Home»International»من زرع الشوك لا يجني العنب / رد على مقال السيد اعميمور

من زرع الشوك لا يجني العنب / رد على مقال السيد اعميمور

0
Shares
PinterestGoogle+


من زرع الشوك لا يجني العنب

رد على مقال السيد اعميمور

بعد اطلاعي على مقال السيد محي الدين اعميمور، والذي يرد فيه على دراسة لي نشرتها جريدة القدس العربي، مقال كشف عن تشنج الرجل وتحامله علي دون مسوغ أخلاقي أو قانوني، مستعملا أمثلة دون حجج و أدلة فارغة لا تصمد أمام التحليل العلمي السليم وألفاظا قدرة و مسمومة، محاولا بذلك الالتفاف على المقصود. هذا الذي صدر، ليس بغريب عن رجل ساهم بصورة مباشرة في الوضع المتأزم الذي تعيشه منطقتنا، فالسيد اعميمور الملقب براسبوتين الجزائر، هو خريج جامعة الدسائس والمؤامرات وهو من منظري الحرس القديم المعادي للمغرب، فلسانه السليط الذي سخره لعدة أجيال في الكذب والمغالطات يؤكد وبوضوح ان هذا السياسي المتملق، يمثل جيبا من جيوب مقاومة أي تطبيع مع الجيران. تيار يرفض إرجاع الصراع المغربي-الجزائري إلى مساره الحقيقي. فهو مجاهد في نشر ثقافة الظلم والهيمنة في المنطقة.

راسبوتين الجزائر، تصرف أسوأ من ابن الرومي، وخرج هذه الأيام يهاجم الجامعة والجامعيين المغاربة، لان هؤلاء تجرؤوا على دراسة الأسباب الحقيقية للنزاع، ومنها عقدة العظمة والغرور عند الطبقة الحاكمة في الجزائر، بل نزق اعميمور وتفلته من كل منطق وعقل دفعه كعادته إلى اتهام المغاربة بالتسبب في هذه الأزمة التي يعرف الجميع طبيعتها وأسسها، دون مراعاة لسنه أولا، ولا اعتبارات الذوق إذا لم يسعف العقل .

راسبوتين الجزائر، نموذج معبر عن نوع من المسؤولين الجزائريين الذي أوصلوا هذا البلد الشقيق إلى الباب المسدود. نموذج أصبح يتوسل "البلطجة السياسية" لمواجهة الخصوم مستعملا تقنيات مخابراتية، القصد منها تشويه الحقائق والتضليل التي تعلمها صاحبنا في قبو الأمن العسكري.

ا

عميمور الذي يعتبر من الوجوه الفاشلة لحزب جبهة التحرير الوطني، دليل آخر على انحطاط السياسة في بلاد المليون شهيد. فالكاتب الخاص هاجم مقالا علميا عاما، من خلال سرده للكثير من الأمثلة المغلوطة المغلفة في ثوب من التحقير والتجريح، فهولا يؤمن بشيء اسمه الحوار الهادئ والمسؤول، لان المدرسة التي نشأ فيها هي مدرسة الفكر الأحادي التي ترفض الرأي المعاكس.

فالكاتب الخاص للرئيس المرحوم هواري بومدين، كسب مهارة كبيرة ولا شك في إسكات كل رأي مضاد لطراهاته، فلا زالت كواليس قصر المرادية تروي قصص دسائسه التي نسجها، والتي خلفت العديد من الضحايا من مفكرين وعلماء ورجال أعمال وضباط شرفاء. كنت اعتقد ان منظر مأساة الجزائر الذي "بلغ من الكبر عتيا" سوف يرد علي بأسلوب علمي وحضاري، وان يرفع مستوى النقاش مساهما باقتراحاته في تنوير الرأي العام العربي، حول داء المشكل والمساعدة في البحث عن سبل الخروج من النفق المظلم الذي تعيشه منطقة شمال افريقيا. فعوض ذلك، فتح علي النار ظلما وعدوانا، وهذه عادة الأشخاص الدين تربوا في دهاليز الاستخبارات. وبما ان تربيتي لا تسمح لي استعمال الألفاظ والنعوت الحقيرة التي وظفها الكاتب الخاص لرئيس الجمهورية السابق في مقاله، وحتى لا أضيع الوقت للقارئ الكريم في الرد على التهريج، أعود للموضوع الأصلي لأخبر ان دراستي تحت عنوان "أسباب الصراع المغربي الجزائري" كانت محور محاضرة ألقيتها أمام نخبة من المثقفين الجزائريين والمغاربة والفرنسيين في باريس سنة 2005، محاضرة شهدت نقاشا بناءا ومفتوحا حول موضع الداء في الصراع القائم بين المغرب و الجزائر وآليات الخروج من هذه الأزمة. واتفق الجميع في إطار من الاحترام المتبادل على ان هناك أناسا يرفضون كل فكرة لبناء مغرب عربي ديمقراطي، يعمه السلام والوئام والتنمية، طبقة تعاكس التاريخ خوفا من محاسبة الشعوب لها مثل راسبوتين الجزائر، جماعة تدافع عن مواقعها وامتيازاتها المتعددة، معتقدة ان خنق الحريات من خلال الخطب الرنانة والديماغوجية العقيمة سوف تكبح طموح شعوب المنطقة الزاحف، انهم شيوخ الأزمة الذين لا هم لهم الا إسكات صوت الأحرار وبكل الوسائل حتى لا تظهر الحقيقة.

لن أطيل على القارئ العربي في وصف نوعية هذه العقول المتحجرة ، لأنه يعرفهم جيدا ومكتو بنارهم في كل لحظة وحين، كما انه يعلم أن من شب على شيء شاب عليه، وفي هذا الباب اريد ان أصحح بعض المعلومات الخاطئة الواردة في نص مقال اعميمور، فاولا ان حديثي لم يكن تحت عنوان أسطورة يابان المغرب العربي، وهنا اعتقد ان الرجل بدأ يفقد ذاكرته ومعها أعصابه الهشة. فعقدة العظمة لازالت ساكنة في دماغه المختل، فالعقدة قائمة لا تحتاج الى دليل، بل هي في حاجة إلى طبيب نفساني مختص، فانا كمواطن مغاربي بسيط لم يتربى وراء الرؤساء، كما هو الشأن لمريضنا المعتوه، لا ا كره أن تتحول الجزائر يابان المنطقة، بل أتمنى ان يتحول هذا البلد العربي الشقيق الى اكثر من ذلك وان يكون دينامو المنطقة، ان هذا التحول ان تم سوف يكون له تأثير ايجابي على جميع شعوبنا. فاليابان الدولة الغنية، هي دولة حق وقانون، دولة عدالة اجتماعية واقتصادية. واخبر الجاهل، ان الجزائر تتوفر على إمكانات ضخمة في جميع المجالات وتفوق بمليون مرة إمكانيات اليابان، الا ان السياسات الاقتصادية والسياسية الخاطئة جعلت من هذا البلد دولة فقيرة تستورد اكتر من 70 % من حاجاتها الغذائية. قد تتغير الجزائر في يوم ما إلى تركيا المغرب العربي إذا كف حكامها على تبذير أموال البلد في مغامرات داخلية و خارجية. فإحداث جمهورية وهمية رملية كلفت الشعب الجزائري الشقيق ملايير الدولارات، منهج أوصل الجزائر الى حافة الإفلاس الكامل ودفع شبابها الى الهجرة في قوارب الموت هروبا من هذا الجحيم. دليل آخر يشير إلى ان هذا البلد لازال بعيدا عن مراحل النضج السياسي والإقلاع الاقتصادي. فما هو قول راسبوتين الجزائر عن المظاهرات اليومية التي تشهدها مدنهم كل يوم مطالبة باقتسام الثروة و منادية بإيقاف مسلسل الحكرة والقهر، فلا إقلاع اقتصادي واجتماعي و سياسي بدون ديمقراطية حقة خلاف لما يدعو اليه. فاسلوب المكر والخداع ا لذي روج له اعميمور والذي تفنن فيه لمدة عقود اظهر فشله و ضعفه وسقطت عنه الأقنعة. إن طريقته في اللعب بالألفاظ العارية عن الحقيقة في رده هي خطة دنيئة يسعى من وراءها الكاتب إلى الإيقاع بين الناس والأخوة الأشقاء، ونسف لكل حوار صادق وهادف، إنها النميمة في مفهومها الواسع. فثقافة الواد الحار لن تسكت النيات الحسنة في المغرب والجزائر.وكما قال المغني الجزائري " إيجي نهارك….."

اما فيما يخص تقرير السيد فان فالسوم، الذي تكلم عنه العجوز، فهو ليس استنتاج كما يدعي، بل هو تقرير رسمي ثابت فقها وقضاءا رفعه المبعوث الاممي للصحراء الى مجلس الأمن، تقرير يؤكد ان مشروع استقلال الصحراء هو حل غير واقعي وغيرعملي، انا لم أضف شيئا في الموضوع، فهو منشور في مراجع الامم المتحدة و الصحف الجزائرية الرسمية والمستقلة كذلك. فالدبلوماسي الهولندي الذي كلف بملف الصحراء منذ 3 سنوات هو رجل قانون، درس قرار محكمة العدل الدولية الذي أشار بصراحة وبدون التباس الى وجود روابط سياسية وعقدية بين قبائل الصحراء وسلطان المغرب، فمن المخجل أن تقوم أقلام مأجورة كقلم راسبوتين بتخوين الرجل واتهامه بالانحياز الى المغرب و المطالبة بإقالته فورا كما فعلت مع سابقيه. فكل صوت يرجع الصراع بين الجزائر والمغرب الى حقيقته يقابل بالقذف والشتم والاهانة، فهدا تكتيك لا يخفى على المحللين السياسيين وسلاح لم يعد يؤثر او يخيف الناس ، ولمعلوماتك الخاصة أيها الكاتب الخاص في المناورات والدسائس، فان قرارات منظمة الوحدة الافريقية التي اشترتها الجزائر بملايين الدولارات قد بدأت تتبخر أمام الرأي العام الافريقي المخدوع.

في هذا الإطار، ما رأيك في سحب العديد من الدول الافريقية لاعترافها بجمهوريتكم الرملية، نازعة الغطاء القانوني عن مشروعكم القائم على الهيمنة والسيطرة. فالصحراء المغربية التي قصدها موضوع الدراسة، هي الجهة ا لممتدة من طنجة الى الكويرة والتي استرجعها المغرب من اسبانيا بالتدريج وبالمفاوضات السلمية. ولازالت هذه المملكة الاسبانية تحتفظ بمستعمرات في شمال المغرب (سبتة ومليلية والجزر الجعفرية) ، وهنا أشير إلى جمود قلم صاحبنا في كتاباته وتحليلاته حول الموضوع ، وهذا تواطئ مفضوح منه مع الاستعمار، خاصة ان اعميمور يدعي القومية في كتاباته العقيمة، فلعلمك فالصحراء الكبرى تمتد جغرافيا من دكار إلى دارفور، فلكل بلد صحراءه وامتداداته الطبيعية والتاريخية. فلنطبق إذن حق تقرير المصير على جميع سكان الصحراء الكبرى مرة واحدة وتحت إشراف أممي. اما استعمالك للفظ الصحراء الغربية، فانه مصلح استعماري قديم يرفضه حتى سكان الصحراء أنفسهم، ويواصل السياسي المشبوه السباحة في الماء العكر عندما يتعرض الى اشكالية المفاوضات مع المغرب، فاذا كنتم دولة مهتمة بموضوع الصحراء، فلماذا جيشتم جزءا من سكان الإقليم وهجرتموهم بطريقة قصرية الى مخميات تندوف قصد استعمالهم كورقة في إستراتيجيتكم المكشوفة؟ ولماذا لا تتركوا المفوضية السامية لللاجئين تطبيق حق العودة الاختياري في مخيمات تندوف، التي هي على أراضيكم وتحت إشراف الجيش الوطني الشعبي الجزائري؟ .وحتى يطمئن قلبك قبل ان تلقى الله، اخبرك ان المغرب طوى الملف عسكريا، وهذا بشهادة التقارير العسكرية العالمية المحايدة، وإذا أردت ان تتاكد من صحة مااقول، ادعوك الى زيارة الاقاليم الصحراية التي سوف ترحب بك وهي العالمة بنفاقك السياسي، وتلون كلامك كالحرباء. ان رفضك لكل انفراج في المنطقة له اسبابه التاريخية المتعلقة بهويتك وخوفك من كل تغيير وانت القومي المغشوش. انه سلوك مؤسف ومنهج غير معقول من طرفك، اما ان تاريخ الجزائر ككيان مستقل الذي اثرته بدون سبب، فيمكن القول ان كل المراجع لم تسجل دولة اسمها الجزائر قبل 1962 واتحدى الكاتب المغرور، ان يبرز مرجعا تاريخيا او جغرافيا او سياسيا واحدا استعملت فيه هذه التسمية قبل استقلال البلد الشقيق، فالجزائر كانت مقسمة الى دويلات وقبائل ومحميات تناوبت عليها إمبراطوريات متعددة، وهنا انصح صاحبنا ان يعود الى خزانة جامعة الجزائر الغنية بالمراجع المختلفة والتي تؤكد ما سبق، ان فرنسا الاستعمارية هي التي رسمت خريطة الجزائر الحالية، تحت اسم مقاطعة الجزائر الفرنسية. فالكاتب الخاص يخطأ مرة أخرى، عندما يتطرق لثورة نوفمبر 1954 الخالدة التي هي مفخرة لكل العرب والمسلمين، والتي احتكرتها واغتصبتها طبقة معروفة لأغراض شخصية أنانية، متجاهلا دور المغرب وتونس في احتضان الثورة، وعلى سبيل المثال وحتى يعرف القارئ العربي، وصلت نسبة السكان الجزائريين في مدينة وجدة الحدودية في بداية الستينات الى النصف، واختلط الدم في احراش وارحام هذه المدينة المجاهدة. انها وقاحة وعار وتجني على التاريخ، فصاحبنا هنا يتنكر لهذه التضحيات الكبيرة التي قدمها الشعبين المغربي والتونسي للمقاومة الجزائرية. وللتاريخ، نذكره أن خمسة من رؤساء الجزائر ازدادوا او عاشوا في المغرب (ابن بلة، بومدين، بوضياف وبوتفليقة ) ، فهو لم يستحي عندما تجاهل الأمر، فتلك خدعة تمس بنزاهة ومصداقية راسبوتين العلمية، انه أسلوبه المعتاد في تشويه الحقائق التاريخية الثابتة التي لا تستطيع الأقلام المرتزقة تغييرها.

اما فيما يخص موقف الجزائريين من مغربية الصحراء فاني ادعوك إلى قراءة تقرير المعهد الملكي الاسباني للدراسات الإستراتيجية وتقرير المركز العالمي للنزاعات ومقره لندن، وبما أنني اعلم من إخوان جزائريين انك لا تفقه شيئا في اللغة الانجليزية، فيمكنك الاستنجاد باولياء نعمتك لترجمة التقريرين.

هناك د ليل آخر على عدم اهتمام الشعب الجزائري بصنيعتكم الجمهورية الصحراوية الوهمية، هو مسالة فتح الحدود البرية الذي هو مطلب شعبي مغاربي، فندعوا حكامك لفتحها على سبيل التجربة ولمدة 24 ساعة، آنذاك ترى بأم عينيك تدفق ملايين الجزائريين والجزائريات الى المغرب بغية صلة الرحم، انه معيار آخر لمعرفة موقف الشعوب من جيرانها. اما فيما يخص موقفك المتناقض والمتعلق بحق تقرير المصير، بالنسبة للصحراء الجزائرية، فانك تؤكد ما جاء في مقالي عن نية فرنسا في فصل الصحراء الجزائرية، ولكن لم تذكر لنا ما هو الثمن الذي قدم لديغول حتى يتنازل عن هذا الحق، رغم علمه وعلمكم أن شعب الطوارق طالب بتقرير مصيره، شعب له خصوصياته الذاتية وعلاقاته المختلفة مع مالي واتشاد والنيجر اكثر من الجزائر، في هذا السياق، اقول لك انك محترف مختص في إخفاء الحقائق، فلماذا لم تتناول دعم المغرب وتونس ومساندتهما لكم في مفاوضاتكم مع فرنسا حتى تحصلوا على الاستقلال الكامل، انه إخفاء الأسرار التي تضمنتها اتفاقيات ايفيان والتي طعنت المغرب الجار في الظهر، انك حقيقة من هواة "ويل للمصلين".

وفي الاخير، وقبل توديعك مخافة من اهتزاز صحتك المعلولة، أخبرك بان المجتمعات العربية تعرف مراوغاتك وزندقتك التي جرت على الشعب الجزائري الكثير من الماسي والويلات. فانا هنا أتكلم وبكل حرية ونزاهة علمية، عن الإطار الحقيقي للصراع المغربي الجزائري. فانا لست مسؤولا حزبيا او حكوميا يرتفع صوته لكل من يدفع أكثر او يسعى للحصول على المناصب والنياشين والامتيازات كما هو الحال عندك أيها القاطن في المدينة المحصنة بنادي الصنوبر. نيتي كانت المساهمة وبتواضع في وضع حد للخصومة بين شعبين جارين، جمعهم التاريخ والدم واللغة، فسياسة المهادنة والمساكنة لا تجدي نفعا أمام ظلمكم المتصاعد وأمام نهج "فرق تسد" حسب رأيي، سياسة قد تطيل عمر الصراع، لذلك فإنني لا زلت أقول ان تغيير موقف الحرس القديم في الجزائر اتجاه المغرب لن يتم إلا عن طريق الشعب الجزائري البطل، الذي بدأ يكتشف مشاريعكم الخاطئة وألاعيبكم الخاسرة.

إن تقييمك للدبلوماسية المغربية هي مناورة ساذجة أخرى، القصد منها در الرماد في العيون، فانك تحسن بيع المجاملات كبائع القردة. اما مطالبتي بالإصلاح والمزيد من النضال الدبلوماسي المغربي فهو أمر مستحب بل واجب في دولة ديمقراطية.

أيها البارع في القراءة بين السطور، كنت اعتقد انك بدأت في كتابة وصيتك ومذكراتك، وانك في مرحلة مراجعة أخطائك وزلاتك ولكن "من شب على شيء شاب عليه" ومن بدأ المأساة ينهيها.

ذ.عبد الرحمن مكاوي

استاذ العلاقات الدولية

Email : raamc@menara.ma

: ملاحظة

مقال آخر قريبا للقارئ الكريم حول قرارات العروش في لاربعا ناتيراتن المتعلقة بالحكم الذاتي في منطقة القبائل.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. مغاربي
    27/05/2008 at 20:20

    الثورة المسروقة
    تحية للثوار الحقيقيين الذين ضحوا بالغالي و النفيس من اجل أن تبقى الجزائر دولة مسلمة . يا أستاذي الكريم الثورة سرقت من أبناء الجزائرالاجلاء و وظفت في غير صالحهم و لا صالح من قام بواجبه و دعمهم. وسوف لن أطيل في سرد الإحداث سأكتفي ببعض مؤشرات السرقة:
    1 – المؤشرات الداخلية : الثورة قامت بانجازاتها برفع راية الإسلام ومباشرة بعد الاستقلال تم رفع راية الاشتراكية . الثورة قامت لرفع الغبن الذي لحق بأبناء الجزائر فإذا بالساهرين على تسيير شؤون البلاد ببدرون خيرات الجزائر المادية والمعنوية في ماكياج النجاح الدبلوماسي و الذي يزول بزوال ثمنه. الثورة جاءت لتضميد جراح المجاهدين والأيتام والذين عندما حاولوا إرجاع ما ضاع منهم بطريقة ديمقراطية و سلمية – في التسعينيات – اتهموا بالإرهاب وقتلوا وعذبوا وشردوا وما خفي أعظم. فهل من ارتكب هذه الجرائم في حق الثوار و أبناءهم سيعتبر جيرانه؟
    2- المؤشرات الخارجية: سأسرد بعض الوقائع لعل البوح بها يخفف من أثارها المدمرة ويدفع بمرتكبيها طلب العفو و السماح خدمة للمغرب العربي.
    -ا – محاولة تنفير المغاربة من نظام حكمهم والذي جند ت له كل الوسائل وخاصة الاعلامية، و ما تتضمنه جل الصحف الجزائرية المأجورة شاهد على ذلك. فكيف لدولة جارة وتدعي التحرر تتهم المغرب بكونه دولة مستعمرة و تعلم علم اليقين انه خلاف فرض على مغاربة – بعض أبناء الصحراء – من جهات خارجية مختلفة ومن بينها الجزائر. ب – التهجير ألقصري لآلاف المغاربة الذين كانوا يعيشون في الجزائر إبان المسيرة الخضراء وتشتيت عائلاتهم و حرمانهم من ممتلكاتهم . ت – تهجير المغاربة أبناء الصحراء و التغرير بهم و الزج بهم في صراع أدوا ثمنه غاليا – و مع الأسف لازالت مجموعة منهم تؤديه- . ومهما حاول المغرب أنقادهم فان الجزائر تحتجزهم و تعتبر إن الدود عنهم من مبادئ الثورة .دون أن تعتبر المعانات والتشتت الذين يعيشونه.
    فمن يقرا التاريخ ويعتبر قرأته يدرك أن العبث لا يبني الأمم.

  2. محمد بنحساين / استاذ
    27/05/2008 at 20:23

    اشكر الاستاذ عبد الرحمان مكاوي على رده الهادئ المتزن الراقي المدعم بالادلة والحجج والحقائق المستقاة من التاريخ والواقع المتعدد المصادر . الرد الدامغ الذي لايترك مجالا لمثل هذه الحشرات ـ ولكنها سامة ـ من البروز . تحدثت اخي عن اعميمور كنموذج للجهل وتغيير التاريخ والحقائق وسلاطة اللسان وقلة التربية والتنطع والعجرفة الفارغة ونكران الجميل …. هذا نموذج فقط للرداءة وما اكثر مثل هؤلاء النماذج لدى الجيران . قدم المغرب وتونس كل امكاناتهم لنصرة الاشقاء في الجزائر ابان الثورة . وسمعت باذناي في السبعينات بعد المسيرة الخضراءالرئيس هواري بومدين عبر القناة التلفزية الجزائرية في احدى خطبه وكان مرتديا سلهامه الاسود ويضرب بيده على الميكروفون : ليس لاي احد ان يقول لقد ساعدنا الجزائر .الجزائر تحررت بمليون ونصف مليون شهيد . وسكان المنطقة الشرقية عاشوا جميعا محنة الاشقاء الجزائريين عندما هاجروا الى المغرب واقتسم المغاربة معهم المسكن والماكل والملبس والعمل . نموذج اخر قدمت قناة المستقلة الفضائية في الشهر المنصرم اكثر من ثلاثين حلقة حول موضوع : مقاومة الامير عبد القادر وانتدبت لذلك مثقفين جزائريين عبارة عن ( دكاترة ) يدرسون بجامعة الجزائر وخارجه . لم تخل تقريبا اي حلقة دون التهجم على المغرب فالسلطان عبد الرحمان هو الذي خدع الجزائريين …. هو مخبر فرنسا ….هو الذي طرد الامير من المغرب حتى استسلم …. وقال احد دكاترتهم : انطلق طارق بن زياد الامازيغي الجزائري من الجزائر وفتح الاندلس …. في برنامج لهم طرح سؤال عن سبب تسميه باب المغاربة الموجود بالقدس بهذا الاسم . فكان تصحيح الاجابة : لان الجزائريين كانوا يسكنون به …. الدولة الموحدية جزائرية وقد اتسعت امبراطورية الموحدين لتشمل المغرب الاقصى …. هذا غيض من فيض هذه نماذج لبعض سياسيي العقل الحجري الجزائري ومع كامل الاسف سار علي هديهم بعض ( مثقفي ) العصر الحديث الجزائري كراهية هذا النوع للمغرب لاينتظر زوالها فالمغرب قد عقدهم ولايزدادون الا تعقيدا بعد اخر …. انظروا ماذا وقع لبوضياف عندما قرر مقاربة ملف الصحراء المغربية مع المغرب .. الصحراء مغربية وستبقى كذلك الى ان يرث الله الارض ومن عليها وكما ذكرت اذا لزم الحديث عن الصحراء فالحديث عن الصحراء التي اعطتها فرنسا للجزائر اولى ..والطوارق لاعلاقة لهم بالجزائر .

  3. متتبع
    27/05/2008 at 20:23

    بارك الله قيك وفي أمثالك رد مفحم لشيخ الحقد والكره العجوز اعممير.

  4. أحمد
    28/05/2008 at 22:46

    اعتقد ان هذا المقال هو ما ينبغي لهذا المنبر ان ينشره،لأن بلد « المليون شهيد » شحد للغي المدى (جمع مدية) و بات مصمما على إذلال المغاربة في مناسبات عدة، و قد ساعده في ذلك سكوتنا و طيبوبتنا.و قد اقنع المسؤولون في البلد المجاور كل شبابهم و زرعوا فيهم فكرة »المغربي ما يولي حبيب و الما ما يولي حليب » و اقتنع هؤلاء بأن المغرب لا ينتج الا الشر و انه جار السوء ، و ان كل الويلات التي تتخبط فيها الجزائر كان للمغرب يد فيها،لهذا لا نستغرب اقوالهم و افعالهم التي تناوئنا..ماذا كنا ننتظر من جار يغرس في ابنائه افكارا سامة تمسنا في الصميم؟ماذا ننتظر من جار يصنف المغرب عدوا اولا تجب محاربته قبل الجهل و الفقر و المرض؟ماذا ننتظر ممن انفق ملايير الدولارات لفرض فكرة « الجمهورية الصحراوية »؟؟؟
    اننا تهاونا ، و استصغرنا ما يقوم به الجار..ارغمونا على الجلوس مع البوليساريو للتفاوض في الوقت الذي كان يجب ان نرغمهم على التحاور معنا..لقد افلحو -وهم خاطئون- في فرض افكارهم علينا و اقنعوا العالم انهم يدافعون عن سكان الصحراء، و انهم ليست لهم مطالب ترابية في الصحراء…نلاحظ تقصيرا فينا في التعامل مع المشكل بكل صرامة،و قد اسهم احترام حقوق الإنسان عندنا في تطور قضيتنا العادلة فأصبحنا نقرأ اخبارا غير سارة من الأقاليم الجنوبية حيث ترفع فيها أعلام المرتزقة و يتضاهر المناوئون..وظهر أبطال الإنشقاق مثل السالم ولد التامك و امينتو حيدر و غيرهما..و مع ذلك نتعامل معهم بلطف مخجل و كأننا لسنا في أرضنا مما شجع دعاة الإتفصال على رفع اعلامهم في مدن كل من الرباط و مراكش و كلميم….
    اشكر صاحب المقال الذي تصدى لكل متعصب من الجزائر، وأتمنى ان يخصص لنا حلقات من هذه المأدبة التي تشعرنا بالإعتزاز الى الوطن، كما اشكر هذا المنبر و أشجعه على الإستمرار في هذا النهج الذي يذكي روح الوطنية في نفوسنا..و شكرا للجميع..

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *