Home»International»التلوث المسكوت عنه

التلوث المسكوت عنه

0
Shares
PinterestGoogle+

التلوث لفض يقصد به عدم النقاوة أي اختلاط عناصر ضارة وغير صحية بعناصر أخرى ضرورية للحياة,كالماء والهواء والغذاء,فتجعلها غير صالحة للاستعمال,على الرغم من أنها أساسية لاستمرار كل كائن حي سواء كان إنسانا,أو حيوانا ,أو نباتا.وهذا ما يطلق عليه في الاصطلاح العلمي ,التلوث البيئي.
أعتقد أني لست في حاجة لأذكر بأضرار التلوث وما يصاحبه من أمراض عديدة ومتنوعة ,من السرطان إلى الحساسية , دون أن أستبعد الأمراض النفسية.وإنما سأتحدث عن تلوث يحدث في كل لحظة وعلى مرأى ومسمع من الكبير والصغير,والمرأة والرجل ,وأمام المواطن العادي ورجل السلطة المسؤول. ولا أحد ينكر أو يستنكر لأن الكل مذنب والكل مقصر في مسؤولياته .نعم كل منا يرى ويلاحظ أن مدينتنا تحولت إلى مرحاض شاسع كشاسعتها دون أن نستثني الأحياء الراقية والشوارع الرئيسية .فكل زاوية أو بيت مهجور أو حائط مؤسسة عمومية هوعبارة عن مرحاض يتبول و يتغوط فيه الناس. فمحيط الثانوية العريقة عمر ابن عبد العزيز والسينما باريس وبعض الأزقة القريبة والمحيطة بولاية الأمن المركزية لا تستطيع أن تمر أمامها من كثرة البول والبراز و الروائح الكريه .أما عن محيط المركز فحدث ولا حرج. إن الناس وتحت ضغط قضاء حاجاتهم البيولوجية لم يعودوا يكترثون بالمارة ولا بالإخلال بالحياء العام خصوصا في زمن أمراض البول السكري, وكثيرا ما يلجأ المستحيي وذو المروءة إلى المؤسسات العمومية أو مقهى إن كان زبونا طبعا, ويسأل عن مرحاض يستره. وللمضطر أعذاره .
في أواخر الستينات وأوائل السبعينات كنت أعرف إثنى عشر مرحاضا عموميا تحولت كلها إلى محلات تجارية. إلا أربعة :الأول بالقرب من ساحة العطارين ,والثاني في الحديقة المقابلة لمحكمة الاستئناف, والثالث في بداية طريق المغرب العربي ,والرابع في سوق الإسكافيين.غريب أمر مدينتنا بلديتها حولت المراحيض الموروثة عن الاستعمار إلى محلات تجارية ,ومحسنوها الذين بنووا أزيد من مائتي مسجد جامع عجزوا عن توفير بضعة مراحيض للمضطر الغريب وللمريض, في حين تعتزم سنغافورة إنشاء كلية للمراحيض حتى تغير الاعتقاد السائد المهين لوظيفة تنظيف المراحيض ,وتخصص لخريجيها رواتب عالية لمشاركتهم في المحافظة على الصحة العامة .إن توفير مراحيض عمومية أمر ضروري وملح خصوصا بالنسبة لأمة ارتبط دينها بشرط الطهارة .فهذا رسولنا الكريم يقول:{إياكم والجلوس على الطرقات ,فقالوا ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها .قالوا وما حق الطريق قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر}متفق عليه .وقال صلى الله عليه وسلم {الإيمان بضع وسبعون شعبة أفضلها قول لا إ لاه إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الإيمان} رواه أبو هريرة.
والأذى أنواع غير ممكن حصره ولكنه ينصب كله في نظافة الطرقات والأماكن العمومية كالحدائق والمجالس العامة, وعدم تلويثها بالأوساخ والنجاسات والقاذورات ,ناهيك عن البول والتغوط فيها .
إذا كان فقهاؤنا يعتبرون الأكل والشرب في الطرقات مخلا بالآداب والمروءة فماذا نقول في من اتخذ من طرقات ومجالس الناس مرحاضا له يقضي فيه حاجته البيولوجية وله العذر طبعا {فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه}فالإثم على أهل المدينة التي لم توفر لساكنيها ولا زائريها بيوتا للنظافة تلبي حاجتهم وتبقي على حيائهم وتجنهم اللعن.قال صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة:{اتقوا أللعنين أي الأمرين المسببين للعن الناس قالوا : وما اللاعنان قال:الذي يتخلى أي يتبرز في طريق الناس وظلهم }رواه مسل

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. محيط الولاية هو ايضا
    16/06/2006 at 18:56

    ان محيط الولاية ياحسرتاه هو ايضا اصبح يزكم الأنف بروائح البول المنبعثة منه ، خصوصا الساحة المجاورة للولاية والمقابلة لنيابة التعليم …فالله ان الأنسان بالفعل يستحي ان يمر بهذا المحيط مع أحد الغرباء او الأجانب …..والفضيحة الكبرى هو ان العديد من الأجانب = السياح يوقفون حافلاتهم بهذا الكان امام الكنيسة والتي صار بابها هو الآخر مرحاض …..على كل حال وبدون شك ان السيد الوالي يمر يوميا من هذه الأماكن فكما أمر بازالة السياجات المحيطة بحدائق العديد من المنازل نتمنى ان يعطي اوامره للمسؤولين في البلدية ببناء المراحيظ في جميع المناطق الحساسة بالمدينة …..

  2. وقد تشغل الشباب العاطل
    16/06/2006 at 18:56

    عفوا … ومعذرة …. لكن قد تشغل المراحيظ العديد من العاطلين والبطالين … لا سيما كبار السن الذين يعولون عائلة …. فقد تتخذ المراحيظ وسيلة لمحاربة نوع معين من البطالة …. ولم لا ……

  3. متتبع
    16/06/2006 at 18:56

    أشاطر اخي عمر في ان المسؤولية في ما يحدث تقع على عاتق الجهات الوصية على تدبير شأن مدينتنا ، واضيف ايضا مسؤولية المواطنين انفسهم اذ ما ذكر من افعال مشينة لا يقع دوما من اناس غرباء عن المدينة ، بل من قاطنين مفتقدين لآداب التعايش المدني وللحس التربوي والجمالي ،ناهيك عن اوامر الشرع ونواهيه. والواجب يقتضي – بعد توفير البنيات الضرورية قي هذا المجال – اللجوء الى العقوبة والزجر لتربية المرتكبين لهذه الافعال المشينة، فقد يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

  4. cherifa d'oujda
    16/06/2006 at 18:56

    je voulais remerier l’auteur d’avoir poser ce sujet qui est tres important et tout le monde veut le rendre invisible. je me demande quand est ce que on va nous rendre compte de nos graves fautes

  5. أتمنى
    16/06/2006 at 18:56

    أتمنى أن يصور أحد الزائري للموقع هذه المراحيض الفضائية أو الطرقية فيلما عن طريق الفيديو دون أن يفضح أو يكشف المتعملين حفاضا على كرامتهم وأن يطلع عليه المسؤولين الذين لايخرجون من مكاتبهم أو لا يكترثون بهذا النوع من التلوث وله الشكر

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *