تاريخ ـ وباء انفلوانزا الخنازير

لوباء » أنفلوانزا الخنازير » تاريخ
بعد أن تنفست الإنسانية الصعداء، باكتشاف التلقيحات والمضادات الحيوية ، منذ عقود ، وانحصرت إن لم نقل اختفت معظم الأوبئة ، التي طالما حصدت أرواح ملايين البشر ، دون أن تعير أي انتباه للحدود ولاختلاف الأوطان والأمم ، بعد زمن من راحة المحارب ، يكتشف الإنسان ، من خلال وسائل الإعلام الجماهيري ، ظهور وانتشار أوبئة جديدة كان يجهل تواجدها سلفا ، أو ربما كانت موجودة، ولم يكن يعلم بها وبخطورتها ، أو كان يربطها بوباء آخر معروف كالطاعون والملاريا مثلا .
في معنى الأنفلونزا
الأنفلونزا فيروس ينتمي إلى عائلة أورثوميكسوفيريداي ، يصيب الجهاز التنفسي للخنازير ، وينتشر بسرعة بوسطهم دون أن يتسبب في وفيات كثيرة بينهم .
تاريخ الأفلونزا
وباء الأنفلونزا قديم قدم ظهور الفيروسات، يفترض العلماء أنه انتشر بين البشر عام 1918 واكتشف في صفوف الخنازير عام 1930 (عن الموسوعة الحرة ) ، وكان يعرف بفيروس h1n1 ، وفيما بعد ظهرت أنواع جديدة من الأنفلوانزا نعتت بالرموز التالية : h1n2 , h3n1 ,h3n2,h2n3 , ج . إلا أن الفيروز غير قادر على الانتقال للبشر إلا في حالة إعادة تشكيله وتطوره .
أعراض الأنفلونزا
يتسبب الفيروز لدى الخنازير ، في ارتفاع درجة الحرارة ،والعطس، والسعال وقلة الشهية ، مما يتسبب في هزالها وأحيانا إلى إجهاض وحتى وفاة بعضها .
أما الأعراض لدى بني البشر – فإنها لا تختلف كثيرا عن المشاكل التنفسية لدى الخنازير – وتتمثل في ارتفاع غير مبرر للحرارة ، وسعال وقيء وألم في العضلات، وإجهاد شديد .
الوقاية من الأنفلونزا
تزايدت احتمالات انتقال العدوى في صفوف البشر بشكل مفزع سنة 2009 ، فعدت الإصابات بالعشرات بل بالمئات والآلاف ، وفقدت عدة أرواح بشرية .
لذا توالت الإعلانات الإنذارية والتوجيهية في مختلف وسائل الإعلام ، بجميع البلدان ، لأن العدوى لا تعترف بالحدود السياسية ، ومن أهم نصائح هذه الإعلانات :
– غسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات في اليوم .
–تجنب الاقتراب من الشخص المصاب بالعدوى .
–استعمال مناديل ورقية في حالة الإصابة بالسعال .
–تجنب لمس العين والأنف في حالة تلوث اليدين .
–إشعار الطبيب في حالة الشك بإصابتك بالفيروس .
–استخدام كمامات واقية للأنف والفم في حالة الانتشار الواسع للفيروس بالوسط الذي نعيش فيه .
فهل هناك تلقيحات لتجنب الإصابة بالأنفلونزا ونحن على مشارف فصل الخريف، فصل انتشار الزكام ؟
يبدو أن المختبرات العالمية الكبرى قد تمكنت من اختراع لقاح جديد لأنفلونزا الخنازير الجديد والمتطور ، لكن الصعوبة تكمن في توفيره وتوزيعه ليتحصن به الناس ، جميع الناس ، وحتى الحيوانات . وإلا انتشر الوباء بشكل مرعب ، ومن ثم انحباس الحركة – البشرية – وتوقف المصالح العمومية والخصوصية ، على شاكلة ما حدث بمكسيكو عاصمة المكسيك ، حيث ظهرت نواة الوباء الأولى هذه السنة .
إلا أن المثير للاستغراب ، والذي يطرح أكثر من تساؤل ، هو الاحتفاظ بعبارة » أنفلوانزا الطيور » ، وبعبارة » جنون البقر » والتحرج الشديد ، بل التوتر المبالغ فيه ، في اختيار العبارة المناسبة في حالة الوباء الجديد :
» أنفلوانزا الخنازير « .
إذ لم يتوقف هذا الوباء عن تغيير إسمه ، فبعد تسميته » أنفلوانزا الخنازير » تحول إلى عبارة » أنفلوانزا المكسيك » ، وأصبح بين عشية وضحاها » أنفلوانزا أمريكا الشمالية » ثم ما لبث أن غير ثوبه من جديد فلقب بوباء
» h1- n1 A/ » . فلماذا هذا الارتباك والتوتر في التسمية ؟ ماذا يخيف العالم الشمالي ؟ إنه مجرد وباء مثل غيره ، يحتاج بالضرورة إلى تكثيف التوعية بمخاطره حفاظا على حياة الإنسان ، والتعريف به كوباء جديد ، وبمظاهره ، حتى يسهل التعرف عليه ومعالجته .
وإذا كان إلصاق إسم الوباء ببلد بعينه ، أو بقارة ما، يمكن تفهمه ، لما له من تداعيات نفسية واجتماعية واقتصادية وسياحية على الدولة ، فإن إبعاد تعبير
» الخنازير » عن الأنفلوانزا لا يمكن تفهمه ، فلماذا هذا النشاز ؟ ألم تلصق الأنفلوانزا بالطيور الجميلة ، وبالأبقار المحبوبة – والمقدسة لدى الهندوس بشبه الجزيرة الهندية – كما ألصقت مؤخرا بالكلاب في الولايات المتحدة الأمريكية ؟ وهل الخنزير حيوان مقدس في البلاد المتقدمة ؟ أم أن للخنزير قيمة أكبر من قيمة الطيور والأبقار والكلاب بهذه الدول ؟
أسئلة مشروعة ، تتبادر للذهن بعد هنيهة من التفكير ، والرأي العام العالمي على دراية بهذا الحرج التسموي الغربي ، الذي يصعب ربطه بالتحرير الصحفي ، لأن المسألة أخطر من أن يتلاعب بها الصحافيون .
فعندما كان الأمر يتعلق بالطيور والأبقار والكلاب ،رفيقة الإنسان عبر التاريخ ، في جميع الحضارات ، ظلت التسميات على حالتها الطبيعية ، وعندما انتشرت » الأنفلونزا » بأوساط الخنازير ، وجد الغرب حرجا كبيرا .
أليس الخنزير مجرد مخلوق ، مجرد حيوان ،لا حول ولا قوة له ؟
أم تدخلت الاختلافات الحضارية والعقائدية في الكوارث الطبيعية والمآسي الصحية كذلك ؟
كما أن تزامن ظهور الوباء مع انتشار الأزمة المالية والاقتصادية العالمية ، يمكن أن يثير بعض التساؤلات . فلم يتردد الكثير من مشاهير الكتاب في اتهام المؤسسات الرأسمالية العالمية وخاصة الأمريكية ، المختصة في إنتاج الأدوية وتوزيعها ، باختلاق أو نشر الوباء عمدا ، للتمكن من تجاوز صعوباتها المالية .
فإلى أي حد يصح هذا الافتراض الخطير ؟
أم أن هناك من يؤمن بنظرية الأنجليزي روبير مالتوس صاحب كتاب » حول السكان » الهادفة إلى تحقيق التوازن بين إنتاج الغذاء وعدد السكان ؟
خالفي يحي .




1 Comment
cest l’oms organisation mondiale de la sante qui a donne le nom de la grippe A. et cest elle qui a change le nom