تفكُّكُ آخر مسرحية رديئة « سقوط خيوط الوهم » الجزائرية في حادث قصف الشاحنات الجزائرية بصور قديمة
عبدالقادر كتــرة
شطحات جنرالات النظام العسكري الجزائري التي لا تنهي بعد أن أصيبوا بهيستريا وأزمة عصبية نتيجة نكساتهم الدبلوماسية وفشلهم السياسي وتخبطهم الاجتماعي والاقتصادي قادت الجزائر إلى إفلاس وانهيار فاقا الوضع في فنيزويلا أو لبنان، شطحات الديك المذبوح تجلت في سلوكاتهم وتصرفاتهم الهوجاء والرعناء ضد جارهم الغربي، واتهامات عشوائية وافتراء وكذب واختلاق لحوادث لا توجد إلا في مخيلاتهم بل ذهبوا إلى اعتماد صور وفيديوهات قديمة منشورة في جرائد ومواقع دولية، واستعمالها للتبرير والتحجج بها لأوهامهم، تحت سخرية واستهزاء العالم… »ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين » صدق الله العظيم.
ذكرني هذا السلوك الأرعن ب »قصة الحمل الصغير والذئب الشرير » التي تعلمناها ونحن صغار، أرويها كما جاءت : « كان الحمل يتجول حتي وصل للنهر وبدأ بشرب الماء ، بينما كان يوجد ذئب جائع يبحث عن وليمة لذيذة للفطور حتي رأي الحمل يشرب عند النهر ، لكنه قرر أن يجد سبب يجعله يأكل هذا الحمل الضعيف فقال له » كيف تجرؤ علي النزول للنهر وتعكر المياه الخاصة بمنطقتي «
قال الحمل » عفوا سموكم ، ولكن كيف لي أن أعكر الماء الذي أشرب منه ، لا أستطيع ذلك «
قال الذئب بوحشية » أنت تراوغني بالكلام ، ولكن علمت أنك تحدثت عني بكلام سيء في العام الماضي » قال الحمل ولكني لم أكن موجود في العام الماضي ، أنا ولدت هذا العام سموكم » فقال الذئب » إذن هو احد أخوتك من تحدث عني بهذا الكلام القبيح » فقال الحمل الضعيف وهو يرتجف » لكن لا يوجد أخوة لدي ، فأنا وحيد » فقال الذئب » لا يهم ذلك عموما أنه أحد عائلتك من قال ذلك الكلام عني » فقال الحمل » لا سموكم لا يجرؤ أحد علي قول ذلك عنك من عائلتي » غضب الذئب من ردود الحمل عليه وفجأة هجم عليه وأكله ولم يترك منه شيء.
وانتهت القصة بالحكمة « دائماً الظالم لا يستمع للأقوال البريئة والطاغية يجد مبرر دائماً لفعل ما يحلو له. »
لكن إذا كان الذُّئَيْبُ أو الثُّعَيْلِب الخبيث وجد في طريقه خروفا ، عليه أن يعلم أن في جانبه الغربي أسد شرس إذا غضب سيُكشِّر عن أنيابه ويُخرج مخالبه وحذار من غضبة الأسد إذا زمجر.
مسرحية « سقوط خيوط الوهم » الجزائرية تلاشت أمام الواقع الصادم والتحليلات بعد أن حضرت المينورسو والامم المتحدة إلى عين المكان وفتحت تحقيقا محايدا بطلب من المغرب، كما أن هناك ملاحظات تم تداولها على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتواصل الفوري منها غياب الجثث والتصريح بإصابة ثلاثة أشخاص والتصريح بقتيلين دون ذكر الثالث ، ووجود رغوة « قنينة إطفاء النار » الأمر الذي يؤكد أن الفعل مدبر وتم إطفاء الحريق، ثم وجود مليشيات البوليساربو للتصوير، وغياب حمولة الشاحنات والتي أدعى بيان تبون أنهما شاحنات تجارية، وبقاء هياكل الشاحنات سالمين وهو دليل على أنها لم تتعرض للقصف الجوي ولا المدفعي، ثم غياب آثار القذائف مثل الخفر و كل هذا يدل على أن مسرحية مخابرات النظام العسكري الجزائري لا تقل غباء عن مسرحية « سقوط خيوط الوهم ».
السؤال الذي لا يطرحه احد في الجزائر ..
وأشهر ما تم تداوله هو هذه الملاحظات الوجيهة : »من كان يلتقط الصور ويوثق فيديو احتراق الشاحنات بكل اريحية ودون خوف من ان يتم قصفه هو كذلك! وكيف سيغادر المصور المنطقة؟ لا يعقل أن يقطع المصور مئات الكلومترات داخل الصحراء على رجليه دون مركبة ؟ ولماذا لم يتم قصفها هي كذلك ؟!
ثم إن القصف يُحدِث حفرة في الأرض بقوة الصاروخ ويحول المركبات المدرعة الى اشلاء … هذه مجردة شاحنات تجارية من القزدير والبلاستيك ؛ هل يعقل أنها صمدت أمام قذيفة متفجرة من السماء وبقي هيكلها سليما والأرض نظيفة بدون حفر ولا أشلاء !!! لماذا توجد شاحنة بجانب شاحنة وليس خلفها ؟! »
ثم إن آخر ما تم التوصل إليه هو أن الصور التي عرضها مزابل وقنوات الصرف الصحي للإعلام الحكومي الجزائري على أنها استهداف للشاحنة من قبل الدرون المغربي، هي صور قديمة بتاريخ شهر غشت لاحتراق شاحنات ومعروضة في العديد من المواقع، وهذه حجج أخرى تدين النظام العسكري الجزائري ومخابراته الأكثر غباء على وجه الأرض والتي تعيش بعقلية الستينات في زمن التوثيق.
نشر موقع « الجزائر تايمز » استنادا إلى مصادر مختلفة « أن الشاحنات التي اتهمت الجزائر المغرب بقصفها على الحدود بين الصحراء الغربية وموريتانيا، وكذَّبها الجيش الموريتاني في بيان رسمي، ماهي إلاّ مسرحية عبلاوية مخابراتية رديئة الإخراج تمت على عجل لاستغلالها باحتفال الشعب الجزائري بأول نوفمبر ».
وأفادت نفس المصادر أن الشاحنات تّم حرقها عمدا والسائقين تمت تصفيتهم بدم بارد وبسلاح كلاشنيكوف من طرف مجرمين يمتهنون تهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود الموريتانية المالية والفضيحة بحضور ضابط ارتباط من المخابرات الجزائرية يتولى مهمة التنسيق في خطة مدروسة بطريقة غبية كالمعتاد.
واختتمت مقالها ب »العملية دبرت بين المخابرات الجزائرية ومرتزقة البولساريو من أجل هروب الجزائر من الموائد المستديرة بعدما أدركت العصابة أن رهاناتها على الصحراء المغربية بائت بالفشل وفي نفس الوقت لكسب الكابرنات التعاطف الشعبي والتغطية على اغتيال اللواء بجغيط فريد رئيس دائرة الإشارة وأنظمة المعلومات والحرب الإلكترونية « .
Aucun commentaire