الجزائر : ثلاثاء الاصرار على عدم الاعتراف بالرئيس » تبون »

مروان زنيبر
بالرغم من الحداد الذي تشهده البلاد لمدة ثلاثة أيام عقب وفاة رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح ، إلا أن المتظاهرين فضلوا السير في الشوارع والتمسك بمطالبهم المتعلقة بضرورة إحداث تغيير جذري في النظام وعدم الاكتفاء باستبدال الواجهة فقط، وبضرورة رحيل ما أسموها بـ » العصابة ».
ورفع الطلبة في ‘ثلاثاء الاصرار’ شعارات تؤكد استمرار الحراك، رافعين شعارات تطالب بـ »الدولة المدنية »، حيث كتب على يافطة رفعها متظاهرون « معركتنا الانتقال من دولة عسكرية إلى دولة مدنية ». كما جدّد الطلبة والمتظاهرون رفضهم لنتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 من دجنبر، وأفرزت فوز عبد المجيد تبون، الذي يعتبره نشطاء الحراك استمرارا للنظام الفاسد، واصفين تلك الانتخابات بـ »المسرحية »، واعتبروها « صورة من صور استمرار الحكم الفردي ».
و أهم ما ميز المظاهرة الطلابية الـ 44 و التي شارك فيها نخبة من الشعب، هو التشبث بضرورة إطلاق سراح المعتقلين كـما رددوا شعارات « أطلقوا ولادنا مباعوش الكوكايين » (أي أطلقوا سراح أولادنا فهم لم يتاجروا في المخدرات)،في اشارة واضحة لابن ال « تبون » كما دعوا لإطلاق سراح المجاهد لخضر بورقعة، الذي تم حمل صوره بكثرة.
و عززت قوات الشرطة من تواجدها في الساحات والشوارع الرئيسة، بالتزامن مع تحضيرات مراسيم تشيع جنازة الفريق أحمد قايد صالح، التي ستقام الأربعاء بقصر الشعب وسط العاصمة، ليشيع بعدها إلى مثواه الأخير بمربع الشهداء بمقبرة العالية بعد صلاة الظهر.
و في موضوع دي صلة شكك مراسل صحيفة « الإندبندنت » بورز دراغي المتخصص في الشؤون الدولية في وفاة الرجل القوي “قائد الأركان الجزائري الفريق أحمد قايد صالح” و قال بالحرف ان وفاته تعزز الشكوك في الجزائر ، حيث سيطر على القوات المسلحة لعقود ، منذ كان قائدا للقوات البرية خلال حقبة التسعينات المريرة في البلاد واستمر في مراتب عسكرية عليا لأكثر من عقدين ويعتبر أن قايد صالح كان هو المحرك الحقيقي للأوضاع في البلاد خلال الفترة التي تلت الإطاحة بالرئيس عبدالعزيز بوتفليقة عقب المظاهرات المعارضة إذ “سرعان ما انقلب على رئيسه مدعما جهود الإطاحة به”.
من جهة اخرى ، و بمجرد إعلان وفاة قايد صالح، عادت إلى أذهان المتتبعين للشأن الجزائري ظروف وفاة سابقه في المنصب الجنرال محمد العماري الذي أعلن أيضا عن وفاته إثر أزمة قلبية طرحت العديد من التساؤلات، وفاة كبار ضباط الجيش لم تتوقف عند رئيس الأركان بل كان نفس المصير ينتظر الجنرال إسماعيل لعماري نائب رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية و الذي قاد بنفسه المفاوضات مع ما يسمى بجيش الإنقاذ إلا أنه توفي هو الآخر بنفس المرض بعد معارضته لتمديد عهدة بوتفليقة الرئاسية.
Aucun commentaire