Home»International»عدوان غزة و الفعل السياسي العربي المأزوم

عدوان غزة و الفعل السياسي العربي المأزوم

0
Shares
PinterestGoogle+

عدوان غزة و الفعل السياسي العربي المأزوم.

تعرضت الأراضي الفلسطينية في غرة لتدمير ممنهج من طرف آلة القمع الصهيونية،و ذلك بإيعاز من النظام العربي الرسمي العاجز الذي نكص إلى الوراء تاركا لإسرائيل قتل المدنيين و ضرب البنيات التحتية و القضاء على المقاومة المتجسدة في حركة حماس و فصائل الممانعة من اليسار الفلسطيني كالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين…. و السؤال المطروح هو لماذا هذا العدوان الشرس؟هل هي نهاية إعلان عن اتفاقيات أوسلو و بالتالي نهاية خيار حركة فتح بقيادة الزعيم ياسر عرفات ومحاولة للتأسيس لخيار جديد يتماشى مع موازين القوى الحالية و الواقع الجديد،أم هو رد فعل على تقرير « فينوغراد » الإسرائيلي الذي اتهم الجيش الإسرائيلي بالتقاعس في حربه ضد حزب الله في يونيو 2006 أم هو خيار استراتيجي لإقصاء ما تبقى من محور الممانعة المكون من طهران و دمشق من طرف الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل؟؟؟؟

أعلنت إسرائيل عدوانها على قطاع غزة متذرعة بإطلاق الصواريخ من طرف حركة حماس ومحولة الرأي العام الدولي باعتبارها في مرحلة الدفاع عن النفس مسوغة تبريرات واهية و مستغلة التواطؤ الدولي،حيث قامت بقتل الأطفال الأبرياء و بتدمير البنية التحتية و مستعملة آخر صيحات الأسلحة الأمريكية الحديثة من قبيل سلاح M825A1 الفسفوري الذي يبتر أعضاء الجسم و له انعكاسات في حالة استنشاقه على الكليتين و القلب ، كما استعملت أسلحة جديدة من نوع « DAIM  » ذات إشعاعات من الأورانيوم المسببة لأمراض السرطان.
لابد هنا من الإشارة إلى أن إستراتيجية التفاوض التي تبنتها حركة فتح بقيادة الزعيم التاريخي ياسر عرفات و التي حشرت المقاومة في وسط المباني الآهلة بالسكان كان خطأ وقع طاقم المفاوضات في فخه و الذي كان من نتائجه قتل نسبة عالية من المدنيين العزل و وأد كل ما له بالمدنية في قطاع غزة.
(I لماذا العدوان؟:

1 – إن العدوان الصهيوني كان مخططا له من قبل ، ومنذ مدة كانت إسرائيل تحاول الضغط على حركة حماس لجرها إلى الحرب عبر الحصار و إغلاق المعابر و التجويع.

2 – الصراع الإنتخابي حول الدم الفلسطيني بين حزب الليكود ذي الحمولة الإيديولوجية العنصرية بقيادة بنيامين نتنياهو و حزب كاديما بقيادة تسيبي ليبني و حزب العمل بقيادة يهود باراك.

3- انتهاء الفترة الرئاسية لمحمود عباس، التي أضحت تعتبره حماس رئيسا غير شرعي للسلطة الفلسطينية،و القضاء في هذه المرحلة على حركة حماس أو تقزيمها هو فتح المجال لمحمود عباس لإعادة انتخابه و الذي ينظر إليه إسرائيليا كمعتدل و يمكن الحوار معه و باعتباره مهندس اتفاقيات أوسلو و ليست له خلفية عسكرية من خلال شرعية المقاومة – كما كانت لعرفات و التي سرعت باغتياله السياسي- و بالتالي من السهل عليه أن يقدم على تنازلات.

4- تغيير الإدارة الأمريكية التي سيكون على رأسها الديمقراطي باراك أوباما الذي عبر عن إمكانية الحوار مع حركة حماس،و القضاء عليها من طرف إسرائيل هو وضعه على سياسة الأمر الواقع من موقع القوة من الجانب الإسرائيلي.
(II

حيثيات العدوان و أهدافه:
منذ بدأ عملياتها عملت إسرائيل على إعلان أهدافها المتمثلة في القضاء على صورايخ حركة حماس التي تهدد أمن إسرائيل، وضرب البنى التحتية و الجناح العسكري لحركة حماس ، لكن الأهداف الغير المعلنة تتجسد في خلق كيتوهات داخل غزة بدون سلطة ،توازيها كيتوهات داخل الضفة الغربية، وهذا ما جعل العاهل الأردني يدق ناقوس الخطر معبرا على أن هناك مؤامرة تحاك ضد الشعب الفلسطيني،و للإشارة فإن بعض المصادر أشارت إلى أنه كانت قوة فلسطينية تابعة لحركة فتح مكونة من ثلاثة آلاف شرطي مرابطة بالأراضي المصرية يقودها محمد دحلان على أهبة الاستعداد لدخول غزة – و ذلك بتنسيق بين مصر و إسرائيل و السلطة الوطنية – في الثلاثة أيام الأولى للعدوان بعد توقع انهزام حماس و تحت ذريعة توفير الأمن لسكان غزة.
III)

حماس وشرعية المقاومة و المشروع السياسي:
اكتسبت حركة حماس شعبية كبيرة بعد تبنيها خيار المقاومة الذي جاء نتاجا لانتصار حزب الله في لبنان بدعم من محور دمشق – طهران و الذي أضحى نموذجا يحتذى به ،لكن يجب هنا طرح سؤال حقيقي بعيدا عن الانطباعية و التعاطف :هل حركة حماس تمتلك مشروعا سياسيا وطنيا حقيقيا بعد خروج الاحتلال يؤسس لإنتاج فعل سياسي حقيقي يخرج الشعب الفلسطيني من براثن التخلف.فكما يعلم الجميع فحركة حماس هي حركة ذات مرجعية إسلامية تستمد مذهبها من حركة الإخوان المسلمين في مصر و من زعيمها الروحي و مؤسسها حسن البنا، و التي تعتمد على الجانب الأخلاقي في نقدها للواقع العربي و الإسلامي المأزوم و تبني مستقبلها على أنقاض الماضي، لكنها لا تمتلك غير هذا الخطاب في تحليلها للواقع.
IV)

العدوان و تكريس الانقسام و الانهزام العربي الرسمي:
مباشرة بعد العدوان الهمجي الذي تعرض له قطاع غزة، لوحظت عدة توجهات مختلفة و هي على الشكل التالي:

أ – توجه شعبي عبر عن دعمه اللامشروط للشعب الفلسطيني في محنته من خلال المظاهرات المؤيدة للمقاومة بعيدا عن طبيعتها الإيديولوجية .

ب – توجه عربي رسمي في غالبيته متسم بالدعم السري للإحتلال لأنه يخشى قيام دولة فلسطينية ديمقراطية في المنطقة تشكل نموذجا ناجحا يتجاوز البنيات التقليدية السائدة من ولاءات قبلية و عشائرية للسلطة المركزية كما أن مصالح أغلبية الأنظمة العربية تتقاطع بشكل كبير مع مصالح النظام الرأسمالي العالمي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية و اللوبي الصهيوني.

ج- توجه يساند المقاومة و يعتبر عمقا استراتيجيا لها من خلال الدعم بالسلاح و المساندة الإعلامية واستقبال القيادات هذا المحور المكون من سوريا ،حزب الله ،زيادة على الدولة الفارسية.
ومن نافلة القول أن هذين المحورين اصطدما خلال قمة غزة بالدوحة و قمة الكويت و الذين عبرا عن مواقفهما المختلفة من خلال البيان الختامي للقمة الاقتصادية و الاجتماعية، رغم قوة الخطابات للجناح المهادن و الذي كان يروم استيعاب الشارع العربي الساخط.
في الأخير لابد من الإشارة إلى تراجع دور المغرب ما بعد الراحل الحسن الثاني في الساحة الشرق أوسطية، و ذلك ناتج إلى أن العهد الجديد عبر عن أولوية الخيار الداخلي عن الملف
الخارجي من خلال الشعار الذي تداولته بعض المنابر الإعلامية  » تازة قبل غزة »
رشيدحمزاوي /كفايت

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *