حوار مع الفنان الساخر أحمد السنوسي – بزيز – : الأمم المتحدة هي عبارة عن مستوطنة اسرائيلية

محمود معروف
الرباط ـ القدس العربي : كعهده دائما، يتصدر الفنان المغربي الساخر أحمد السنوسي مقدمة كل التظاهرات الهادفة إلي نصرة منظومة حقوق الإنسان في بلده المغرب، أو للدفاع عن حق الشعوب العربية في فلسطين ولبنان والعراق في الحياة والكرامة والسيادة الكاملة. وقد كان السنوسي حاضرا بقوة خلال المظاهرات التي نظمت مؤخرا بالرباط والدار البيضاء للتنديد بالتكالب الأمريكي والإسرائيلي علي سيادة لبنان والتعبير عن مساندة المغاربة للمقاومة التي يري فيها انبعاثا جديدا للروح في الكيان العربي بعد طول سبات، وهزة عنيفة للضمير الإنساني، حيث أن شعوب العالم أصبحت بعد محنة لبنان أكثر تأهيلا لامتلاك رؤية حقيقية لواقع المشروع الصهيوني وأهدافه وممارساته.
القدس العربي التقت أحمد السنوسي بعد مشاركته في مظاهرة مدينة الدار البيضاء، وكان معه هذا الحوار.
لاحظنا حضورا متميزا للفنانين المغاربة في مختلف فعاليات التضامن مع الشعب الفلسطيني والمقاومة اللبنانية ..
تندرج حركتنا التضامنية في إطار أضعف الإيمان. وهي، كما لاحظتم، ليست مسعي نخبويا وإنما هي تعبير عن إجماع شعبي عريض، نحن كفنانين لا نمارس دبلوماسية موازية أو ننوب عن خجل الحكام والرسميين. نحن طليعة المشروعية الشعبية والمعبر عما يعتمل في كل بيت مغربي من مشاعر الغضب، ومن الرغبة العارمة في التضامن مع المقاومة اللبنانية بكل الأشكال والأساليب. ولا أحد يستطيع اليوم أن يحاصر كلمتنا أو ولاءنا لقضايا شعوبنا. لقد راكم العالم العربي عقودا طويلة من احتقار الشعوب، وتمت تسميتها في عهد الحزب الوحيد بـ الجماهير كي لا يكون صوتها جوهريا، وأرادوا لها أن تكون شعوب مونولوغ تردد الخطاب الواحد والشعار الواحد، ونسوا أن يحصنوا قواعدهم بالديمقراطية والحريات والعدل والإنصاف.
هل للفنان والمبدع دور مختلف عن بقية أفراد المجتمع؟
أن تكون في الطليعة والصدارة وتحت الأضواء، فذلك ليس ميزة بقدر ما هو مسؤولية. وما يجعل صوت الفنان مسموعا ليس بريقه الإعلامي بقدر ما هي مصداقيته ونفسه الطويل في الوقوف إلي صف المستضعفين والمقهورين وانخراطه التام في العمل الحقوقي بكل ما يتمثل ذلك من تضحيات وإكراهات ومضايقات. ولا أخفيك سرا حين أؤكد لك أنني أؤمن بأن دور الفنان والمبدع ينبغي أن يتجاوز دائرة التظاهر والصراخ حتي يبح الصوت أمام مقرات كيانات وهمية مثل الأمم المتحدة التي هي ليست سوي مستوطنة إسرائيلية أخري وآلية لتمرير القرارات ومشاريع مفصلة علي مقاس المطامع الصهيونية. إن دورنا كمبدعين هو كشف القناع عن المخطط الإسرائيلي الهادف إلي قرصنة الثقافة الفلسطينية قبل مصادرة الأرض. الإسرائيليون احتلوا أيضا كل الفنون الفلسطينية والتراث والأزياء وحتي المطبخ بل سعوا إلي تحويل الكوفية إلي منتوج إسرائيلي تسوقه عالميا بهدف محو أي أثر للذاكرة التاريخية الفلسطينية ولم ينجحوا في ذلك.
لكن الموقف العربي الذي تنتقده بشدة شهد بعض التحرك في المدة الأخيرة ..
لا ينبغي هنا أن نخطئ. فمنذ اندلاع الحرب الأخيرة كان هناك صمت آثم لحكام عرب استأسدوا علي شعوبهم وهم في كل الحروب نعامة، مع اعتذارنا للنعامة المفتري عليها. واليوم ها نحن نعاين هزيمة تاريخية لإسرائيل ميدانيا ولأمريكا دعما وتخطيطا واستراتيجية. ولكن الأهم أن الأنظمة العربية التي راهنت علي نجاح ما اعتقدته ضربة وقائية سريعة ضد المقاومة اللبنانية قد انهزمت أيضا. ويعلم الجميع أن عواصم عربية أعطت موافقتها و مباركتها لضربة استباقية ضد حزب الله علي أساس أنه سيتم القضاء عليه في ساعات أو أيام معدودة. وكان الخوف، كل الخوف هو أن يتحول نموذج المقاومة اللبنانية إلي مدرسة عربية قائمة الذات في الصمود ومواجهة الظلم العربي أولا. لكن السحر انقلب علي الساحر وانتصر شعب صغير بمقاييس الجغرافيا، كبير بمقاييس التاريخ علي القوة الغاشمة الأولي في العالم. لقد كانت التغطية العربية للعدوان الأمريكي الإسرائيلي بمثابة تعرية لعرب الشتات والتشرذم. وأتساءل هنا: كم من نظام عربي كان قادرا علي الصمود؟ وكم من كرسي مريح كان لن يتزلزل لو استمرت الحرب علي لبنان شهورا أخري؟ أنا لا أحب الرهانات، ولكنني أراهن علي أن خريطة عربية جديدة ستخرج من مخاض هذه الحرب. وستكون خريطة غير مطابقة نهائيا للخريطة التي رسمها منظرو الشرق الأوسط الجديد في البيت الأبيض بزعامة بوش وكوندوليزا رايس التي قال عنها أحد أعضاء الحركة الثورية الإفريقية بالولايات المتحدة الأمريكية: لقد ناضلنا لمدة 500 سنة للتحرر من العبودية، وها هي واحدة منا ترتكب جرائم ضد الإنسانية في لبنان. وإذا كانت إسرائيل قد خسرت اليوم حرب الصورة قبل أن تخسر حرب الميدان، فإن الحكام العرب خسروا ما تبقي من صورتهم أمام شعوبهم.
وكيف ترون أشكال التضامن الشعبي الفعال مع القضايا الراهنة؟
لست متأكدا من أن مقاطعة البضائع والمنتوجات الأمريكية كافية، إذ أن أهم منتوج وبضاعة أمريكية تسود في بلداننا هم جل الحكام العرب أنفسهم. لكن هؤلاء يرتبون فراشا ستتحول فيه أحلامهم إلي كوابيس دائمة ولا أندهش هنا وأنا أؤكد بأن قلاع إسرائيل التي انهارت ستجرف معها قلاعا وهمية لعالم عربي بني منطقه علي أن العدو لا يقهر، وأن الشعوب تقهر.
كيف تقرأون بيان المثقفين المغاربة اليهود الذين أدانوا العدوان الإسرائيلي الأمريكي؟
إنه ليس بالموقف الجديد. فنحن جميعا، وعكس ما تسعي إليه واشنطن وتل أبيب، لا نعتبر أن الحرب في الشرق العربي مؤسسة علي خلفية دينية أو عرقية. إنها مقاومة ضد الاحتلال وضد منظمة الجريمة المنظمة التي اسمها إسرائيل، والتي تعتبر أولا عدوة للإنسان اليهودي الذي هو نفسه ضحية أساطير وأوهام المشروع الصهيوني الخطير الذي يشكل خطرا داهما علي الإنسانية جمعاء وليس فقط علي المنطقة العربية. إن الصهيونية دفعت باليهود إلي الهلاك واقتلعتهم من أوطانهم الأصلية بالإكراه، كما أن نشاط الصهيونيين الأوائل في أوروبا كان بمثابة إيديولوجيا لإنتاج الإرهاب والتطرف ولم يكن للعرب والفلسطينيين أبدا أي يد في ذلك. فلماذا تحاول بلدان أوروبية اليوم أن تكفر علي جرائمها ضد اليهود علي حساب فلسطين، ولماذا يحاول من يسمون بـ المحافظين الجدد المتشبعين بتوجهات المسيحية الصهيونية والذين يحتلون مواقع الصدارة في البيت الأبيض، أن ينصبوا الإسلام مشجبا يعلقون عليه كل أخطاء الغرب وإخفاقاته وعجزه من بلورة نظام عالمي جديد بريء من الأطماع والهيمنة والتسلط علي ثروات الشعوب ومصادر عيشها وركائز هويتها. إنني اليوم أصاب بالغثيان حين أسمع البعض يتحدث عما يسمي بـ المجتمع الدولي أو الشرعية الدولية . إنها مصطلحات جوفاء يتم اللجوء إليها لتبرير العدوان، حتي يظهر الجلاد بمظهر الضحية.
ما هي الخلاصات التي تستخرجها في هذه المحنة الجديدة؟
يمكنني القول بدون تردد أن المقاومة اللبنانية قد أعلنت عن ميلاد جديد للعرب. فبعد الاتفاقيات الانهزامية لبعض الدول العربية وهرولة الغالبية العظمي نحو مهزلة التطبيع واقتناع السذج بالسلام الإسرائيلي، وبعد غزو العراق كحلقة رئيسية، سارع البعض إلي إعلان موت العرب. ولنكن واضحين أكثر: إن انتصار حزب الله في لبنان أصبح هما رئيسيا للعديد من الأنظمة العربية وتعمل اليوم بصيغ متعددة للالتفاف عليه بغية تجريد المقاومة من سلاحها بنفس الطريقة التي عمل بها القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن، وهو قرار إسرائيلي محض بتوابل أمريكية فرنسية لانه تحول الي مجلس امن اسرائيل عمل علي التقليل من شأن النصر التاريخي للمقاومة اللبنانية وإنقاذ إسرائيل من مصيرها المحتوم. لكن كل ما بني علي ضلال مآله إلي زوال. أما العرب من هواة جمع الهزائم الذين احتقروا شعوبهم، فقد أصيبوا بالسكتة التاريخية. ان المقاومة هي التي ستعمل علي إنطاق التاريخ وإعادة كتابته بحروف مضيئة.
4 Comments
أتمنى أن يرفع الحصار عن الفنان الصادق مع الجماهير ومع نفسه، السيد أحمد السنوسي (بزيز) الذي رفض المتاجرة بالأهداف السامية للفن والمساهمة في تدجين الشعب، بل وقف صامدا رغم سنين الحصار في وجه المتلاعبين بمشاعر المواطنين. فتحية إجلال وتقدير لك أيها البطل في زمن تحول فيه الفنان إلى بهلوان.
لسم الله… ما اتمناه من قلبي هو ان يكون جميع فنانينا المغاربة مثل السيد احمد وحتى و ان بقوا تحت الحصار. ففنان و احد جاد تحت الحصار افضل من مائة في بار. تحية تقدير و اكبار للفنان الساخر الدي رفض ان يكون فنانا تحت الطلب وماجورا لدعاية المسخ والعار. باز ابزيز.
تحية إلى أحد الفنانين النادرين في المجتمع المغربي. إن ذاكرة شعب المغرب بكل مكوناته ستحتفظ بما تفضل به أخونا الحبيب أحمد خلال حياة جيل بأكمله، وستمحو مواقف فناني القصور والمواسم والزرود… سيبقى ما ينفع الناس وسيندثر الخواء الخاوي لمنتجات التبعية والتضبيع. والسلام
لقد قيل عنك الكتير ومازال ما هو اكتر انا من المدمنين عليك اعتبرك مناضل عن كرامة الضعيف وحفوف المغاربة انت تفوم بدور النائب البرلماني غير هو كاين فرق بينتكم هو 37000درهم واخ احمد سنوسي 18 من الحرمان وهد الحرمان تيزيد غير الحب ديال الشعب ليك تحيا خاصة ليك انت و اخ رشيد نيني