إذا كانت الحكومات في ظل الاحتلال ليس عميلة فماذا نسميها أيها الظرفاء ؟
لا يتناطح كبشان ، ولا يختلف ضدان في أن الحكومة التي ينصبها الاحتلال في كل عصر ومصر هي حكومة عميلة ولقيطة ولا شرعية. ولكن لا نستغرب في بلاد العرب والمسلمين في هذا الزمن الرهيب بأحداثه إذا ما صارت النعاج بأنياب ومخالب أسودا ضارية ، وصارت الضفادع بأجنحة نسورا كاسرة لأنه زمن فوضى عارمة شملت حتى أسماء المسميات. فعوض أن نقول إن الاحتلال الأمريكي نصب حكومة الكاراكوز كارزاي في أفغانستان لتسد مسد مسمار جحا لتبرير احتلاله وتمديده أكبر مدة ممكنة من أجل أهداف استعمارية استراتيجية في عدة مناطق في آسيا والشرق الأوسط فإننا نجد بعض الظرفاء يسمون الحكومة المنصبة من طرف المحتل الأمريكي حكومة دون أن يندى لهم جبين . وعوض أن نقول إن الاحتلال الأمريكي نصب حكومة رافضية عميلة في العراق بعدما لعب الرافضة دور جدهم ابن العلقمي في هذا العصر ، واستحقوا مكافأة المحتل الذي يريد بقاءا طويلا في العراق ، وهو بقاء لا تضمنه له إلا سلالة ابن العلقمي التي تختفي لعصور طويلة كخلايا الأورام الخبيثة النائمة عن طريق تقية ماكرة لتظهر عندما يحين الوقت لينقض المحتل الدخيل على حمى الوطن العربي والإسلامي فإننا نجد بعض الظرفاء أيضا لا يخجلون من الحديث عن مسخ يسمونه حكومة عراقية ، وهم على قناعة تامة ويقين لا يشوبه ريب أن الأمر يتعلق بعصابة علقمية منتنة برائحة الخيانة والعمالة الكريهة.
ولا يستحيي هؤلاء من الحديث عن انتخابات في دورة أولى وثانية ، وعن كتل يسمونها بهتانا وظلما وعدوانا أحزابا ممثلة للشعبين الأفغاني والعراقي. وحقيقة الشعبين الأفغاني والعراقي هي الحلم ليل نهار بيوم جلاء المحتل إذ لا شيء يعدل الحرية عند الشعوب الكريمة الأعراق . إن الحكومات التي ينصبها المحتل ويضفي عليها شرعيته غير المشروعة عند الشعوب المحتلة عبارة عن ……. عصابة اختارت صف المحتل الغاصب عوض صف شعبها المقهور. وما حديث هذه العصابة عن الاستحقاقات الانتخابية والدساتير والقوانين والمراسيم سوى استهزاء بشعبها ، واستخفاف بحريته وكرامته. إن العصابة التي تقبل أن تنخرط مع المحتل في لعبة قذرة على حساب حرية وكرامة شعبها عبارة عن مسخ لا يستحق أن يذكر إلا ليبوء باللعنة والخزي الأبديين . وإن الذي يصحح مفاهيم الظرفاء المضللين ويعيد ترتيب قواميسهم ومعاجمهم هو الحركات التحررية والمقاومة الباسلة في أفغانستان والعراق وغيرهما و التي لا يمكن أن تنقطع طالما ظل شبر واحد تحت وطأة المحتل الغاصب الغاشم .
والمثير للسخرية عند سلالة ابن العلقمي الانتشاء بموت وهلاك الأحرار ، وهم يدركون أن موت الأحرار شرف وأنه حياة خلد لا تساويها حياة ، وأن الموت الحقيقي هو موت الخيانة والعمالة والقوادة ـ شرف الله قدر القراء مرة أخرى ـ . إننا لا نأسى على استشهاد الأبطال بقدر ما نأسى على انطلاء حيل المحتل وعملائه أبناء الكاراكوز أو أبناء العلقمي على بعض الظرفاء الذين يرغبون في تطبيع الاحتلال للشعوب المحتلة من خلال فوضى المصطلحات والمفاهيم ولأمر ما يقول المثل المغربي العامي : » الذئب هو الذئب ولو طبخ بالزبدة والزبيب « . فالمحتل هو المحتل ولو موه على احتلاله بانتخاب أمثال حكومات كارزاي أو المالكي. وعلى الظرفاء أن يوفروا علينا وعلى أنفسهم الوقت والجهد ويسموا المسميات بأسمائها فالخيانة خيانة والعمالة عمالة ، والمقاومة مقاومة ، والجهاد جهاد أما مصطلح المحتل من قبيل الإرهاب لوسم المقاومة الباسلة ، والتجربة الديمقراطية والتحرر لوسم العمالة والخيانة فلن يغير من الواقع على الأرض شيئا فالمحتل سيرتحل لا محالة والخيانة والعاملة ستحاكم ومصيرها مزابل التاريخ ، والمجد والخلود للشهداء.
Aucun commentaire