Home»International»ثلاثون قمة خليجية دون تحقيق أدنى طموحات شعوب الخليج

ثلاثون قمة خليجية دون تحقيق أدنى طموحات شعوب الخليج

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد كنا معشر العرب في المغرب العربي الكبير نجد العزاء عن وحدتنا الضائعة في وحدة دول الخليج. وكنا نتألم كلما سمعنا بعقد قمة خليجية مقابل غياب كامل لقمم المغرب العربي. ومع مرور الزمن تبين أن القمم الخليجية لا تعدو مجرد لقاءات على غرار لقاءات عكاظ في جاهلية العرب تعقد من أجل إلقاء وسماع خطب مع وجود فارق بين خطب سوق عكاظ البليغة الفصيحة ، وخطب القمم الخليجية الركيكة. ثلاثون قمة مقابل ثلاثين رصيدا ماليا من بترول الأمة المباح لتغطية هذه القمم دون تحقيق الحد الأدنى من طموحات شعوب الخليج والتي لا تزيد عن وحدة العملة ، والوحدة الجمركية ، ووحدة السكك الحديدية. والحاصل في النهاية أن نتيجة الوحدة العربية في الخليج هي نفس نتيجة الوحدة في المغرب العربي علما بأن وضع الوحدة في المغرب العربي هو أسوأ وضع بسبب حدود مغلقة ومنع كامل لتنقل البشر والبضائع خلاف الوضع بين دول الخليج. ومع ذلك إذا كان التواصل والقطيعة سيان في جناحي العالم العربي شرقا وغربا ،فالأولى ادخار المال العربي الخليجي الذي يصرف على قمم لا تحقق الأدنى من طموحات الشعب العربي في الخليج. لقد ترسخت في الثقافة العربية على إثر تكرار فشل قمم الزعماء العرب مقولة :  » اتفق العرب على ألا يتفقوا  » وهو الاتفاق الوحيد الحاصل لحد الآن. وصار الكوجيطو العربي ما يلي :  » نحن العرب نشك في أننا نتفق ، ولكننا لا نشك في أننا لا نتفق  » .

وعدم اتفاق العرب هو البوابة التي تغري الجهات الأجنبية بلتغلغل في قلب العالم العربي ، ذلك أن الخلافات العربية هي التي قوت شوكة إسرائيل وجعلتها تصل درجة غير مسبوقة من الاستخفاف بالأمة العربية وبقضيتها الجوهرية ، وهي القضية الفلسطينية حتى بلغ بها الأمر حد التفكير في استفتاء حفنة من اليهود اللقطاء الذين هجروا من كل أصقاع العالم إلى فلسطين لتقرير مصير القدس على غرار استفتاء اليمين الصليبي في سويسرا والذي تحركه الأيادي الصهيونية بخصوص منع حرية التدين على المسلمين من خلال منع بناء أماكن العبادة من مساجد ومآذن. فعصابات اليهود جربوا النيل من الأمة عن طريق الاستفتاء في سويسرا وأرادوا تطبيقه في فلسطين لأن الأمة العربية منقسمة على نفسها شذر مذر. وبسبب فرقة الأمة وشتاتها كثر عدد القوات الأجنبية فوق أراضيها حتى صارت البلاد العربية تتباهى بأنها تستقبل فوق أراضيها أكبر عدد من القوات الأجنبية دون أن تستشعر حرجا بسبب ذلك ، ودون أن ترى في ذلك مساسا بسيادتها. وبسبب الخلافات العربية كثرت الإساءات لدين الأمة حيث ناقش البرلمان الفرنسي بالأمس ما سماه تشويه الجالية المسلمة في فرنسا للهوية الفرنسية ، وكأن الهوية الفرنسية أشرف من الهوية العربية الإسلامية . والعالم كله إنما يحتقرنا بسبب وضعية الصراعات المزرية بين العرب والتي بلغت حدا مخجلا غير مسبوق حيث نزل بعض الزعماء العرب إلى مستوى الحضيض من الملاسنات بسبب لعبة كرة القدم.

فإذا كان الخلاف بين العرب ينشأ في اللعب فماذا يحصل بينهم في الجد؟ وليس من الغريب ولا من المستغرب أن تستأسد دولة إيران الرافضية على اليمن العربي القاصي من خلال تسليح المرتزقة الرافضة الحوثيين فيه ، والذئب إنما يأكل من الغنم القاصية كما جاء في الأثر. ولا يستغرب أن تطمع إيران في العرب وقد وجدت طابورا خامسا رافضيا لها في العراق مهد لاحتلاله الغربي ، وهو اليوم يبيع ثروات بتروله المؤمم للشركات الصهيونية الهولندية والأمريكية.

ولا يستغرب أن يقسم السودان إلى جمهورية صليبية ووثنية في الجنوب ، وجمهورية بلا ملة ولا دين في إقليم دار فور ، والسودان هو أكبر بلد زراعي تكفي زراعته تمويل العالم العربي من محيطه إلى خليجه لأن الأمة منشغلة بالخلاف بسبب أتفه الأمور.

ولا يستغرب أن يصير إضراب مواطنة مغربية عربية مرتزقة عن الطعام فوق التراب الاسباني متنكرة لهويتها العربية المغربية ، ومحرفة حتى لاسمها من اسم أمينة العربي إلى اسم أميناتو الإسباني نطقا أن يكون سببا في تلاسن سياسي قد يتحول لا قدر الله إلى شرارة حرب طاحنة يمولها جنرالات الجزائر بسبب تكدس ترسانة حربية في أيديهم أهدرت فيها أموال البترول الجزائري على غرار الصراع الذي تموله إيران في اليمن. لقد اتفق قادة العرب على عدم الاتفاق ، ودأبوا على الخلاف لأنهم لا يعيرون شعوبهم أدنى أهمية ، فإسرائيل تفكر في استفتاء شرذمة من مواطنيها في مصير القدس ، وقادة العرب لا يخطر ببالهم أنهم يحكمون ملايين العرب ، كما لا يخطر ببالهم استفتاء هذه الملايين على شيء واحد وهو الوحدة العربية الضائعة.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. T R
    17/12/2009 at 14:22

    BRAVO ET MERCI C’EST LE MESSAGE QU’IL FAUT

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *