Home»International»ما أحوج كل المسلمين في أوطانهم إلى نصح أسداه الداعية السوداني الدكتور عصام البشير إلى الجالية المسلمة في كندا من خلال حديثه عن وسطية الإسلام

ما أحوج كل المسلمين في أوطانهم إلى نصح أسداه الداعية السوداني الدكتور عصام البشير إلى الجالية المسلمة في كندا من خلال حديثه عن وسطية الإسلام

0
Shares
PinterestGoogle+

ما أحوج كل المسلمين في أوطانهم إلى نصح أسداه الداعية السوداني الدكتور عصام البشير إلى الجالية المسلمة في كندا من خلال حديثه عن وسطية الإسلام

محمد شركي

نظمت  مؤخرا جمعية مسلمي كندا مؤتمرا إسلاميا ابتداء من الرابع والعشرين من شهر دجنبر المنصرم ، والذي استمر مدة عشرة أيام دعت إليه مجموعة من المفكرين  المسلمين ذكورا وإناثا من مختلف البلاد العربية والإسلامية، وحتى بعض المفكرين المسلمين من بلاد الغرب . وقد عقد المؤتمر عبر تقنية التواصل عن بعد بسبب ظرف الجائحة .

ومن ضمن من استدعاهم منظمو هذا المؤتمر الداعية السوداني المشهور الدكتور عصام اللبشير الذي شارك بمداخلة تمحورت حول موضوع وسطية الإسلام ، وقد خص بها الجالية المسلمة في كندا إلا أنها عبارة عن نصح لكافة المسلمين في أرجاء العالم ، وهو نصح عالم وداعية راسخ القدم في العلم والمعرفة والدعوة ، وهو من ضمن الدعاة والعلماء المسلمين الذين ينادون بالاعتدال والوسطية التي هي من طبيعة دين الإسلام الذي يعاني من نشوز العديد من المنتسبين إليه عن وسطيته، الشيء الذي يوفر الذرائع لخصومه كي ينالوا منه توجسا من عودة ريادته في قيادة البشرية نحو بر الأمان ، وهي اليوم تتخبط  في أعماق بحر لجي من الحيرة والاضطراب  والصراعات  بسبب الانحراف عن وسطيته واعتداله .

ولقد عرّف الداعية السوداني الاعتدال المنصوص عليه في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بعد تعريفه لغة، وهو الوسط بين كل أمرين على طرفي نقيض ، واستشهد على ذلك  بعض نصوص القرآن الكريم والحديث الشريف الداعمة لهذا التعريف .

وأوجز تعريفه لوسطية الإسلام  كالآتي :

(إنها تقديم الإسلام هاديا للزمان والمكان والإنسان ، موصولا بالواقع ، مشروحا بلغة العصر ، جامعا بين النقل الصحيح والعقل الصريح ، منفتحا على الاجتهاد والتجديد ، محافظا في الأهداف والغايات ، متطورا في الوسائل والآليات ، مستلهما الماضي ، معايشا للحاضر ، مستشرفا للمستقبل ، ثابتا في الأصول والكليات ، مرنا في الفروع والجزئيات ، منتفعا بكل قديم نافع ، ومرحبا بكل جديد صالح ، عاملا على تعزيز المشترك الإنساني والديني والحضاري ، ملتمسا الحكمة من أي وعاء خرجت ، مرتبطا بأصلنا كتابا وسنة ، ومتصلا بعصرنا ) .

وهذا التعريف للوسطية من وجهة نظر هذا الداعية الكبير يحتاج إلى وقفات عند كل جزء منه لا يتسع  هذا المقال لها ، وهو على اختزاله واضح المعالم والمقاصد .

واستثمر بعد ذلك الدكتور عصام هذا التعريف لوسطية الإسلام لتقديم النصح للجالية المسلمة في كندا ،وهو مجتمع متعدد الهويات والمعتقدات والثقافات ، يعد نموذجا مصغرا لما يوجد في المعمور من  من مجتمعات  فيها اختلاف بين بني الإنسان  جنسا وعرقا ولغة واعتقادا وثقافة … وقصد الداعية عصام إلى جعل تلك الجالية تتفاعل مع محيطها المتنوع كي تعطي تصورا عمليا وإجرائيا لوسطية الإسلام  لكل شركائها  على اختلاف مشاربهم . وهذا النصح الذي قدمه لهذه الجالية يصلح لكل الجاليات المسلمة التي توجد في نفس وضع الجالية المسلمة في كندا  بل ينفع  أيضا كل المسلمين في أوطانهم .

ويرى الدكتور عصام أن الإسلام دين سلام ، والسلام ضروري في هذا العالم الذي تعتبر مجتمعاته متعددة الأعراق والأجناس والمعتقدات والثقافات … والتي لا مناص لها من التعارف والتعايش والتساكن في وئام وسلم .  ووضع الداعية السوداني أصول سبعة استنبطها من الإسلام  لحصول ذلك وهي كما يلي :

1 ـ ضرورة الإيمان بوحدة الأصل الإنساني .

2 ـ ضرورة الإقرار بالكرامة لمطلق البشر .

3 ـ ضرورة إعمال الأخوة الإنسانية عوض إهمالها .

4 ـ ضرورة الاقتناع بأن الاختلاف في العقائد والأديان هو مشيئة الله عز وجل التي لا راد لها .

5 ـ ضرورة التعارف  مع وجود الاختلاف  بما تعنيه كلمة تعارف من معاشرة وتبادل المعروف .

6 ـ ضرورة اعتماد الحوار الهادىء، والجدال بالتي هي أحسن .

7 ـ ضرورة اعتماد التعامل بالبر ويكون بحسن الخلق ، وبالقسط وهو العدل البالغ درجة الفضل والإحسان .

وبعد ذلك نصح الداعية السوداني الجالية المسلمة في كندا بضرورة التوفيق بين هويتها الإسلامية ،والهوية الوطنية للبلاد التي تحتضنها من خلال تجنب الإخلال بواجباتها مقابل ما تحظى به من حقوق في البلد المحتضن لها .

فما أحوج المسلمين في كل بقاع العالم إلى الأخذ بنصح هذا الداعية والعالم  الجليل خصوصا في الوطن العربي الذي  يشهد صراعات مذهبية  وطائفية وحزبية  وإيديولوجية وسياسية  وفكرية وثقافية …على مستوى الدوائر الرسمية والشعبية على حد سواء . فهل يمكن للمسلمين في الوطن العربي الأخذ بالأصول السبعة ؟ التي نبّه إليها هذا الداعية للخروج من حالة الشتات والخصام والصراع والتطاحن والتدابر والتخوين والاتهام والإدانة …وادعاء كل جهة أو طرف امتلاك الحقيقة والصواب وحدها  دون غيرها ؟

وأخيرا نأمل أن يكون قريبا اليوم الذي ستفكر فيه الشعوب الإسلامية في الأخذ بنصح هذا المفكر العظيم ، ونرجو أن تأخذ بنصحه الجاليات المسلمة في البلاد غير الإسلامية لتكون قدوة للمسلمين في البلاد الإسلامية عوض أن تكون مجرد ناقلة لما يوجد في البلاد الإسلامية من خلافات وصراعات مكرسة لها حيث تعيش، فتعطي بذلك  صورة خاطئة ومشوهة عن الإسلام دين السلام والوسطية والاعتدال وصيانة كرامة بني الإنسان.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *