأيدي غيرهم ، المهم أن تكون أفكار الحروب و الفساد والإفساد من بنات أفكارهم ولا يهم من يكون المنفد. ولقد درج المسلمون على تسمية كل فكرة فساد أو إفساد خبيثة بأنها فكرة يهودية ، ويسمى الداهية المتحايل المفسد المخبب بين الناس عندهم باليهودي. إن شغلهم وتدبيرهم وهمهم هو صناعة الفساد بكل أشكاله حتى السيول المطرية يحولونها إلى فيضانات لتجرف غزة المدمرة بحرب ساحنة ،وبحرب الحصار. إنهم يتحايلون حتى على الطبيعة لتحويلها إلى مصدر فساد وإفساد كما يتحايلون على البشر في كل أصقاع هذا العالم لتحويلهم إلى فاسدين ومفسدين في الأرض. إن صلاح هذه الأرض لن يكون إلا باستئصال شأفة اليهود ، لهذا هم يخشون أن يتنبه العالم إلى خطورتهم فيعمدون إلى الترويج لتهمة معاداة السامية لتخويف كل من يكشف عن طبيعتهم الفاسدة المفسدة في الأرض. ولو صحت هذه التهمة لكان رأي الخالق سبحانه فيهم وهو القول الفصل الذي لا يأتيه باطل من بين يديه ولا من خلفه عداء للسامية . إن السامية لا تعادى كعرق أو جنس لأن البشرية قاطبة من آدم ، وآدم من تراب ، وإنما تعادى بسلوكها الفاسد المفسد في الأرض . فالأجدر أن تسمى الأشياء بمسمياتها وتكون العبارة الصحيحة والبديلة عن عبارة معاداة السامية هي عبارة معادة الفساد والإفساد اليهودي في العالم ، لأن عبارة معاداة السامية توحي بمعاداة على أساس العرق والجنس ، بينما عبارة معاداة فساد وإفساد اليهود تدل على معاداة للفساد والإفساد في حد ذاتهما . لقد أدان العالم فساد وإفساد اليهود في فلسطين ، وذلك لا يعني معاداة السامية . لقد حكم القاضي المنحدر من أصول يهودية بإدانة عدوان اليهود على شعب فلسطين ، ويوجد على رأس من يعارضون حصار غزة ويكسرونه يهود يشهدون على فساد بني جلدتهم .

ولو صحت تهمة معاداة السامية لكان القاضي جولتستون اليهودي ، واليهود المعارضون لعدوان إسرائيل من قبيل تجمع ناطوري كلهم معادين للسامية وهم منها ، وهو ما لا يستقيم لا عقلا ولا منطقا. إن العالم يعادي فساد وإفساد اليهود ، ولا يعادي عرقهم وجنسهم ، فهم عرق وجنس ممن خلق الله لا يتميزون عن خلقه إلا بصفة الفساد والإفساد في الأرض ، وهي صفة ولدت لديهم عقدة الاستكبار على خلق الله مما جعلهم فوق أزيد من مائة قرار لمجلس الأمن الدولي ، وجعلتهم فوق كل قوانين البشر وكـأنهم آلهة يفعلون ما يريدون ، ولا يسألون عما يفعلون . إن للعالم ضمير مهما غفا أو سها أو ضعف لا بد أن يستيقظ في يوم من الأيام ليدين فساد وإفساد اليهود فيه ويستأصل شأفتهم لينعم بالسلام والأمن . ولقد تعهد الله تعالى بإطفاء نار كل حرب يوقدها اليهود ، وإن إرادة الله ماضية لا راد لها ، وقد شهد العالم هذا الإطفاء في أكثر من مناسبة ، والله تعالى من وراء كل فساد يكون سببه اليهود فيحبطه ، لأنه لا يحب المفسدين ، ولن يسمح لهم بإفساد عالم هو خالقه وسيده ، وصاحب السلطان عليه .