Home»International»لكم الله يا أهلنا في غزة الصامدة

لكم الله يا أهلنا في غزة الصامدة

0
Shares
PinterestGoogle+

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أ شرف المرسلين

لكم الله يا أهلنا في غزة

بقلم: عبد المجيد بنمسعود

كما كان متوقعا، شرعت الآلة الصهيونية المتغطرسة في تنفيذ وعيدها من خلال غارات جوية جبانة، اعتبرتها مجرد بداية لعملية طويلة كاسحة، أطلقت عليها العملية المتدحرجة، وحق لليهود لعنة الله عليهم أن يتفننوا في ابتكار العناوين التي يختارونها لهجماتهم الغادرة،فقد خلا لهم الجو ومكنوا من كل أسباب القوة المادية وآليات الفتك والتدمير، من أمم الغرب الصليبي الكافر التي اتخذتهم رأس حربة في تنفيذ استراتيجية إضعاف الأمة المسلمة وقص أجنحتها وتفكيك أوصالها، والحيلولة بينها وبين تجميع أسباب القوة وعوامل النهوض, وحق للمفسدين في الأرض أن يعربدوا وينتفشوا ويبرزوا مظاهر الزهو والخيلاء، وهم المعلومون بالجبن والخور عند الشعور بأدنى تهديد ، لكونهم أحرص الناس على حياة، كما وصفهم الله عز وجل في كتابه العزيز،لأنهم وجدوا أنفسهم يواجهون شعبا محاصرا أعزل لا يملك من مقومات الحياة إلا أقل القليل، عدا إيمانه بربه وعدالة قضيته،ويقينه بأن العاقبة له،فمآله النصر في نهاية المطاف، بمقتضى الوعد الرباني الذي لا يتخلف، ولأنهم أيقنوا من عملائهم الذين أعطوهم العهدة والولاء، أنهم لن يحركوا ساكنا، بل ،وأكثر من ذلك، إنهم لهم خدام أوفياء، وعلى استعداد كامل، وفي منتهى الجاهزية لإمساك الضحية وتكبيل قوائمها، حتى يكون الذبح كاملا ومتقنا، ولا يبقى منها عرق ينبض بالحياة، وحتى يستراح منها إلى الأبد,
إن خيوط المؤامرة باتت واضحة لكل ذي بصيرة، فقد علم العقلاء أن الذين استكبروا والذين استضعفوا على وفاق تام على ضرورة إزاحة أي رقم عصي من مشهد المنازلة والصراع على أرض فلسطين السليبة،والإبقاء فقط على محترفي العمالة والخيانة ممن باعوا آخرتهم بعرض من الدنيا قليل، وقايضوا العرض والأرض بفتات رخيص يسفونه من أيدي الجلادين والمتجبرين,وهم مع ذلك، لصفاقتهم وعدم حيائهم، يمارسون لعبة الخداع والتمثيل ولعب الأدوار الخبيثة والممقوتة التي يتوخون من خلالها إيهام الغافلين، أنهم ينتمون إلى دائرة الوطنيين والمناضلين، حتى لا نقول المجاهدين،لأن هذه الكلمة هي من القداسة، بحيث لا يمكن أن ينعت بها أمثال هؤلاء الأقذار المنحطين الذين كانوا سببا لفقدان الأمة لمواكب غالية من الشهداء، من خلال التآمر والتنسيق الأمني البغيض مع الكيان اليهودي الغاشم,
وقد دلت شواهد الواقع وفصول الصراع المرير، أن الذي يمثل ذلك الرقم العصي في المشهد الفلسطيني، إنما هي « حماس »، رأس الحربة في حركة الجهاد والمقاومة، وتيار الممانعة، لأنها أتت البيوت من أبوابها، بإعطاء المعركة بعدها الحق وجوهرها الأصيل، وذلك بربطها بدين الإسلام وجعلها في سبيل الله، وابتغاء رضوانه ودخول جنته، فلا أحد من
دون من انبثقوا من أصلاب هؤلاء الخلص الصادقين، بقادر على إنجاز شيء مما تنشده الأمة، لأن فاقد الشيء لا يعطيه,
فأنى للمنتمين لطينة رخيصة ومعدن خسيس ممن مردوا على النفاق أن يصدر منهم إلا الشؤم والخبال؟
إن الذين مارسوا المكر الكبار في حق شعب غزة الصامد المغوار، هم حثالة الناس ممن رضعوا لبان المذاهب الشاردة وتشبعوا من صديد أفكار ذوي القلوب السوداء والعقول المتكلسة، وتقلبوا في مناصب شيطانية أورثتهم بلاهة وغباء,وأي غباء أشد من غباء من يعمل ضد نفسه ووطنه؟
أن تسخر تلك الطائفة الملعونة نفسها لتكون حربة مسمومة في يد شذاذ الآفاق ضد بني جلدتها، فهذا وأيم الحق لهو منتهى الحمق والخبال، ولكنه سلطان الدنيا وجنون الشهوات الذي يذهب بالألباب، ويسد دون الخير النوافذ والأبواب,

إن هذه المحرقة الجديدة التي نفذها خنازير صهيون في حق أحبابنا وإخواننا بغزة الصامدة،قلعة الشموخ والإباء،لتعد برهانا إضافيا على أن جل أنظمة العرب والمسلمين تعيش حالة الموت السريري، وأن عملية الإنعاش قد لا تغير من وضعها شيئا, أما على مستوى الشعوب في العالمين العربي والإسلامي، فإن قطاعات عريضة منها ما تزال تعاني من حالة التخدير والتدجين والغيبوبة عما يجري،وحتى إذا تأتى لها نصيب من الوعي، فإنه لا يصل بها إلى المستوى الحضاري المطلوب الذي يحدث نقلات نوعية في الواقع الراكد الكسيف، وهذا يعني أن جسد الأمة على قدر مهول من التفكك والانشطار تنعدم معه حالة التداعي التي صورها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله عليه الصلاة والسلام:  » مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى » إن الوعي عندنا إذا حصل،يكاد يكون شبيها بفقاعات الماء التي لا تلبث إلا قليلا حتى تنطفئ وتتلاشى في الأثير كأن لم تكن,إن وعي شرائح الأمة وقطاعاتها العريضة الواسعة ما لم تتحول معه إلى طوفان هادر، عند كل أذى يطولها من الأوغاد، أو كل مساس بقدرها وشرفها ومقدساتها، فإنه هو والسكرة سواء، وإلا فبم نفسر هذا الشرود المريع وهذه الحالة من الشلل والكساح التي تصيب الأمة في شرقها وغربها، وهي تصبح وتمسي على مشاهد الإبادة والتقتيل، وصور الخراب والدمار والتنكيل التي تقام تقترف في حق إخوة لنا في الدين؟ هل تحولت الجراح النازفة وأشلاء المغدورين من الرجال والنساء والولدان بفعل تكرارها إلى فرجة لا تستدر أكثر من زفرات باهتة عابرة، وبعدها نعود إلى نسياننا وغفلتنا وشرودنا العميق؟ إنه الخذلان إذن، إنه التواطؤ والمشاركة في الجريمة، يبوء كل مشارك فيه من الخزي والسوء، بقدر تفريطه في الأمانة وتقاعسه عن واجب النصرة, كيف جاز لكم أيها العرب والمسلمون، يا أمة المليار والربع مليار، أن تسلموا إخوانا لكم في الملة والمصير؟ أين ملاييركم بل وبلايينكم يا أمراء ويا أثرياء العرب، والحال أنكم قد استأثرتم بها بغير حق؟ إنه من علامات الخزي والنكد، والمحق والبوار، أن يكون قسط هائل منها قد أبيد في طاحونة الربا النكدة في مصارف زعيمة الاستكبار العالمي: الويلات المتحدة، وقسط آخر قد صرف على الشهوات الجامحة الهوجاء لقوم فقدوا آدميتهم ورضوا بأن يلتحقوا بما دون البهائم مصداقا لقوله تعالى:  » إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون » والذي يثير القرف والغثيان،أن يكون قدر من تلك الأموال قد قدمت في شكل هدايا نفيسة لأفراد الطاقم الإمبريالي الكريه الذي تولى كبر رعاية الكيان اليهودي الغاصب، ويمد له حبل الدعم الدائم واللامشروط، فقد نقلت بعض وسائل الإعلام خبرا يتعلق بإجراء كشف بالهدايا التي قدمت إلى الحية السوداء،وإلى عقيلة المقذوف بالحذاء في أرض الرافدين، أرض وامعتصماه، وهي عبارة عن عقود من الناس والزمرد، فيا للفضيحة ويا للعار، ألا يستحي هؤلاء من هذا الصنيع الوضيع؟ أليس الأحق بتلك الأموال هي فلسطين أرض الأنبياء والصالحين، ومسرى سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وأهل الرباط الذين حملوا وسام الذود عن حياضها، فحملوه بكل حب واستبسال؟
والأدهى والأمر أن يساهم الحكام العرب في تضييق الخناق وإحكام الحصار الظالم على أهل غزة الأبرار، فهل ينام هؤلاء ملء جفونهم ولا يتحرك في كيانهم عرق سليم يذكرهم بعظم الأمانة وفداحة الجرم الذي ضلعوا فيه؟
إن الحقيقة التي ينبغي أن يدركها المشاركون في الجريمة والمتقاعسون عن النصرة على حد سواء، هي أن أهل غزة هم في كفالة الله، ولن يسلمهم أبدا، إنما هي جراح وتضحيات يفتدي بها من هم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس أرض فلسطين،وعروستها بهية المدائن، ودرتها المسجد الأقصى الشريف، وستفوح دماء الشهداء مسكا وعطرا وستنبت بإذن الله أشجارا,إن سنة الله ماضية لا تتخلف، فعندما تصدق النيات وتصح العزائم ويستفرغ الوسع،ويرسخ اليقين في نصر الله ومدده، يأتي النصر على قدر ذلك، وإنه لا محالة آت، وسيغسل العار، وسيندحر بنو صهيون،  » ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا »  » ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله » فلكم الله يا أهلنا في غزة الصامدة وفي سائر أرض فلسطين,لكم الله,

بتاريخ: 30 ذي الحجة 1429

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. abderrahim
    31/12/2008 at 13:22

    نداء: تحت شعار « غزة رمز العزة »
    أمام الإبادة الجماعية و الدمار الشامل اللذين يتعرض لهمل الشعب الفلسطيني في غزة .و التواطؤ الفاضح للأنظمة العربية كل الفئاة الاجتماعية لمدينة « وجدة  » المغرب (هيأة إسلامية و نقابية و حزبية.طلبة ,تلاميذ و موظفين ,عمال و تجار;رجال نساء و أطفال……..) الكل مدعو لتلبية نداء غزة !!أقل ما يمكن تقديمه هو المشاركة في المسيرة الشعبية التضامنية التقديم الدعم المعنوي و السياسي لشعبنا في غزة حتى تكون فلسطين حرة
    و دلك يوم الخميس 1يناير 2009 موافق 4 محرم 1430 ابتداء من الساعة الثالثة مساء(قرب البلدية)
    ملحوظة:و الدعوة عامة لصيام هدا اليوم

  2. hanane
    02/01/2009 at 01:27

    اللهم انصر اخواننا في فلسطين اللهم زلزل الصهاينة الغا صبين امين.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *