Home»International»الديمقراطية حسب الوصفة المصرية خطر على الوطن العربي

الديمقراطية حسب الوصفة المصرية خطر على الوطن العربي

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد كانت مصر تعتبر دائما طليعة الوطن العربي، وكان كل أمر يهم هذا الوطن بدايته يأتي من مصر. ولم يكن يأت من مصر إلا الخير عبر التاريخ . وكانت قلعة صامدة تصدت لكل عدوان على الأمة العربية حتى تنبه العدو إلى دورها الريادي ففكر في عزلها عن طريق مؤامرة كامب دافيد التي فصلت مصر عن الوطن العربي. وبهذا الانفصال ظن البعض أن الوطن العربي لن يحذو حذو مصر في مهادنة العدو والاستكانة له ، ولكن ثبت مرة أخرى أن مصر قاطرة الوطن العربي وأن مهادنة العدو في الوطن العربي سرعان ما سرت سريان النار في الهشيم وأصابت حتى الفلسطينيين وهم آخر من يفكر في المهادنة مع عدو يحتل أرضهم.

ونظرا لهذا الدور الخطير الذي تلعبه مصر داخل الوطن العربي فإنه ليس من المعقول الاستخفاف أو تجاهل ما يحدث فيها اليوم بدعوى أن ما يحدث فيها شأن مصري صرف لا توجد له عواقب على باقي البلاد العربية.

ما يحدث اليوم في مصر منعرج خطير ستكون له تداعيات على باقي البلدان العربية باعتبار مصر قاطرة الوطن العربي كما أسلفنا ، وباعتبارها ساحة مخبرية يستخدمها الغرب لتعميم التجارب في سائر البلاد العربية.

ا

لشعار الذي يرفع في مصر ظاهريا هو انتخابات تعكس التوجه الديمقراطي، وباطنيا هو نهج مقصود لإرساء نظام يلعب الدور المنوط به من أجل تمرير الحل المفروض على الأمة العربية سواء تعلق الأمر بقضيتها الأولى القضية الفلسطينية أم بباقي القضايا.

فمن المعلوم أن الوصفة المصرية للديمقراطية من خلال انتخاباتها المحلية تعكس فكرة توظيف الغرب لمصر من أجل ما يسمى بمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي من أجله جاء الاستعمار الغربي من جديد. فالانتخابات الرئاسية لها علاقة بنتائج الانتخابات المحلية إذ لا يتمكن من الترشيح لمنصب الرئاسة إلا من حصل على نسبة معينة من تزكيات المنتخبين محليا. ومن أجل ضمان مقعد الرئاسة حسب الذوق الغربي العازم على صناعة شرق أوسط جديد كان لا بد للديمقراطية أن تتنكر لمبادئها فتحول دون ترشح المنتخبين المحليين الذين يحرمون مرشح الرئاسة من تحقيق الحلم الغربي. وهكذا منع حوالي أربع آلاف مرشح للانتخابات المحلية من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة ورقيا والموجودة بقوة واقعيا ، واعتقل منهم ألف لتمر الانتخابات بسلام ويكون ما أراد الغرب سهلا هينا. وقد رتبت الأمور لتتزامن الانتخابات مع قمع انتفاضة الخبز التي ينعتها النظام المصري بالشغب ليكون ذلك ذريعة لتوفير الحراسة الأمنية لانتخابات مزورة ومحسومة سلفا من أجل حلم الغرب.

والخطير في هذه الوصفة المصرية للديمقراطية أنها قابلة للتعميم والانتشار في سائر البلاد العربية تماما كما يتبادل المرضى وصفات الدواء بالرغم من اختلاف أمراضهم وعللهم . ستحذو البلاد العربية حذو مصر في التضييق على الحريات ومنع وصول التيارات التي لا تحقق أحلام الغرب ليسهل تحقيق الشرق الأوسط الجديد تحت غطاء لعبة الديمقراطية . ولقد بدأت خطة تضييق الخناق على التيارات غير المرغوب فيها في العديد من البلاد العربية خصوصا وأن الغرب يخوض ما يسميه حربا على الإرهاب ، وهي حرب تم تصديرها إلى كل قطر عربي بصيغة خاصة فيها المحلي وغير المحلي لضمان استمرار حرب الغرب على ما يسميه الإرهاب ، وهي حرب استراتيجية أثبتت جدواها وحققت للغرب ما لم يحققه لعقود من السنين من خلال سياسات ثبت فشلها لوجود مقاومة شعبية عربية ضارية تحول دون الحلم الغربي القديم الجديد.

سنرى تكرار التجربة الانتخابية المصرية في أكثر من قطر عربي بحيث يتم اختيار الرئاسة وبعد ذلك تعد الخطة الانتخابية المفضية إليها ولن يتردد الغرب في منع تكرار تجربة كينيا وزيمبابوي في مصر والمتمثلة في انتفاضة الشارع لأن مصر قاطرة تجر قطارا وشارعها يحرك شوارع. وستظهر أحزاب ولاؤها للغرب لها وجود ورقي خيالي ولا وجود لها على أرض الواقع . وستزيد الهوة اتساعا بين القواعد والقمم، وهو مؤشر على قرب الطوفان، ولا يهم نوع الطوفان ما دام التدمير هو ميزة كل طوفان.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *