ذة. سليمة فراجي
في زمن الجائحة تحدث البعض بل رجح نهاية احادية الاقتصاد الامريكي وتم التنظير لتعددية قطبية ، وانهيار الهيمنة السياسية للغرب المعاصر ،لفائدة الصين وروسيا وبلدان اسيوية في الوقت الذي ستعاني فيه دول الاتحاد الاوربي وبريطانيا من مستقبل غامض
وسابقا توقع المفكر الالماني اوسوالد سبينكلر في كتابه « سقوط الغرب » انهيار الحضارة الغربية بعد وصفها بالحضارة  » الفاوستية « نسبة الى يوهان فاوست ، والتي باعت روحها للشيطان مقابل المكاسب المادية وملذات الاستهلاك ، اذ فرضت هذه الحضارة هيمنة وسيادة عالمية بناء على القوة المادية، وبمفهوم الازدهار والتقهقر الذي درسناه في تاريخ الامم، فان القرنيين 19 ونهاية القرن العشرين يعتبران قمة ازدهار الحضارة الغربية ، وان بداية القرن 21تنذر ببداية النهاية le commencement de la fin
علما ان المفكر شبينكلر يؤمن بان التألق
والتمكن من العلوم الحديثة هو خاصية العقل الغربي الفاوستي وحده ، على اعتبار انه حسب رأيه ان الامم الشرقية روحانية وغير مؤهلة لاستيعاب العلوم المادية ، لذلك يرى ويستخلص بعجرفة ونوع من العنصرية انه اذا انهارت والحضارة الغربية فستعم الفوضى والفراغ والحروب!
فهل سيتم مستقبلا التركيز على الانسان كمحور الكون ، ام سيتم اخضاعه لاوثان التقنية ونزع الانسانية وانحطاط قيمها ؟