تداخلت العديد من المسيرات العمالية  بوجدة  والمنضوية تحت  بعض النقابات مثل الأتحاد المغربي للشغل ، والأتحاد العام للشاغلين بالمغرب ،والكنفدرالية الديموقراطية للشغل ، والأتحاد الوطني للشغل ، حتى ان رجال الأمن أخذوا يوجهون مسارات هذه المسيرات كي لا تتداخل كما يقومون بتنظيم حركة المرور  لا سيما ان المسيرات انطلقت تقريبا في نفس الوقت وكلها تريد ان  تمر عبر شارع محمد الخامس ..وهكذا تداخلت الشعارات والتي صبت جام غضبها على الحكومة بالخصوص…" هز وزير حط اوزير لا اصلاح لا تغيير "  ".حايوها حايدوها حكومة الشوها "  " عليك لامان عليك لامان ، لا حكومة لا برلمان "  " العامل جوعتوه والأجنبي شغلتوه "  كما ان بعض الشعارات التي كانت  تردد خلال سنوات الرصاص ما تزال حية مثل " هما فين هما فين اولاد الشعب المخطوفين "  " سوا اليوم سوى غدا الحساب ولابد "  " مساء لة ولابد سوى اليوم سوى غدا " ….الى غير ذلك من الشعارات القديمة والحديثة منها …
 انه  اليوم الذي يسمح فيه للطبقة العاملة ان تنفس عن نفسها وتعبر فيه بحرية عن عن همومها ، ومعاناتها ، وآلامها ، وكدحها ، وآمالها …كما تجهر في هذا اليوم بكل ما تعانيه من استغلال ، واضطهاد نفسي ، وما يمارس عليها من قمع من طرف مختلف المشغلين ، والباترونا ، وارباب المعامل والمصانع ، بل وحتى من طرف الدولة نفسها …انه من  حق هذه الطبقة التي  تعتبر العمود الفقري لأقتصاد اية دولة في العالم ان تطالب بحقوقها ، وتندد باستغلال قواها ،
     غير ان  الذي عاش احتفالات فاتح ماي خلال سنوات السبعينيات   وبداية الثمانينيات  يلاحظ الفرق الشاسع بين احتفالات الأمس واحتفالات اليوم ، حيث لم تكن الساحة العمالية في المغرب  تعرف  سوى ثلاث نقابات ، او اربع على الأكثر ،   ورغم مختلف اشكال القمع الذي كان يمارس بلا هوادة على مختلف القطاعات فان الشعارات التي كانت ترفع في احتفالات فاتح ماي  شعارات مزلزلة  ، شعارات يقشعر لها الشارع الذي كانت جنباته  تغص عن آخرها بالمواطنين الذين كانوا يحضرون الى شارع محمد الخامس بوجدة  ليتجاوبوا مع الطبقة العاملة وجرأتها في  ترديد شعارات لا تعبر عن هموم الطبقة العاملة وحدها بقدر ماكانت شعارات تعبر عن هموم وانشغالات الشعب المغربي  قاطبة …. فما نزال نتذكر شعارات  " عش عش يا مسكين البطاطا  بعشرين "   وشعار "  سياسة التقشف شي ياكل شي يشوف "  " هما فين هما فين اولاد الشعب المخطوفين "…الى غير ذلك من الشعارات التي كانت  تحدث استنفارا في مختلف القوى الأمنية وأجهزتها…
      وهاهو ذا عيد العمال يعود اليوم ، وبأي حال يعود  ، عشرات النقابات  ، وعشرات الأحزاب ، ومئات الجمعيات ، … حتى اننا صرنا لا نعرف  اسماء العديد من النقابات ، والأحزاب ، وبذلك تشرذمت  الطبقة العاملة ، وتشتتت ، وتفرقت ، وبذلك ضعفت ، وضعف صوتها ، وانهارت قواها ، وصارت تحتضر دون ان تدري …  وبذلك جاءت احتفالات فاتح ماي لهذه السنة احتفالات باردة ، لا نكهة فيها ،  امام عشرات التجمعات المنظمة من طرف مختلف النقابات هنا وهناك ، اشبه ما تكون بأعراس الأحياء …التي كانت ايام زمان تقام في الدروب والأزقة …انه وضع محزن بالفعل ، الوضع الذي آلت اليه  الطبقة العاملة عفوا الطبقة البروليتارية بلغة كارل ماركس …هذه اللغة التي اختفت  بانهيار جدار برلين ، وانهيار الأتحاد السوفييتي … غير ان ما لفت الأنتباه هو ان مسيرة الأتحاد المغربي للشغل بوجدة عملت على احياء  التيار الماركسي اللينيني  بحيث من بين اللافتات المرفوعة  وجود لافتة كتب عليها  "  الماركسية اللينينية خيار وهوية " كما رفعت في نفس المسيرة صوركل من  " شي غيفارا "  و "هوشي منه " …