Home»International»كالقطيع بل أضل!!

كالقطيع بل أضل!!

0
Shares
PinterestGoogle+

      من تتبع أجواء قبل وبعد المباراتين بين
الجزائر ومصر يلحظ الحمى والهسترية التي كان عليها الشعبين، والسبب أن لهيب التصريحات
الإعلامية المكتوبة والمسموعة على السواء زادت في احتقان هذه الشعوب الثائرة، وما زاد
الإثارة أكثر هي التداعيات السياسية بين الأجهزة العليا لكلا البلدين.. والمثير أن كلا
الشعبين يعيش الفقر والتهميش والبطالة والعنوسة ووو إلى ما لا نهاية من المشاكل التي
يتخبط فيها الشعبين
وكافة الشعوب العربية، في حين علاقتها بقضاياها المصيرية والحتمية كشعوب مما لا يتطلب التأجيل أو
التأخير فهي منشغلة عنها بثانوية الثانويات.

………………..

      هذه الوقائع وغيرها يعني الشيء الكثير
كحماقات بشرية تشبه حماقات القطيع وهي تتبع مرؤوسها الزعيم …..، بالرغم من سقوطه في انحذار سحيق يكون معها مصير
القطيع اللحاق في غالب الحالات. هذه القطعانية السائدة الدالة على الانسياق الأعمى أصبحت السمة
الغالبة على توجهات وثقافة الشعوب وهي تدور في فلك سياج الأوطان، إذ لا تستطيع أن تتحرر
منه وهي تنتظر في
أوقات معينة إنتاج العلف الثقافي المنحرف الذي يقدم لها في كل لحظة وفي كل يوم وفي كل شهر. وعلى حد تعبير الصحفي
أحمد منصور في
مقاله المثير « ثقافة القطيع » وهو يصف تلك الشعوب بالقطعان التي تعد بالملايين كيف اختزلت الحياة في
مباراة كرة القدم. ثم ما يتحكم
بها من إعلام غبي يتزعمها في كل ما هو تافه ببرامج تخرب العقل والنفس والفؤاد. لكن ما الذي جعل الشعوب
العاقلة الثائرة ضد الاستعمار والظلم، والمتعايشة بالرغم من تعدد عاداتها ومشاربها
وطباعها أن يهوي بها المآل في حقول عقلية القطيع. وللكشف عن هذا كله لرهين بالصراع الأبدي القائم بين الحماقة
والتعقل وبين الحكمة والتهور وبين التعلم والجهل وبين البطش والتحرر..

      ثم أن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل هو
متعلق بالتصورات
والمعاني حيث انقلبت مفاهيم الرذيلة والجريمة والقذارة إلى معاني البطولة والطهارة والوطنية. لقد شوهت المفاهيم لدى هذه المجتمعات لأنها
وجدت مرتعا مسبقا يستقبل كل تشوهات ونفايات العالم دون أن تجد مكانا في قاموس معانيها لاستقبال
المفيد.

      فسحقا للانبطاح وسحقا للخذلان وسحقا للغباء
وألف سحق لعقلية
القطيع التي تحكم العالم العربي المريض، في سلسلة لا متناهية من الانسحاقات التي تشبه تراجيديا الخطابات الثائرة
والمعبرة عن تأوهات النفس وصرخات العقل. لقد آن الوقت لطرح مثل كذا أسئلة، أولها، ماذا
تحتاج هذه العقليات
من صدمات كي تستفيق؟ ثم ألم تكفيها صدمات الاستعمار كل من العراق وأفغانستان..؟ ثم ألم يكفيها دماء ألاف الأبرياء كل
من فلسطين
والشيشان…؟؟؟

      ولماذا تموت مشاريع البناء وتنعش مشاريع
الهدم؟ لماذا في بلداننا تصبح التفاهات ثقافة وتصبح الأخلاق وكل ما له علاقة
بالتدين رجعية وتخلف؟ لماذا تحظر كل مبادرة شعبية للنهوض والعمل ويسمح للملهيات
بالبروز؟ على عقليات القطيع أن تطرح هاته الأسئلة في ذهنها البشري المتبقي.

      إحدى أقوال الصحفي « هاينرش » الألماني تقول: لم أر من قبل حمارا يتكلم كالبشر، لكني قابلت الكثير من البشر الذين يتكلمون كالحمير. وعليه
فإن هذه المقولة تجد إسقاطاتها الواقعية في التخلف الحاصل كما هو الحال في قصة الشعوب العربية
كأغرب شعوب عرفها التاريخ، وأغرب عقليات تشوه المفاهيم
والمعاني، وأغرب قصة تعيش أطوارها بنفسها تقلب في محددتها الأولويات بالثانويات وتهتم بالتفاهات مقابل
كل الأساسيات، ثم تحكي ذلك عن نفسها في حكايات الشعوب الغريبة
التي تعيش حالة الاختناق النسبي الممزوج بهواء لا هو نظيف ولا هو ملوث. تمضي في غوغائية وضبابية ثم في تخبط
وتشرذم

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *