Home»International»قراءة في كتاب عن الرئيس بوتفليقة -4-

قراءة في كتاب عن الرئيس بوتفليقة -4-

0
Shares
PinterestGoogle+

تذكير : الكتاب للصحافي الجزائري محمد بنشيكو القابع خلف قضبان سجن الحراش بالجزائر والذي لم يشمله العــفـو الـرئاسي الأخير//.

نـجح المبعوث في مهمتــه، باستقطابه للسيد أحمـد بن بلــة الذي سيدخل الى الجزائر في سنــة 1962 مرشحا لكرسي الرئاسة، وكما دخل اليها سيغادرها كدلك بالدبابات والدم الجـزائـري سنة 1965.

كما سبقت الاشارة ، فقد استقدم بن بــلة حين ابان عن استعـداده للتعامـل مع مؤسسة الجيــش، وكان لابد من فرضــه على الحكومــة المؤقتـة آنذاك ، وعلى مختــلف الشخصيــات السياسيــة المرموقة في الجزائر ،فبـدأ النـزاع حـول تشكيــلة المكتـب السياسي الأول لجبهــة التحرير الوطنــي ، وكـان كل من بومدين وبن بلـة يريـدان ابعــاد وزراء الحكــومـة المـؤقتـة عن تشكيــلة مكتب الحــزب، وقـد انتهــى الصراع بموت الحكــومة المؤقتــة .. وأمام احتجــاج الولايتيــن العسكريتيــن الثالثة والرابعة على المكتــب السياسـي للرئيس بن بــلة ، يقوم هـذا الأخيـر باستـنفــار جيش الحــدود وكذا جيوش الولايات 1 و 2 و5 و 6 وقامت حـرب شبيهــة بتلك التي انتهت قبل وقت قصيـر ضد المحتــل الاجنبي ، عاشت الجـزائر على وقعها صيفـا ساخنــا ، تـخلـلتـه احـداث دامية ، ولم تتـوقف الا بقيــام مظاهرات شعبيــة رددت شعــار " سبـع سنين بركات" وقد كانت حصيلتـهـا ألف قتيــل كما حـدد علي هارون في كتابه l’été de la discorde
هكــذا، وعلى جثـث الجـزائرييـن ، يصل الجيش الى ســدة الحكـم بقيادة الرئيـس بن يلة الذي قبل شروط اللعبــة ، غير الخــلافات التـي نشبت بعد ذلك بين بن بلـة وبومدين والتي تورد لها اسباب عديدة لايتسع المقام لذكرها ، سيبعد بن بلـة بتدبيـر محكــم من طرف وزير خارجيته ع العزيز بوتفليقــة .
لقد أقــال بن بـلة وزيــر خارجيته بوتفليقــة عشيــة انعقـاد القـمـة الأفروآسيويــة بالجزائر ، غير ان الوزير المعزول طلب مهلـة للتخلي عن منصبـه ، وكان له ما أراد ,وخلال تلك المهلـة يقـوم بنسج خيوط مؤامرتـه مع هواري بومدين ، وتحت وطـأة وحدة الخلافات ستزور ثلـة من الضبـاط مقر اقامـة بن بلــة زوال يوم 19 يونيـه 1965 مبلغــة اياه بأن مجلسا ثوريا قد أعفــاه من مهــامه ، وان أمـامه بعض الدقائق لارتداء ملابسه ومرافقتهــم ، فانصاع بن بلـة دون ان ينبس ببنت شفــة.
لقــد كان ع العزيز بوتفليقــة وراء اختــيـار أول رئــيــس عسكــري للجــزائــر ، وكــان هو أيضــا وراء خلعــه لصــالح نفس القــوة . انهــا حلقــة من سلســلـة تتـلون بين الحيــن والآخــر ، تغــير لهجــتــها ، تتنكــر في أزيــاء مختلــفــة ولكن جــوهــرها هـو هــو باق كما بــدأ.
ان احــداث صيف 1962 الداميــة لا تكــاد تذكــر ، الا حين يتــم تصفـح تاريخ الجزائر الحديث ، ولولا يقظة الشعب الجزائري آنذاك لكانت النتـائج اكبر وخامــة ، لأن الصـراع على السلطة بين القيادة السياسية والقوة العسكرية ما كان لينتهي بسهولة على موائد التفاوض …
ان كل الوقائـع والقرائـن تشيــر الى ان ابعــاد بن بلــة باستعمال القـوة كان بتدبير وايعــاز من بوتفليقــة، فقد قــام بتحــريض بومدين ودفعـه في اتجــاه النهج العسكــري الديكتاتوري ، وفي ما يلـي بعض الشهادات الدالة على صحة ذلك : صرح بومدين لبلعيـد ع السلام :" أتريدنــي أن أصبـح ديكتاتورا ؟لا لن أكون كذلك ."
وغـداة عودتــه من القاهـرة طمــأن بومديــن الحــاج بن عــلــة ، وهو قيادي في جبهــة التحرير ، معبرا عن ولائــه واخلاصــه لمؤسـســات الجمهوريــة . وحسب هيرفي بورجيس فان بومديـن لم يكن ذلك الرجل المتحمـس للآنقلاب على بن بلــة . أما عبد القــادر يفصــح الجامعي الجزائري فانه يـرى ان انقلاب 1965 تفســره صراعات داخـل الجيــش ، ومصالحــه ..وقوة نفــوذ جمــاعـة وجــدة في الحقل العسكــري ..
ومـمـا أوغــر صــدر بومـديـن على بن بلــة وأجـج خلافــاته معــه – اضافة الى ما سبق – هو ما أوحــى به بوتفليقــة الى بومديــن ، من أن تــرأس بن بلـة للقمــة الأفروآسيوية ستكسبــه قوة كافيــة لازاحـة كل خصومه..
لقد استطــاع بوتفليقــة ان يساهم في اقرار نظام عسكري ممــوه بالجزائر ، امتــد لمـدة غير يسيــرة ، وسيعــود هو الى زعامتــه منــذ 1999. وقد لا يعنينا ما أورده صاحب الكتاب من حقائق تشير الى ما غنمــه النظام واتباعه من خيرات وموارد وامتيازات ، وتكفي الاشارة الى ملفات بارزة كآل شرفاء والاستثمارات الخليجية،وقضية الثري خليفة والهاتف الخلوي…واضافة الى هذه الحقائق الجزائرية الداخلية من أفواه واقلام جزائرية ، يمكن تقصــي البعد الخارجي المرتقب والمرتجى من استمرارية النظام العسكري بالجزائر والمتمثل في مناوراته ومؤامراته ضد الوحدة الترابية للمغرب ، واكبر دليل هو استمالته لبعض الدول الافريقية الضعيفة تحت اغراء المال وترديد الشعارات ..وما غايته سوى احراز الهيمنــة الافريقية ، والحصول على منافذ بحرية لبتروله وغازه ….
لقد حاولت في قراءة ما سبق من الكتاب ان ابرز الرجل " العسكري" في جبة مدنية ، وقد كنت اميل في ذلك الى التركيز على جوانب شخصية ع العزيز بوتفليقة التي قد تفيد في اضاءة راهـن قضية الصحراء المغربية ،وسأحاول لاحقا اجراء قراءة في سجله الدبلوماسي انطلاقا من الكتاب نفسه(يتبع)

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. جزائري غيور على وطنه ورئيسه
    16/06/2006 at 18:56

    كفاكم هروبا الى الامام والنبش في الماضي فالصحراء الغربية ستنتصر باذن الله ونحن وراكم والزمن طويل فنحن الجزائريين نحب الرحل هواري بومدين أكثر من أنفسنا كما نحب ونعز فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية السيد عبد العزيز بوتفليقة حفظه الله
    وفي الأخير أنا كجزائري غيور أقول لكم تمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *