Home»Débats»فسحة في التماسيح و العفاريت

فسحة في التماسيح و العفاريت

0
Shares
PinterestGoogle+

في الليلة الثانية بعد الألف،و بعد غروب شمس يوم آخر من أيام شهرزاد والملك شهريار.وللتذكير فالملك من أهل فارس.و القصة لها عطر فارسي.وهي تعبر عن الصراع بين الجمال و الذكاء من جهة و بين القوة و الجبروت و الغباء من جهة أخرى….هذا ما يبدو و العلم لله.

وقد نقل عن جمهور العلماء و المختصين أن المرأة إذا خيرت بين الجمال و البلادة و بين الذكاء و القبح ،فإنها تختار أن تكون جميلة فقط…و العلم لهن هذه المرة…

جلست شهرزاد، كعادتها تحدثه عن العفاريت و التماسيح… »الجن يا مولاي الملك،أمم مثلنا.لهم صفة العقل و الإدراك. ولهم جميع الملكات التي لنا.فلهم القدرة على التمييز بين الخير و الشر…ومنهم من يدخل الجنة و منهم من يدخل النار،رغم أنهم مخلوقات نارية إلا أن لهم سعيرا خاصا بهم.

و الجن سموا كذلك لاجتنانهم و استتارهم عن الأنظار و العيون. ومنهم الطيبون و الخبيثون ومن كان منهم خبيثا كان من الشياطين.و كبيرهم  هو إبليس الملعون من رحمة الله.و منهم الأقوياء الشداد ،وهؤلاء هم العفاريت. و لكن لا يشبهون عفريت المرحوم أحمد بوكماخ،صاحب سلسلة كتب (اقرأ):       أو أو أو ماذا هذا؟  هذا ماذا ؟

ومنهم ا لجن الأحمر و الأصفر و الأسود.و يتشكلون في صفات مختلفة كالقطط و الكلاب و العقارب و الأفاعي و البغال و الحمير.و أكل الشياطين من روث البهائم و عظامها التي لا يذكر عليه اسم الله ،هذا ما يقوله أهل العلم يا مولاي شهريار العظيم. و ذكروا  أيضا أن  لهم أماكن يسكنون فيها (مطارح الازبال و منابع المياه و المياه القذرة …)هذا ما يقولونه للعامة، وما يوجد في كتبهم …

أما التماسيح،يا  شهريار العظيم.. فهي من الزواحف الحية،جسمها طويل و أرجلها قصيرة،ولها ذنب طويل يمكنها من السباحة بسرعة و حرية.ولها أسنان قوية تقبض بها على فريستها فتقطعها أشلاء كبيرة و تبلعها بلعا .و بدون المرور على عملية الهضم التي يوصي بها الأطباء… حتى تتجنب القبض و الإمساك.وهي تتربص لضحاياها في الماء بحيث لا يبدو من جسمها إلا جزءا من فكها العلوي.ولها شره كبير بالكل و اللحم،ولا تستثني من فريستها أي شيء حتى فضلاتها،وفي وقت وجيز جدا….فهي الوريثة الشرعية لفصيلة الديناصورات الزاحفة.

ومن النكت التي برع فيها أهل العلم و الفصاحة و البيان، الكوميدي القبائلي  الساخر محمد فلاك Mohammed fellag  »أن تمساحا هجم على إنسان من تونس لم يكن يعلم بحضوره،فبلعه و التهمه…و لكن أصيب التمساح بالبواسير …. »

ولاح الصباح، و سكتت شهرزاد عن الكلام المباح.أما شهريار الملك فتثاءب كالأسد الهصور، يطلب النوم كعادته،…فماذا تفعل الأسود غير النوم.قال احد الحكماء إنهم ينامون 20ساعة في اليوم…

العفاريت و التماسيح هي لغة السيد رئيس الحكومة…فبعد أشهر من تنصيبه يعلن عن عجزه عن محاربة الذين أفلسوا الصناديق بالنهب و السرقة و الإتلاف و الهدر ….و لم يتمكن منهم لقوتهم كالعفاريت، و لنهمهم كالتماسيح،و  لاختفائهم كالعفاريت و التماسيح. إنهم كائنات لا ترى بالعين المجردة، و لكنها تترك أثرا يدل على الجريمة(فراغ الصناديق و إفلاسها) رغم الاستعانة بالشرطة العلمية.إنها كائنات ليلية تمارس التنويم المغناطيسي على كل من أراد التفتيش عنها   لإمساكها.

فلم يبق لرئيس الحكومة من سبيل إلا الزيادة في الأثمان و فاتورة المواد ذات الاستهلاك الواسع، والزيادة في الضرائب وسنوات التقاعد، والتقليص من منح المتقاعدين الذين طالت أعمارهم… هؤلاء المتقاعدون، كان من الواجب أن يتنحوا و ينتحروا و يموتوا، قبل تقاعدهم،أو يموتوا غرقا في شلالات ألامزون… أو اختناقا بغاز البوتان… أو تلصق بهم تهم يدخلون بسببها السجن و هكذا يحرمون من تقاعدهم…المصلحة العامة تقتضي أن يتمتع الوزراء و النواب البرلمانيون بتقاعدهم… أما الموظفون الفقراء و العمال المحرومون، عليهم أن يراعوا المصلحة العامة للبلاد،و يتنازلوا عن تقاعدهم..لم لا؟؟

ملحوظة :يجب أن تفكر الحكومة الموقرة بتوظيف النساء و الاستغناء عن الرجال حالا.ففي حالة وفاة المرأة الموظفة لا تنتقل منحة تقاعدها لا لزوجها ولا لأولادها…أليس هذا حل ينبغي أن يناقشه الإخوة البرلمانيون من الأغلبية.. وحتى من بعض المعارضة ،  فلهم واسع النظر.؟؟؟؟

انجاز: صايم نورالدين

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *