هكذا تكلمت زينب عبد العزيز -1- « امرأة أفضل من مليون عالم من علماء الأزهر »
أحمد الجبلي
لمن لا يعرف الدكتورة زينب عبد العزيز نقول له: إنها المرأة التي قال فيها شيخ الأزهر جاد الحق علي جاد الحق: » تساوي أكثر من مليون عالم من علماء الأزهر » لأنها كشفت حقيقة مؤتمر القاهرة ومؤتمر بكين الذين انبثقت عنهما أخطر الوثائق المدمرة للأخلاق والقيم وتماسك الأسرة واستقرارها.
فهي باحثة أكاديمية من الحجم الكبير، ومفكرة مقتدرة، ومجاهدة ومناضلة شرسة، وفنانة عالمية ترسم اللوحات الزيتية وفق المنهج والمعايير الإسلامية، وناقدة مخيفة ومرعبة ترعب أعداء الإسلام وأعداء القرآن والمنافقين من أمتنا، وكاتبة متميزة حيث كرست جهودها على مدى حياتها للدفاع عن أخطر القضايا التي تؤرق الأمة الإسلامية، نشرتها في صفحات أزيد من عشرين كتابا حتى تبقى الحقائق ناصحة البياض يطلع عليها الباحثون وطلبة العلم والأجيال تلو الأجيال.
حصلت على الدكتوراه في الحضارة وتاريخ الفن، لتصبح بعد ذلك رئيسة شعبة الأدب والحضارة الفرنسية بالأزهر الشريف وبجامعة المنوفية أي رئيسة شعبة في جامعتين اثنتين نظرا للحاجة الماسة إليها والتفرد في تخصصها، وكأنها درست الحضارة الغربية لتستعملها سلاحا للدفاع عن عقيدة الإسلام والتمكن من آليات البحث في جذور المؤامرات التي تحاك ضد الإسلام. كتبت باللغة الفرنسية كما اللغة العربية تفضح المؤامرات الخبيثة التي تستهدف الإسلام مثل مخططات الفاتيكان والصهيونية العالمية والماسونية والعلمانية ومختلف التيارات الهدامة بما فيها تيار ما يسمى بالفن الحديث الذي يؤسس للعبثية وتدمير القيم، وكان دائما سلاحها في ذلك العلم والمعرفة ومقارعة الحجة وبالحجة وبالوثائق الدامغة، امرأة قل نضيرها، توجست خيفة من التخصص أو الحديث في العلوم الشرعية احتراما لها وإجلالا، ولكنها وجدت نفسها مرغمة أن لا تخوض في العلوم الشرعية فحسب بل متعاملة مباشرة و وجها لوجه مع ما هو أقدس وأجل وهو التعامل مع القرآن الكريم، حيث كانت الانطلاقة عفوية وكأن الله تعالى قد ساقها سوقا لتحضر الحفل التكريمي الذي أقامته النخب الثقافية والإعلامية والشخصيات البارزة في مصر احتفاء بالمستشرق الفرنسي جاك بيرك وعضو مجمع اللغة العربية تكريما له على ترجمته للقرآن الكريم باللغة الفرنسية. وبما أن على هامش هذا الحفل أقيم معرض خاص لهذه الترجمة أخذت الدكتورة زينب نسخة منها حينها وبدأت تلقي عليها نظرة سريعة، ولكونها أستاذة أكاديمية متخصصة في الفرنسية اكتشفت أن هذه الترجمة تعمل على تشويه القرآن الكريم وأن نية صاحبها واضحة من خلال تعمده ترجمة العديد من كلمات القرآن بكلمات أقل ما يقال عنها أنها تقتل الروح الربانية النورانية التي يتسم بها القرآن وتحوله إلى مجرد كتاب دنيوي عبثي لن يزيد قارئه إلا ابتعادا عن الإسلام. وأثناء مداخلتها المحرجة انقلب ضدها المطبلون والمزمرون لجاك بيرك، فعمدت إلى كتابة كتاب ثمين تفضح فيه ترجمة جاك بيرك سمته: « ترجمات القرآن الكريم: وجهان لجاك بيرك » ومن حينها كرست عشر سنوات من عمرها منكبة بالبحث والتنقيب في كل الترجمات فقامت بدراسة ثلاثين ترجمة والتي قد وجدتها كلها تعمل على تشويه القرآن الكريم بطرق أكثر بشاعة مما فعله جاك بيرك، وأن البابا هو الذي يقوم بتمويل هذه الترجمات المغرضة، بهدف إيصال معاني القرآن إلى الغربيين أو الذين يتحدثون بلغات غير العربية مشوها، وسنفرد حلقة خاصة بهذا الموضوع في هذه السلسلة التي عنوناها ب » هكذا تكلمت زينب عبد العزيز ».
إن كتابات الدكتورة زينب عبد العزيز، نظرا لكونها كتابات جريئة ولا تتناول إلا الطابوهات الغربية الصهيونية والإمبريالية والماسونية، سببت لها مشاكل عديدة لم تنحصر في الحصار الذي ضرب عليها وعلى كتاباتها ومعارضها الفنية فحسب، بل وصل الحد إلى التهديدات بالتصفية الجسدية لكونها تشكل حرجا بالغا لجهات نافذة في الخارج تكيد للإسلام بشتى الطرق، والعملاء المنافقين في الداخل الذين هم مجرد أبواق كما هو الشأن بالنسبة للأبواق عندنا من أولائك الذين يحملون المظلات كلما سقط المطر في فرنسا أو أمريكا أو حتى الفاتيكان.
وفي هذه السلسلة، إن شاء الله، سنعمد إلى التعريف بكتبها النفيسة والجريئة والغنية بما خفي من الأسرار والمخططات الجهنمية التي تحاك ضد ديننا وقرآننا وضدنا نحن كذلك على أساس أننا لا نساوي شيئا بدون هذا الدين وبدون هذا القرآن العظيم.
Aucun commentaire