Home»International»الفيلم الإيراني يوسف الصديق خليط من الإسرائليات والمعتقد الرافضي

الفيلم الإيراني يوسف الصديق خليط من الإسرائليات والمعتقد الرافضي

3
Shares
PinterestGoogle+

كان من المفروض أن يتمحض شهر الصيام للعبادة ليله ونهاره كما أراد الله عز وجل ، ولكن في زمن رقة التدين وفساده ، وبسبب تغلغل الغزو الفكري الغربي في أعماق الأمة صارت أيام رمضان ولياليه في بعض بلاد الإسلام فرصة للهو والفرجة على غرار دأب أهل الكتاب من يهود ونصارى الذين ابتدعوا اللهو والفرجة في مناسباتهم الدينية. وتتنافس المحطات التلفزية في تقديم اللهو والفرجة ، وتتراوح برامجها بين الساقط المسف الذي لا يليق بعظمة شهر الصيام ، وبين المحرف من التاريخ والدين. وإذا كانت بعض المحطات قد نأت بنفسها عن الساقط المسف فإنها سقطت في المحرف المسيء للدين.

وإذا كانت المحطات ذات الساقط المسف كثيرة لا يحصيها عد لا تعنينا ، فإن بعض المحطات المظهرة للتدين أو المدعية له تعنينا كما هو شأن قناة المنار الشيعية التي تقدم فيلما إيرانيا مدبلجا يعرض قصة نبي الله يوسف الصديق عليه السلام. وكان من المفروض أن تقدم القصة كما وردت في القرآن الكريم دون الاطمئنان إلى الإسرائليات المبثوثة في بعض الكتب المحسوبة على التراث الإسلامي والتي تأخذ مباشرة من الكتاب المقدس الذي شهد القرآن الكريم بتحريفه، ولكن الفيلم الإيراني ـ مع الأسف الشديد ـ اغترف من الإسرائليات مباشرة وأضاف لها نكهة التشيع. فقصة يوسف عليه السلام كما جاءت في العهد القديم مما يسمى الكتاب المقدس وتحديدا في سفر التكوين الأصحاح السابع والثلاثون تخالف القصص القرآني في أمور جوهرية منها : قضية حلم يوسف إذ جاء في العهد القديم ما يلي:  » وحلم يوسف حلما وأخبر إخوته فازدادوا أيضا بغضا له  » إلى أن يقول الكتاب المقدس :  » ثم حلم أيضا حلما آخر وقصه على إخوته فقال : إني قد حلمت حلما أيضا وإذا الشمس والقمر وأحد عشر كوكبا ساجدة لي ، وقصه على أبيه وعلى إخوته فانتهره أبوه وقال له ما هذا الحلم الذي حلمت هل نأتي أنا وأمك وإخوتك لنسجد لك إلى الأرض فحسده إخوته وأما أبوه فحفظ الأمر  » . ورواية الكتاب المقدس هذه ينقضها القرآن الكريم في قوله تعالى : (( إذ قال يوسف لأبيه با أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يابني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين)) فلا يوجد في هذه الآية من القرآن الكريم ما يشير إلى أن يوسف قد قص على إخوته رؤياه ، ولا فائدة من منع يعقوب عليه السلام ابنه يوسف من قصها على إخوته إذا كان بالفعل قد قصها عليهم . والفيلم الإيراني يميل إلى رواية الكتاب المقدس إذ يجعل إخوة يوسف على علم برؤياه عن طريق إحدى زوجات يعقوب التي كانت تتجسس على يوسف ويعقوب . ولا يوجد في القرآن الكريم ما يدل على أن يعقوب عبر رؤيا يوسف كما جاء في نص العهد القديم بل ما يذكره القرآن أن يوسف هو الذي عبر رؤياه كما عبر رؤى السجينين معه ورؤيا الملك لأنه هو النبي الذي علمه الله تعالى من تأويل الأحاديث ، وقد جاء في القرآن الكريم : (( وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا )). وهذا مخالف لما جاء في العهد القديم والذي ينسب عبور الرؤيا ليعقوب. ومما جاء في سفر التكوين وفي نفس الأصحاح :  » فقال إسرائيل ليوسف أليس إخوتك يرعون عند شكيم تعال فأرسلك إليهم  » وشتان بين هذا وبين قول الله تعالى : (( قالوا يا أبانا مالك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون قال إني ليحزنني أن تذهبوا به )). والفيلم الإيراني يأخذ هذه المرة بالقصص القرآني ولكن المشكلة في الخلط بين أحسن الحديث وبين أردأ الحديث الذي لحقه التحريف.ومما جاء في سفر التكوين وفي نفس الأصحاح :  » فلما أبصروه من بعيد قبلما اقترب إليهم احتالوا عليه ليميتوه فقال بعضهم لبعض هو ذا صاحب الأحلام قادم فالآن هلم نقتله ونطرحه في إحدى الآبار ونقول وحش رديء أكله فنرى ماذا تكون أحلامه فسمع رأوبين وأنقذه من أيديهم وقال لا نقتله  » والفيلم الإيراني يقتبس من رواية العهد القديم ويصور مشاهد تعنيف إخوة يوسف به مما لا أساس له في رواية القرآن الكريم حيث قال الله تعالى : (( إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ونحن عصبة إن أبانا لفي ضلال مبين اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم وجه أبيكم وتكونوا من بعده قوما صالحين قال قائل منهم لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابات الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين )) وكان هذا حديثهم قبل أن يطلبوا من أبيهم السماح ليوسف بمرافقتهم . وقال الله تعالى بعد ذلك : (( فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون )) فالقرآن تحدث عن كلام القتل والطرح ، كما تحدث عن إجماع الإلقاء في الجب ولم يذكر شيئا من الضرب والعنف كما جاء في الإسرائليات مما ورد في بعض كتب التفسير من قبيل ما روي عن السدي الذي قال : » إن إخوة سوسف ما إن تواروا عن عين أبيهم حتى شرعوا في إذاية يوسف بالقول من شتم ونحوه ، وبالفعل من ضرب ونحوه » ، كما قال : » ثم جاءوا إلى ذلك الجب الذي اتفقوا على رميه فيه فربطوه بحبل ودلوه فيه فكان إذا لجأ إلى واحد منهم لطمه وشتمه وإذا تشبث بحافات البئر ضربوه على يده ثم قطعوا به الحبل من نصف المسافة ، فسقط في الماء فغمره الماء فصعد إلى صخرة تكون في وسطه يقال لها الراغوفة ، فقام فوقها  » وقد استلهم الفيلم الإيراني رواية السدي ذات المصدر الإسرائيلي الواضح بحيث سمت حتى اسم الصخرة وقد بدت في الفيلم في شكل رغيف ولست أدري هل الراغوفة مشتقة من الرغيف. ومعلوم أن الجب هو بئر تحفر لتجميع مياه المطر، وفي قعرها حفر لهذا وصفها القرآن الكريم بالغيابات . ومن اللمسات الإيرانية الشيعية على قصة يوسف أن البئر تحول ماؤها من ملح أجاج إلى عذب فرات ببركة النبي يوسف وفق المعتقد الشيعي مع أن القرآن الكريم لم يشر إلى ماء البئر إلا بذكر الوارد والدلو. ومما جاء في العهد القديم وتحديدا في سفر التكوين وفي نفس الأصحاح المذكور أعلاه ما يلي : » فقال يهودا لإخوته ما الفائدة أن نقتل أخانا ونخفي دمه تعالوا فنبيعه للإسماعليين » إلى أن يقول نفس الأصحاح : « وباعوا يوسف للإسماعليين بعشرين من الفضة  » وقصة بيع يوسف في القرآن الكريم شيء آخر إذ قال الله تعالى : ((وجاءت سيارة فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه قال يا بشر
اي هذا غلام وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين )) فالوارد من السيارة ، والبضاعة أخفيت ، وعبارة  » شروه » في تفسير كتاب الله تعني باعوه إذ يستعمل الشراء للدلالة على البيع في العربية ، ولا يوجد ما يدل على أن إخوة يوسف كانوا في صفقة بيعه إلا ما ذكره العهد القديم ، وهو ما اعتمد عليه الفيلم الإيراني اعتمادا كليا فنقص من الثمن ثنتين من الفضة لمخالفة رواية العهد القديم ، والتمويه على الاقتباس منها. ولو كانت فكرة بيع يوسف دارت بخلد إخوته لقصها علينا القرآن الكريم كما قص علينا حديث القتل والطرح أرضا ، والإلقاء في غيابات الجب. أما قوله تعالى : (( وكانوا فيه من الزاهين فالضمير يعود على الذين التقطوه من الجب ولا يعود على إخوته كما تريد المصادر الإسرائيلية . ومما جاء في نفس السفر ، ونفس الأصحاح :  » فأخذوا قميص يوسف وذبحوا تيسا من المعزى وغمسوا القميص في الدم وأرسلوا القميص الملون وأحضروه إلى أبيهم ، وقالوا وجدنا هذا حقق أهو قميص ابنك أم لا ، فتحققه وقال قميص ابني، وحش رديء أكله، افترس يوسف افتراسا .فمزق يعقوب ثيابه ووضع مسحا على حقويه وناح على ابنه أياما كثيرة  » مع أن القرآن الكريم أشار إلى صبره حيث قال الله تعالى : (( وجاءوا على قميصه بدم كذب قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون )) ومعلوم أن من سمات الصبر الجميل ألا يحدث الصابر الصبر الجميل بمصيبته ولا بوجعه ولا يزكي نفسه. فكيف ينوح نبي الله يعقوب أياما كثيرة ويمزق ثيابه ، ويضح المسح على حقوه كناية عن الحداد ، وهو صاحب الصبر الجميل ؟ ولقد صادفت النياحة المنسوبة لنبي الله يعقوب الهوى الشيعي لمخرج الفيلم الإيراني فنسب النياحة لنبي الله يعقوب بهتانا ، وكانت لقطات النياحة فرصة لتمرير طقوس النياحة الرافضية إلى المتفرجين أو تذكيرهم بها ، وهي نياحة على مقاس ما جاء في العهد القديم من بكاء وعويل وشق للثياب مما نعاينه في المناحات الشيعية عند ما يسمى بالمزارات.

وأخيرا عندما يقارن المرء بين فضائيات بعض أو جل البلاد الإسلامية يصاب بخيبة أمل فهو إما أن يشاهد الساقط الغث من البرامج التي لا تناسب ظروف السنة العادية بله ظرف شهر الصيام المعظم ، وإما أن يشاهد المشبوه من البرامج التي تحاول جهات ذات عقائد منحرفة الترويج لها باستغلال الدين والنصوص المقدسة ، والخوض فيها ، وتأويلها التأويل الموافق للهوى الإسرائيلي المنحرف بشهادة القرآن الكريم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

7 Comments

  1. مؤمن بكتاب الله و رسوله
    02/09/2009 at 13:50

    اللهم اهدنا الئ خير ما تحب و ترظى من احب ان يصوم شهر رمضان في افضل حال ففي نضري الابتعاد كل الابتعاد عن القنواة الفضائية ونسال الله الهداية ووالرشادولكم جزيل الشكر

  2. عروة
    02/09/2009 at 13:51

    لا نريد ان نكون حنابلة اكثر من الامام حنبل ، او ملكيين اكثر من الملك ، ونقول على المسلسل ان يساير النص القرآني خطوة لخطوة ، فهذا غير صحيح، ولا يمكن التعامل مع الاعمال الفنية بهكذا مسطرة، والحق يقال: كان المسلسل عملا فنيا كبيرا ، كبيرا في فنه، وكبيرا في اخراجه، وكبيرا في تمثيله وانتاجه ،
    كما تم تنزيه نبي الله عن العديد من الأخطاء التي مازال يعتقد بها بعضنا ، و حافضت على عصمته ، كما أن الممتل ندر نفسه أن لا يؤدي أي أدوار غير اسلامية للحفاض على هبة الشخصية ، لأنه ترك انطباع لدى الناس حولها ،
    أخيرا كيف تتوقع أن يوافق السيناريو معتقداتك فأنت تختلف و الشيعة في عصمة الأنبياء و الرسل و تختلف معهم في تأويل أحدات القصة و العلم عند الله بمدا تفسر هم بها !
    و كونك سنيا لا يلزمك التعصب ضد أي عمل شيعي ، بل انتجو لنا مسلسلا شبيها بمعاييركم ، كما أن مصادرنا هي غيرها مصادر المدهب الشيعي فلا تلزمهم ،

  3. الشرق الاوسط
    02/09/2009 at 13:53

    يكثر الحديث عن السينما الإيرانية كظاهرة، كونها استطاعت إثبات وجودها وبقوة على الساحة السينمائية العالمية منذ التسعينات، بل إن بعض النقاد يرى تأثيرها على السينما العالمية امتدادا للموجة الجديدة الفرنسية، التي أثرت في السينما عالمياً في الخمسينات والستينات، والسينما الألمانية التي أثرت في السبعينات، وسينما هونغ كونغ التي تأثرت بها السينما عالمياً في الثمانينات والتسعينات. وفي الوقت الحالي، لا يكاد أي مهرجان دولي يخلو من حضور إيراني، والأعمال الإيرانية التي تشارك في هذه المهرجانات، هي منافس قوي على الجوائز.
    يرجع تاريخ السينما في إيران إلى عام 1900، يوم كان الشاه الإيراني مظفر الدين شاه، في زيارة لإحدى الدول الأوروبية وأحضر معه أول آلة تصوير في البلاد. وفي عام 1904، افتتحت أول صالة عرض للسينما بإيران. وبهذا نرى أن بدايات مشاهدة السينما كانت مبكرة، لكن أول فيلم إيراني أخرج عام 1930، بعنوان « آبي ورابي »، على يد المخرج أفانيس أوهانيان

  4. ali
    04/09/2009 at 15:37

    لماذا هذا التحامل على المسلسل الكل شهد له بالجدارة،لقد جلب المسلسل ايه مدمنو المسلسلات التركية،الكل صفق لهذا العمل،ان لم يعجبكم فانتجو مثله كفى سخافة ونعيقا،انتم من نفرتم الناس حتى انصرفو الى المسلسلات التركية،دعنا من الطائفية المقيتة،انتم سبب جهل هذه الامة

  5. متسائلة
    04/09/2009 at 15:38

    هذا ما جادت به السينما الايرانية من ابداع تشكر عليه فاين البديل حتى يغنينا عنه
    لما يكون لدينا بديل يحق لنا حينها ان ننتقد وندعو الى عدم مشاهدة هذه الاعمال اما وقد علمنا في انتاجنا ما فيه من رداءة واستخفاف بعقولنا ليس لنا الا ان نثني على هذه الاعمال مع التحفظ على ما يريبنا

  6. zed92zed
    04/09/2009 at 15:39

    يا عروة لم كل هذا الجحود اراد الاستاذ ان ينورك وينورنا ويبين لك نقط الاختلاف والانزلاق الذي سقط فيه الفيلم وانت تتحامل عليه وتلزمه بقبول ما يقدم وكاني بك تتقرب الى خليفة كي يعطيك جائزة وكان من الاليق ان تاخذ الامر بجدية وتظهر تشيعك او شخصيتك الاسرائيلية وتدافع عن معتقداتك فالامر لا يعدو مسألة التوضيح ولا يتجاوز تبيان المزالق حتى لا يقع الخلط لمن لا يمتلك الحقيقة من المسلمين وهو امر يدخل في اختصاص امام وفقيه ومحدث مثل استاذنا
    فتحية وشكرا للاستاذ
    ونطلب من الاخ عروة ان يفيدنا بما لديه وشكرا
    ورمضان مبارك سعيد

  7. سنية
    15/03/2015 at 12:38

    فيلم جيد بكل اختصار
    ينبغي ان نستفيد من التجربة و نطورها بدلا من النقد الهدام
    من يحترف البحث عن العيوب عليه ان ياتينا بما هو احسن
    فمن السهل ان تهدم لكن من الصعب ان تنجز

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *