Home»International»صفقة الأسيرات…هل أحرجت الرسمي العربي؟

صفقة الأسيرات…هل أحرجت الرسمي العربي؟

0
Shares
PinterestGoogle+

ما أنجزته حماس في الأيام الماضية من إفراج مشرف، عن تسع عشرة أسيرة فلسطينية، يمثلن كافة أطياف اللون السياسي الفلسطيني، اعتُبِرَ في حينه خطوة مهمة، وعملية تثبت جدوى الخيار القائم على المقاومة والممانعة، في مقابل مسلك التفاوض ودبلوماسية الاتفاقات، التي لم تسفر حتى هذه اللحظة سوى عن مزيد من ضياع الوقت وتعطيل الحقوق وفرض الأمر الواقع من قبل العدو، فكانت الافراجات القسرية المفروضة على إسرائيل بمثابة التساؤل المشروع عن جدوى كل من خياري المفاوضات والمقاومة ضمن سياقات الانجازات على الأرض والواقع وبعيدا عن التمنيات واجترار الأمل.

ما يميز الثمن المدفوع من حماس مقابل هذه الافراجات، أنه لم يكن بحجم ما تقدمه دول العلاقة مع إسرائيل، من تنازلات يومية وخدمات مجانية، كان آخرها اللقاء الثلاثي في نيويورك على قرع طبول الإساءة للقدس واستمرار الاستيطان، فما قدمته حماس لم يتجاوز معلومات عن الأسير الإسرائيلي المحتجز لديها منذ سنتين، معلنة بذلك عن قدرتها كمقاومة، على فرض شيء من الشروط على الإسرائيلي، لم تكن لتحصل عليه لولا خياراتها الواضحة والقائمة على إيجاد توازن نسبي لعناصر القوة مع العدو، مكنتها في النهاية من تحقيق إنجاز ملموس على الأرض، تمثل في إطلاق سراح مجموعة من النساء الفلسطينيات، كمقدمة لصفقة أكبر، يكون عنوانها: خيار المقاومة أجدى نفعا وأكثر فائدة من استجداء العدو والوقوف على عتباته مجردي المخالب والقوة.

استقبال محمود عباس لبعض الأسيرات المحررات، لم يخرج عن سياق صراع الصور مع حركة حماس وخيار المقاومة، ولكنه أكد حجم الإحراج والمأزق الذي تعيشه الحكومات الرسمية العربية، وخياراتها التفاوضية، تجاه أي إنجاز للمقاومة على الأرض، فالشعوب تنتظر الملموس والمحسوس السياسي وتعرفه، وهي تواقة للكرامة ولرائحة النصر، وقد انتظرت منذ مؤتمر مدريد إلى اليوم، أن تسفر المفاوضات والاتفاقات عن انجازات تذكر، لكن الواقع يؤكد كل يوم، أن إسرائيل تزداد حضورا وتفوقا وشراسة، مع كل تمسك عربي بالتفاوض والتسوية، لأنها تعلم أن عرب التسوية في ميزان القوى وعند تخليهم عن المقاومة، لا يملكون إلا الاستماع والصبر على الضيم وقتل الوقت لصالحها، لذا هي غير معنية بتقديم أي تنازلات لهم على اعتبار فقدانهم لعناصر القوة والتأثير.

المقاومة وانجازاتها، ستبقى عرضة للمخاطر، في ظل تواطؤ عربي رسمي عليها، فصورة الرسمي العربي أمام انجازات المقاومة، محرجة، من هنا تتشابك التعقيدات وتتكالب الضغوط على المقاومة، وما سبق مأسوف حصوله، فقد تمنينا أن تتعاضد الصفوف الرسمية والشعبية وتتكامل لمواجهة العدو، لا أن تفترق وتختلف في تعريف من هو العدو، والمقاومة في هذا الشأن ليست المسؤولة عن الاحراجات التي تصيب الحكومات العربية، بل إن ممارسات تلك الحكومات وإنحيازاتها السياسية ومناهجها، هي صاحبة اليد الطولى في كل ما تتعرض له الصورة الرسمية العربية من إحراجات.

الاعتراف بالحق فضيلة، فما تفعله حماس اليوم وغدا، يمثل خيارا لا بد من تدارسه، من قبل الجميع، فالإسرائيلي يكشف لنا نقاط ضعفه، ويوسع لنا خياراتنا، ويعترف أنه يحسب ألف حساب للمقاومة وينصاع لابتزازها، وبقي أن يخرج الرسمي العربي من عباءة المفاوضات، إلى خيارات أرحب وأكثر جدوى، تسانده الشعوب، وتصدقه الانجازات.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *