من ثمرات المنابر …الخطبة 9 : أهم مميزات مؤسسات الدولة النبوية : وزارة المالية، والاقتصاد ، ووزارة الشؤون الدينية
الخطبة التاسعة: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.. أما بعد أيها المؤمنون،
ومن المؤسسات النبوية التي قامت عليها دولة الإسلام:
14- وزارة المالية، والاقتصاد: فقد كان يأمر الولاة على الأقاليم بجبي الصدقات والجزية وأخماس الغنائم والخراج، والعشور إلى غير ذلك من أموال الدولة أو يبعث سعاة مختصين بجمعها ودفعها إلى بيت مال المسلمين، منهم معاذ بن جبل إلى اليمن، وأبو عبيدة بن الجراح إلى البحرين ، ثم يقوم بتقسيمها بين مختلف طبقات المسلمين وفق معايير محددة، كما كان يؤدي الديات، ويغشى الأسواق ويباشر مراقبة البيوع والسلع، وكلها تصرفات مالية تدل على وجود نظام مالي إسلامي دقيق منذ هذا العهد المبكر..أوما يوافق اليوم ما يعرف بوزارة المالية.
ومن ذلك أيضا:
15- وزارة الشؤون الدينية: ثم نأتي أخيرا – في ترتيب الكلام، وإن كان أولا في اعتبار المقام- إلى مؤسسات الدولة النبوية في جانب الأمن الروحي، حتى لا نقول في الجانب الديني، لأن كل ما سبق ذكره يعتبر في الإسلام دينا قيما، وعبادة شريفة، مأجورة.. فقد كان له مساجد وأئمة ومؤذنون بالأجرة، وأوقاف وأحباس، وهذه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحذافيرها.. وقد حدد لمؤسسات المساجد مهام معينة منها: – اتخاذ منظف يصونها عن الأذى والامتهان. – تعيين إمام للصلاة، والخطبة.. – تعيين مؤذن معلوم [ وقد كان مؤذن مسجده الرسمي هو بلال وقد ينوب عنه ابن أم مكتوم،أو سعد القرظ..]. – ضبط أوقات الصلاة – مراقبة وتوجيه أئمة المساجد إلى مراعاة ظروف المصلين (إذا أمَّ أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة) – التحذير من مساجد الضرار التي تكيد للدين الصحيح، السمح، وإيقاف نشاطها نهائيا – اتخاذ المسجد فضاء لتعليم الناس جميع أحكام الدين من فرائض وغيرها – الاهتمام بالمصحف الشريف كتابة، وحفظا وتلاوة، ومدارسة.
– السماح بتقاضي أجرة، أو هدية عن الأعمال الدينية لقوله :إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله، وقوله لبني شيبة حفظة الكعبة:كلوا مما يصلكم من هذا البيت بالمعروف. وأرسل يوما شاباً صغيراً إماماً يعلم النساء فاشترين له ثوبا، فلم ير في ذلك بأسا… أيها المؤمنون، هذه لمحات سريعة، وومضات مختصرة، تهدف إلى الكشف عن ملامح الدولة النبوية، وتشير إلى الجذور الأولى لابتناء هذه المؤسسات، كما أنها تؤكد اهتمام رسول الله بالشئون الدينية والدنيوية أي بقيادة الدولة بمعناها الواسع المتعارف عليه اليوم بما يشمله من وزارات ومؤسسات مختلفة، ومن شاء التفصيل فعليه بمصادره من كتب الفقه الإسلامي.. وقد تبين أنه كان سباقاً إلى كل هذا في مجتمع المدينة، فكيف يقبل عقل سليم أن الإسلام دين بلا دولة… والحمد لله رب العالمين
Aucun commentaire