Home»Débats»الجزائر وخدعة القرن

الجزائر وخدعة القرن

0
Shares
PinterestGoogle+

لم يخطا الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله حين اعتبر تغيير جزائر الهواري بومدين لموقفها من قضية الصحراء المغربية اواسط السبعينات من القرن الماضي باحتيال  القرن, L’escroquerie du siècle

فبالرجوع الى الارشيف سنجد تسجيلات لتصريحات الرئيس الجزائري الراحل ومضمونها ألا اطماع للجزائر في الصحراء ولا دخل لها في مطالب المغرب باسترجاعها من يد الاسبان وهي موثقة صوتا وصورة  , وتحفل البرامج الوثائقية بهذه الوقائع من خلال شهادات لشخصيات وفعاليات سياسية وصانعي الاحداث كشهود عن العصر ,  وأساتذة مختصين تبين بشكل جلي المواقف المتناقضة لحكام الجزائر ولعل ابرزها الشريط الوثائقي  » الصحراء حروب حقيقية و سلم مزيفة  » الذي قدمته القناة الثانية بطريقة احترافية جيدة ,

 

 وكذلك الفيلم الوثائقي   » البوليساريو , هوية جبهة  » الذي  اخرجه حسن البوهروتي وعرض في بعض المحافل الدولية وتبين لمشاهديه زيف ادعاءات الانفصاليين وحماتهم  واقتنعوا بحق المغرب المشروع في استرجاع صحرائه .

وبالعودة الى تصريحات بومدين قبل تأسيس البوليساريو وقبل المسيرة الخضراء  فقد كانت صريحة بان الجزائر لا تعارض حق المغرب في المطالبة بالصحراء , وخطبه لا زالت شاهدة على ذلك إلا ان موقفه بدء يتغير تدريجيا بادعائه ان الشعب الصحراوي شعب مسلم وانه مع حقوق الشعوب في تقرير مصيرها وهي الاسطوانة المشروخة التي مافتئت الجزائر ترددها طيلة اربعة عقود , وهو الحق الذي يراد به باطل .

وبمجرد اعلان المغرب عن تنظيم المسيرة الخضراء لاسترجاع اقاليمه الصحراوية من يد الاحتلال الاسباني خرجت الجزائر من موقف متذبذب الى الجهر بمعاداة المغرب والكيد له , وأمام اصرار المغرب وعزيمة ابنائه لتحرير الصحراء في مسيرة سلمية حاملين المصاحف والراية المغربية وصور ملكه مبدع المسيرة الخضراء , ازداد حنق الجزائر وقرر رئيسها هواري بومدين ووزير خارجيته عبد العزيز بوتفليقة الرئيس الحالي للمرة الرابعة على التوالي بعد نجاح المسيرة وتحقيق اهدافها , المرور الى السرعة القصوى بإعلان  مسيرة مضادة اسمياها  » المسيرة الكحلة ( السوداء )  تمثلت في طرد خمس وأربعون الف عائلة مغربية  مقيمة

 يقدر مجموع افرادها بحوالي ثلاث مائة وخمسون الف   1975 بالجزائر بصفة شرعية في    

الف وهو العدد المشرك في المسيرة الخضراء  انه المكر والخداع في ابشع صوره , ولازال منظر هؤلاء  المطرودين ماثلا امام عيني بمدينة وجدة التي استقبلهم اهلها الاشاوس بالترحاب بهم في وطنهم الاصلي قبل ان تحتضنهم باقي المدن المغربية.

 انها مسيرة سوداء حقا لكن في سجل اصحابها الذين لم يراعوا حسن الجوار ولا روابط الاخوة و القرابة والمصاهرة التي تجمع بين الشعبين , ولا المدينة التي ترعرعوا بها وآوتهم في فترة الشدة ووفرت لهم المكان الامن ودعمتهم ماديا ومعنويا  لتنظيم صفوفهم قبل استقلال الجزائر و استيلائهم على الحكم فيها ,  وكان لدعوات المظلومين واكف الضراعة المرفوعة الى العلي القدير  استجابة  ولو بعد حين حيث عانى الرئيس بومدين من مرض غريب الى ان لقي ربه بعد سنوات قليلة , كما ان ذراعه الايمن وزير خارجيته احياه الله الى ان اصبح يلج مكتب التصويت على كرسي متحرك رفقة  اهله في انتخابات راسية وصفت  بمهزلة القرن الحالي ,فان الله يمهل ولا يهمل .

وتميزت هذه الفترة بسكوت شبه رسمي على هذه المأساة  وعدم طرحها امام العدالة الدولية والهيئات الحقوقية كجرائم ضد الانسانية وعرضها في المنتديات والندوات الاعلامية والفكرية والسياسية لإبراز الوجه الحقيقي لحكام البلد الجار الذين يدعون الدفاع عن الشرعية وحقوق الانسان .

ويضاف الى سجلهم الحافل بالخروقات ومواقفهم المزاجية ورود الافعال الصبيانية ,احتجاز عسكريين ومدنيين مغاربة فوق ترابها لمدة فاقت العقدين من الزمن  بدون مراعاة لمعاهدة جنيف و لا للمواثيق الدولية  , وفرض حصار جائر على المواطنين الصحراويين بمخيمات لحمادة لمدة قاربت الاربعين سنة للمتاجرة بماساتهم , استمرارا لمظاهر العبودية والتربية على الحقد والكراهية للوطن الام وفصل الاطفال عن عائلاتهم لإرسالهم لمعسكرات كوبا لغسل ادمغتهم وشحنهم بمبادئ الشيوعية والإلحاد وفق ايديولوجية المعسكر  المعادي للديمقراطية في استغلال بشع لبراءة الطفولة .

ان ازدواجية الخطاب لدى حكام الجزائر مدنيين وعسكريين يتجلى منذ البداية  في الادعاء بان لا اطماع لهم في الصحراء المغربية وأنهم  يساندون حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ليس إلا , لذلك يجندون دبلوماسيتهم لمعاكسة حقوق المغرب المشروعة بكافة الوسائل بما فيها شراء الذمم  ويأوون فوق ارضهم عصابات مسلحة تهدد الامن والاستقرار بالمنطقة وتزودها بالمال والعتاد وتحاول جاهدة فرض امر واقع لابتزاز المغرب وإضعافه , لكن المغرب قوي بشرعية قضيته وإجماعه الوطني ووحدة صفوفه وإرادة ملك وشعب  للذود عن الوحدة الترابية ومواجهة التحديات كيفما كان نوعها ومستعدين لمواجهة كافة الاحتمالات , واختم بما ختمت به الصحافية المقتدرة سمية الدغوغي برنامجها الوثائقي السالف الذكر بان آلاف المحتجزين داخل المخيمات فوق التراب الجزائري هم حبيسو اديولوجية الاوهام   , التي تضحدها حقائق الروابط بين هؤلاء وذويهم بالمغرب .  

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. مصباح رمضان
    25/04/2014 at 11:49

    لا يخيق المكر السيء الا بأهله
    تحياتي
    كان لا بد من هذه البانوراما السياسية في مستهل العهدة الرابعة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *