هاتفني صاحبي الحاج ابراهيم مباركا في شهر رمضان الفضيل ، وبلهجة الواثق من نفسه قال نلتقي في القدس وفي المكان المعتاد، وهو بعد صلاة اليوم الجمعة 21 آب وقرب الكأس في باحة المسجد الأقصى، ورغم قناعتي الخاصة في هذا الموضوع قلت على بركة الله، توجهت الى الحدود (عفوا معبر أو معسكر سميه ما شئت) قلندية برفقة ابنتي التي أصرت على أن تقلني بسيارتها ومعها حفيدي أحمد ابنها(4 سنوت ) وربما كان اصرارها على الذهاب معي لقناعتها بذات القناعة عندي دون الافصاح عنها حتى لا تحبطني،  ترجلت من السيارة مودعا فقالت سانتظر للاطمئنان على عبورك، ولم تكمل جملتها وإذ بامرأة عجوز تبادرني بالقول لا تتعب حالك يا بني أنا فوق السبعين ورجعوني، فقلت ما هذا الحاجز اللعين، وفي أي أخلاق ودين..؟؟؟ لكنني قلت في نفسي انهم مزاجيين وبما انني وصلت لأجرب حظي لعل الرفض يغادرني هذا الشهر وبالاحسان، أما الإقتحام فلم يعد له مكان بل وأصبح في خبر كان، وما عليك الا الالتزام، الطابور هو الطابور، في البداية وحينما تكون في مؤخرة الطابور لك حرية الحركة نصف خطوة لليمين ومثلها لليسار، أم للخلف والامام فلا مجال، وإن عطشت تشرب من الكأس القريب وهو الامتياز الوحيد، أما إن دخلت القفص الحديدي فلا مجال للحركة على الاطلاق، وانت محظوظ إن لم تضرب كتفك في الدربزين اللعين، لكنها لحظات طويلة وثقيلة على النفس كثقل الجبال يستطيع المرء خلالها قراءة نصف القرآن، أو يكتب في ذهنه اكبر مقال، أوينظم قصيدة شعر، ومنهم من يصفي حساباته التجارية، ويرتب لشهر رمضان واجباته الدينية وبرنامج صلة الرحم وزياراته الاجتماعية، والأفضل لك أن لا تسترجع من الذاكرة بالصوت والصورة الحديث عن السلام في الفضائيات، لأنك ستتشجع وتصبح مغوار مقدام، لكنني وقعت في المطب (ألم يقولوا انعم الله على الانسان بالنسيان) فلم أتذكر »لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين » وتقدمت بعد أن قرأت « وجعلنا ما بين ايديهم سدا » وما أن أخرجت من جيبي الحبيبة الخضراء وأبرزتها حتى ردت بصوتها المعهود وين التصريح..؟؟ فقلت ما في تصريح… لأنه رمضان.. وانتوا بتعلنوا عن التسهيلات على الفضائيات وفي كل الاذاعات، فقالت ارجع ما في رمضان، فقلت ما في رمضان يعني ما في سلام، قالت: مين قال لك في سلام، عندها أنقذني من حيرتي تدخل ابن ابنتي حيث قال: سيدو سيدو يعني بدنا نرجع هي القدس لمين..؟؟ … أجيبوه ياااااا…….. مستمعين..!!

الجمعة 21 آب 2009

waseferiqat@hotmail.com