النظام العسكري الجزائري يعتقل مُطربيْن قبائلييْن لمنعهما من تنشيط حفلات رأس السنة الأمازيغية
عبدالقادر كتــرة
في خطوة قمعية ليست بالغريبة في الجزائر، أقدم النظام العسكري الجزائري على منع المغني القبائلي الملتزم « أولحلو » من مغادرة التراب الوطني لتنشيط حفلات رأس السنة الأمازيغية، حسب منشور له على صفحته في فيسبوك.
وكما اعتاد على ذلك، كان المغني القبائلي « اولحلو » يستعد للسفر إلى فرنسا من مطار هواري بومدين الدولي هواري بالجزائر العاصمة، تلبية للعديد من ادعوات، في جولة أوربية وأمريكية، لتنشيط حفلات فنية بمناسبة الاحتفال برأس السنة الأمازغية.
المحامي الجزائري، الأستاذ سفيان صرح معلقا على ظاهرة المنع من مغادرة التراب الوطني، « عمليات مست نشطاء الحراك، طلبة جامعين ومستثمرين دون أن يصدر أي قرار من طرف وكيل الجمهورية أو قاضي المحكمة « .
وأضاف المحامي « جل قضايا المنع من مغادرة التراب الوطني نجهل أسبابها رغم أن الدستور الذي يعتبر القانون الأسمى في البلاد يضمن حق التنقل لكل الجزائريين والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها الجزائر تكفل هذا الحق لكل البشرية « .
إلى جانب المطرب الممنوع من مغادرة الجزائر، تمّ منع نادية معتوب شقيقة المطرب القبائلي لوناس معتوب الذي اغتالته أيادي جنرالات النظامي العسكري الجزائري الملطخة بدماء ضحايا العشرية السوداء أبناء القبائل والشعب الجزائري.
وكما هي عادة النظام العسكري الجزائري المستبد تمت فبركة ملفات لتوريطهم في قضايا الإرهاب بوهران إلى جانب عدد من الأشخاص ونشطاء القبائل على غرار اتهامهم بحرائق حول منطقة القبايل واغتيال جمال بن إسماعيل.
أسماء المغني « ولحلو » ونادية معطوب ، تم الاستشهاد بأنهما عضوين في » حركة تقرير المصير لجمهورية القبائل المعروفة اختصارا ب »ماك » ، والدليل المحتفظ به هو الصور التي تم التقاطها خلال حدث لإحياء ذكرى أحداث عام 2001 ، والتي تم إجراؤها في عام 2020 ، في قرية « كندوز » في « أيت الرزين » بمنطقة القبائل.
نادية معطوب كشخصية عامة، حاملة شعلة معطوب لونيس، شاركت في تكريم شهداء عام 2001 ، التي ينظمها المواطنون كل عام، أما فيما يتعلق بالمطرب « أولحلو »، كونه مغنيًا رائعًا وصديقًا لمعتوب لوناس ، فقد جاء لاستقبال نادية معتوب.
لقد مر عام منذ أن تم وضع مذكرة إحالة مواطني منطقة القبايل على التحقيق بالسجون ، واضطروا إلى الإضراب عن الطعام حتى تم تحديد موعد المحاكمات في 26 و 27 و 28 و 29 دجنبر 2022، حيث وزعت محكمة النظام العسكري الجزائري على غالبية المعتقلين ثلاث سنوات سجنا نافذا، فيما تم تأجيل عشرات الملفات لمواعد لاحقة.
وبالمناسبة، حسب موقع قبائلي ناطق بالفرنسية، انخرطت مجموعة من نساء القبائل الناشطات من جميع الجهات وبدون انتماءات سياسية في جمعية أطلق عليها » صوت نساء القبايل » انخرطن على جبهات مختلفة، اجتماعية وسياسية وثقافية، في عملية واسعة لدعم معتقلي القبائل، المسجونين بشكل تعسفي من قبل النظام الجزائري تحت ذرائع كاذبة واتهامات واهية وملفات مفبركة.
وتجرأت هذه المجموعة من الناشطات في منطقة القبائل على تعبئة لا تصدق في غضون أيام قليلة، عملية مفاجئة للغاية وفريدة من نوعها في صراع القبائل مع النظام العسكري الجزائري المحتل لجمهورية القبائل، تتميز بتسجيل رسائل فيديو قصيرة مع صور المعتقلين الذين يبعثون بأمنياتهم السعيدة برأس السنة الأمازيغية، من أعماق زنازينهم، إلى جميع السكان والعالم.
رسائل الفيديو هذه من صنع جمعية « صوت نساء القبايل » والعديد من مواطني القبائل الآخرين الذين قدموا أصواتهم للمعتقلين الذين يعانون من ابتزاز رهيب منهم ومن عائلاتهم من أجل إسكاتهم وبالتالي تكميم المجتمع بأسره.
وجاء في بيانهم الصحفي « هذا العمل لتحدي الرأي العام بشأن التعسف الذي يعانون منه وللتعبير عن دعمنا لهم ولأسرهم في أوقات » الأعياد « هذه.
حتى الآن، حسب نفس الموقع القبائلي، تم الإفراج عن أكثر من 30 صورة شخصية، مع العلم أن هناك أكثر من 300 سجين محرومين من صورهم، منذ عدة سنوات. كما أننا نخشى الأسوأ لأن العديد من المعتقلين اعترفوا بأنهم تعرضوا للتعذيب والإذلال أثناء حبسهم « ، تصرح هؤلاء النساء.
وللاستمرار في أن « هذه المبادرة تم تبنيها ودعمها من قبل العديد من مواطني منطقة القبايل وفرنسا وسويسرا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية ، بالمئات ، بمشاركة الآلاف في الشبكات الاجتماعية ، ولا سيما على الفيسبوك في بعض الأحيان، تم إنشاء هاشتاغ بعدة لغات لضمان النشر الجيد.
ويشرح أحد أعضاء الجمعية للموقع القبائلي، أن حملة « التمنيات من أعماق زنازينهم » ستستمر حتى يناير (رأس السنة الأمازيغية) وما بعدها وهي » الحملة تريد حشد الرأي حول المعتقلين وتوليد موجة من التضامن الأوسع في منطقة القبايل وأماكن أخرى لكسر عقيدة الرصاص العسكرية التي تثقل كاهل أرضنا في القبائل ».
Aucun commentaire