Home»International»الحرب بين مفهومنا ومفهومهم

الحرب بين مفهومنا ومفهومهم

0
Shares
PinterestGoogle+

لست في حاجة لصبر أغوار النفس البشرية حتى أعلم أنها تكره القتال وتعافه, ولا تأتيه إلا وهي كارهة, و في مقابل ذلك هي شديدة الحرص على الحياة مطمأنة لها.وهذه حقيقة يقرها رب الأنفس الذي خلقها فسواها. إذ يقول ((كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهم شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون)).ومع ذلك فالقتال ضروري للحياة البشرية ضرورة الملح للطعام .ولولاها لما استقامت الحياة على هذه البسيطة ولفسدت الأرض وبغى أهلها بعضهم على بعض .ولربما أدى ذلك إلى انقراض النوع البشرى. وهذه حقيقة أخرى يقرها القرءان الكريم ((ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين)) إن الإسلام لم يشرع القتال لأهله إلا لرد الظلم, ودفع العدوان,وجعل كلمة الله هي العليا ,وإرجاع الحكم والملك له وحده.(( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير الذين أخرجوا من ديارهم إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز))سورة الحج40 يرى يوسف القرضاوي[أن قتال المسلمين هنا ليس دفاعا عن دينهم ومساجدهم فقط لكن عن الصوامع والبيع والصلوات من معابد اليهود والنصارى] .إن الاختلاف في المنظومة الاجتماعية, والاختلال في القيم الإنسانية ,والانهيار الأخلاقي يدعو إلى التدافع. حتى يعود الاعتدال ,ويظهر الحق, ويزهق الباطل. وفيما عدا ذلك((فإنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا )) .ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طلب ملاقاة العدو فقال((يأيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموه فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف))

لكن الإسلام دين واقعي وهو يرى أن الحرب لا محالة مفروضة عليه ومن ثم وضع لها قواعد وأوصى محاربيه بوصايا لا يجوز لهم تجاوزها .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يروي عنه أنس رضي الله عنه ((إذا غزى قوما لم يغز حتى يصبح)) (( وكان إذا جاء قوما ليلا لا يغير عليهم حتى يصبح)) لأنه صلى الله عليه وسلم كان لا يريد أن يجمع على عدوه الحرب والظلام لأنه لا يريد أن يروع المريض, والعاجز, والصبي, والمرأة, وحتى المسالم الذي لا يحمل سلاحا. لأن الله جعل الليل سكنا,وجعل الفتنة أشد من القتل.
ولقد أوصى صلى الله عليه وسلم قواد سراياه وجيوشه فقال:(( لا تغدروا لا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ولا تقتلوا امرأة وتقطعوا شجرا)) ((وإذا مررتم بقوم فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له)). وفوق هذا فقد أوصى بالأسير خيرا فقال :(( فكوا العاني يعني الأسير وأطعموا الجائع وعودوا المريض)) وأوصى من بعده خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم بما أوصى به.
فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يستنكر بشدة قطع رؤوس العدو كما يفعل الروم والفرس بأعدائهم لأن الإسلام يحترم الإنسان حيا وميتا .ولم يجعل الحرب انتقاما وإنما تدافعا لإرجاع الحق إلى نصابه.ولقد أوصى رضي الله عنه زيد ابن أبي سفيان لما بعثه إلى الشام فقال:((إني أوصيك بعشر خلال :لا تقتل امرأة ولا صبيا ولا كبيرا هرما ولا تقطع شجرا مثمرا ولا تخرب عامرا ولا تعقرن شاة ولا بعيرا إلا لمأكله ولا تغرقن نخلا ولا تحرقه ولا تغلل ولا تخبن)) .وفوق كل هذا وصية المتعالي الكبير ((وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين))(( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم))
أين وصايانا هذه من وصاياهم ؟وأين مفهومنا للحرب من مفهومهم؟دخلوا العراق ومن قبله فلسطين و أفغانستان فعاثوا في الأرض فسادا دمروا البيوت على أصحابها روعوا الضعفاء والمعوزين انتهكوا الحرمات غير آبهين بكرامة الإنسان كإنسان خطفوا الأبرياء وعذبوهم في سجون سرية وأخرى علنية كسجن أبو أغريب وسجن كواتانامو وفضائحهما لا تخفى على أحد. سرقوا البيوت أثناء تفتيشها بحجة البحث عن الإرهاب طائراتهم تمطرا يوميا آلاف الأطنان من القنابل على رؤوس المدنيين العزل, مخلفة دمارا شاسعا .حتى الكنائس والمساجد لم تسلم من قصفهم .شردوا خمسة ملايين فلسطيني خارج وطنهم .جرفوا أرضهم وحرقوا حقولهم وأبادوا أشجارهم وجوعوا صبيانهم ثم قالوا: [مسؤوليتنا أن نحول البلد إلى ديمقراطية مستقرة مزدهرة]. يا سادة نحن لا نريد ديمقراطية ولا حقوقا إنسانية. بل نريد أمنا وخبزا وحرية معتقد ولباس. نريد استقلالا,ورؤوسا مرفوعة, ولا نريد مذلة ولا هوانا.
دخلوا بغداد الرشيد ولسان حالهم يقول: دمروا الشرق أبيدوا أهله اطمسوا حضارته. ويوصي بوش جنده قائلا: يجب أن نعمل على إنهاء المصادر المزمنة للمرارة والصراع في الشرق الأوسط وقتل كل مقاوم لأنه إرهابي,فمن ليس معنا فهو ضدنا. نريدهم أمواتا أو أحياء. أصبحنا نسمع أو نقرأ يوميا أخبارا مفادها العثور على عشرات الجثث مقطوعة الرؤوس وعليها أثر التعذيب بالمثاقب الكهربائية ,واغتصاب العشرات من النساء والأطفال.بل أصبح الشخص يذبح لأن اسمه عمر حتى قالت وسائل الإعلام أن عمر هو الشخص الأقل عرضة للأمن ,يقتلون العزل وهم معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي والأرجل .
الحرب عندنا لها وضيفة اجتماعية دينية وإنسانية تلتزم بأخلاقيات .أما عندهم فهي نهب وسرقة للثروات, وهدم للحضارات, وظلم واستغلال بشع للإنسان. قتل وسفك للدماء بدون تمييز. ,باسم محاربة الإرهاب, وباسم الديمقراطية وحقوق الإنسان يقتلون ويقتلون, ولا يتورعون عن ارتكاب كل قبيح وشنيع في حق الشعوب من أجل مصلحتهم. وصايانا رحمة وكرامة للإنسان ووصاياهم كذب وغدر ورشوة وخداع.يا غارة الله جدي السير مسرعة فانتصري للمستضعفين والمظلومين وانتقمي من كل معتد أثيم.يا غارة الله نحن بانتظار مددك فالنساء تسبى والأطفال تقتل والشعوب تشرد ونحن مغلوبون. يا رب فانتصر

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. المغرب - عرض فيلم يتضمن "جنسا" بين مسلمة
    16/06/2006 at 18:56

    لم تجرؤ سوى دار عرض سينمائية واحدة في المغرب على عرض الفيلم المغربي المثير للجدل « ماروك » وهي قاعة « ميغارما » الموجودة في الدار البيضاء، في الوقت الذي ما يزال أصحاب دور العرض منقسمين ما بين مترددين في عرضه في انتظار ما قد يسفر من تداعيات وسط جمهور المشاهدين وبين رافضين لعرض فيلم يتناول قصة حب بين شاب يهودي وفتاة مسلمة ويضم الكثير من المشاهد الجنسية بينهما.

    وإلى جانب هذه العلاقة فإن سيناريو الفيلم يحتوي على ألفاظ نابية ومشاهد أخرى « أعلت من شأن الديانة اليهودية، وقللت من شأن الإسلام » كما يؤكد النقاد السينمائيون الذين عبروا عن استيائهم وصدمتهم من هذا العمل، بحسب صحيفة « الوطن » السعودية.

    ويتوقع المهتمون أن يفجر الفيلم الكثير من الجدل لدى الجمهور كما حدث بين السينمائيين الرافضين له حين عرضه قبل شهرين في مهرجان السينما المغربية الأخير الذي احتضنته مدينة طنجة حيث اتهم جل النقاد المغاربة ليلى المراكشي مخرجة وكاتبة سيناريو الفيلم بأنها « جعلت من الشخصية اليهودية بطلا وضحية وجعلت من المغاربة التوابع والخدم واللصوص وبائعي الحشيش بطريقة لم يستطع أي فيلم أجنبي أن يقدمها عن المغرب ».

    وكان كثير من النقاد و المخرجين هاجموا الفيلم بضراوة حيث اعتبر المخرج محمد عسلي أن ليلى المراكشي « ضحية مؤامرة دنيئة لتخريب قيم العروبة والإسلام فليس هناك في الفيلم ما يدعو للتسامح بقدر ما يسيء للسينما المغربية ». ويؤكد أن مجمل الفيلم يلغي ما هو مغربي وعربي ويزكي ما هو صهيوني وفرانكفوني التوجه. وأضاف الناقد السينمائي محمد الدهان أن الفيلم « يخدم أهدافا صهيونية ويجعل من الشخصية اليهودية القوة المتميزة القادرة على الوصول إلى أي مكان تريد، فهو يظهر شخصيات إسلامية جامدة ومنافقة، ويظهر البطل اليهودي بشكل إيجابي ». فيما وصفته نقابة المسرحيين المغاربة بأنه جاء لتكريس « الاستعمار الثقافي والولائية الفرانكفونية الجديدة ».

  2. تعليق على التعليق
    16/06/2006 at 18:56

    اقول لأخي صاحب التعليق اعلاه -رغم وجاهة ما اختاره من جريدة معينة – ان التعليق يقتضي وجود صلة مباشرة بموضوع المقال اعلاه ، اما باثرائه بالمزيد من المعارف والمعلومات، او معارضته بحقئق مغايرة …الخ وهذا توخيا لتحقيق الفائدة لدى القارئ. اما ان يكون اخي صاحب التعليق قد اصطنع علاقة غير مباشرة بين توجه المقال والتعليق الذي يبرز نقيض ذلك فان هذه العلاقة لا تحقق وظيفة التعليق المشار اليها اعلاه . ولا اعتقد ان جل المغاربة يوافقون على فكرة الفيلم ولا يزكون توجهه ، انما لذلك حديث آخر يرجى ان يطرق في مقال خاص .

  3. Abou Ahmad
    16/06/2006 at 18:56

    Ces derniers temps le mouvement sioniste cible le monde arabo-musulman en géneral et le maroc en particulier pour intègrer la notion d’antisimitisme dans les législations. Si cela continue comme cela, on va pas tarder à comdamner un musulman parce qu’il a osé critiqué un juif voir après critiquer un sioniste. Je pense que ce film va dans ce sens, et toutes les activitès culturelles judéo-chrétienne à l’image de la soirée qu’a présenté la chaine france 2 à Marakech et au cours de la quelle certains invités ont insisté sur le fait que le confli palestinien doit rester entre les palestiniens et les sionistes et ne doit pas dépasser les frantières de la palestine, en d’autres termes « laisser les palestiniens se démerder tout seul ». Et je pense qu’ils sont en train d’infilter 2M comme ils ont fait avec toutes les chaines françaises. Et je voudrais ajouter un mot, pour commenter le commentaire de celui qui a commenté : laisser les gens s’exprimer du moment qu’isl ne disent pas d’insultes.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *