آية الولاء في سورة المائدة نزلت في حق الصحابي الجليل عبادة بن الصامت
من أراجيف الرافضة المردودة عليهم نسبة سبب نزول قوله تعالى : (( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون )) لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وينسبون له التصدق بخاتم وهو راكع. ومعلوم أن الصلاة تؤدى بكيفية معلومة بحيث تبطل بكل عمل ليس من الصلاة. وما كان الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وهو من هو علما بالدين أن يفسد صلاته بنية الصدقة داخل الصلاة ، وبحركات ليست من الصلاة. فعبادة الصلاة هي تفرغ كامل لله عز وجل وهذا معنى الخشوع لله . أما الاحتفال بسؤال سائل في بيت الله فهو انشغال عن الخالق بالمخلوق. وهذه حكاية ملفقة لتأويل الآية الكريمة تأويلا يساير العقيدة الرافضية التي تريد أن تقحم علي بن أبي طالب في القرآن الكريم إقحاما لخداع السذج والعوام وابتزازهم. فالمعروف أن المساجد لا تنشد فيها الضالة ولا تسأل فيها الحاجة . وفي الأثر من نشد ضالته في المسجد قيل له: لا رد الله عليك ضالتك . فكيف يستجيب علي بن أبي طالب رضي الله عنه لسائل حاجته في بيت الله مخالفا بذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فرواية تصدق علي بخاتمه لا يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها .
والذي أجمع عليه أهل التفسير أن سبب نزول آية الولاء براءة الصحابي الجليل عبادة بن الصامت من حلف اليهود ورضاه بولاية الله عز وجل ورسوله والمؤمنين. والدليل القاطع على ذلك أن سياق الآية هو النهي عن اتخاذ اليهود والنصارى أولياء في قوله تعالى : ((يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)) وقد كان لعبادة بن الصامت حلف مع اليهود فتبرأ منه فأثنى الله عز وجل علي عمله وسجل خبره في الذكر الحكيم . ونسبة الرافضة فعل الصدقة لعلي بن أبي طالب وهو راكع يدل على جهل بأساليب العربية إذ توهموا أن جملة ( وهم راكعون ) جملة حالية أو في موضع حال أي في حال ركوعهم ، وهو أمر لا يستقيم إذ لو كان الأمر كذلك لكان دفع الزكاة في حال الركوع أفضل من دفعها في غيره من الأحوال لكون الله عز وجل قد امتدحه وهو أمر لم يقل به أهل العلم من الثقات. ولو تعلق الأمر بعلي بن أبي طالب كما يزعم الرافضة تمحلا وكذبا لجاء الاسم الموصول والضمير المنفصل في آية الولاء مفردين هكذا : » إنما وليكم الله ورسوله والذي آمن الذي يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة وهو راكع » ولكن الرافضة ببهتانهم يريدون أن يعود الاسم الموصول والضمير على علي بن أبي طالب بصيغة الجمع التي تفيد التأدب كما هو الحال عند اليهود والنصارى حين يخاطبون المفرد ممن لا يعرفونه أو يزعمون احترامه بصيغة الجمع. ولو قال الرافضة إن عليا من المؤمنين وهو مشمول بخطاب آية الولاية لما جادلهم أحد ولكن مشكلتهم في هذه الحال أنه إذا ثبتت الولاية لكل المؤمنين الذين لا يوالون يهودا ولا نصارى سقطت أسطورة الولاية عندهم وتهافتت ، وانهارت عقيدتهم لهذا يصرون على أن المقصود بآية الولاية هو علي بن أبي طالب تحديدا ، وما كان علي بن أبي طالب أن يستأثر دون المؤمنين بالولاية ، وهو من هو علما وورعا وتقوى. وإنما يريد الرافضة بذريعة الولاية عرض الدنيا وأوله الخلافة المتوارثة ، وعلي بن أبي طالب أزهد الناس في عرض الدنيا الزائل ، وهو أعلم بسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي خيره ربه بين عرض الدنيا والآخرة وخاطبه بقوله جلا وعلا : (( وللآخرة خير لك من الأولى )) ففضل الآخرة على الأولى وما كان علي ليرغب عن سنته فيطلب الدنيا له ولذريته من بعده في خلافة زائلة ودنيا سماها الله عز وجل متاع الغرور.
ولحاجة في نفوس الرافضة اختاروا الولاية عقيدة من أجل أن يركبها عمائم السوء عندهم ليصيبوا متع الدنيا. ولم يبرحوا حتى اختلقوا حكاية الإمام المختفي المنتظر ، وجعلوا غيبته طويلة عمدا واستغلوها في طلب الرياسة والحكم من أجل جني الأخماس والمتعة والتفخيذ. وابتدعوا للعوام والسذج والرعاع طقوسا كما فعل السامري في بني إسرائيل حين أخرج لهم العجل. فأخرج عمائم السوء لأتباعهم المزارات والأضرحة ، وجعلوا لهم النواح ولطم الخدود وشق الجيوب وإدماء الرؤوس والجنوب والظهور طقوسا تعبدية.واختلقوا مظلمة نسبوها لآل البيت ، ونسجوا منها حكاية العداء لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنوا لأتباعهم اللعن والشتم على المنابر والجهر بالسوء من القول وقد نهى الله تعالى عنه. ومن سخافاتهم أنهم اتخذوا في هذا العصر من وصف جاء في آية الولاء وهو حزب الله اسما لعصابة من عصاباتهم تضليلا للسذج والعوام ، وهي عصابة يخيل لرأسها بحذلقته الكلامية أنه يستطيع تحويل الهزيمة إلى نصر حالما بغلبة آية الولاء في قوله تعالى: (( فإن حزب الله هم الغالبون )) وقد تسبب في دمار البلاد وهلاك العباد مقابل أن يوفر للعدو الصهيوني حماية أطلسية ودولية تمنع إطلاق رصاصة واحدة من شمال فلسطين
وقد طوقت غزة وقصفت ودمرت ولم يحرك المتحذلق الرافضي ساكنا ولم ينصر المستضعفين كما أمر رب العزة ، بل ركب واستغل حرب غزة أبشع استغلال من أجل الدعاية الكاذبة لعصابته وللدولة الصفوية المارقة من خلال تجريم غيره وهو مع هذا الغير سواء في التقاعس عن نصرة شرعية واجبة ولا عذر لأحد فيها. وأخيرا أقول يحق لمن لا حياء فيه أن يصنع ما شاء وأن يقول ما شاء ولا ينتظر من نتاج المتعة إلا بضاعة في مستوى المتعة بلا ماء وجه ولا خلاق.
Aucun commentaire