Home»Débats»هل وصل بعض رجال التعليم الى هذا المستوى ؟

هل وصل بعض رجال التعليم الى هذا المستوى ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

       احتدم صراع بين أستاذ ومدير مؤسسة بأزيلال تسبب لمدير بجروح على مستوى الوجه والرأس , من جراء خلاف حول تعبئة رخصة الغياب , ليتبادل الطرفان وتصل الأمور الى ضرب مبرح . أيا كان المتسبب وأيا كان المعتدي. تبقى القضية مأساوية , لأننا أصبحنا نسمع أو نقرأ بين الفينة والأخرى خلافات بسيطة تترجم بعنف لا مبرر له.

     وعليه يمكن لكل متتبع أن يطرح التساؤلات التالية:

  – لماذا أصبح رجال التعليم غير قابلين على تحمل بعضهم البعض؟

  – لماذا لم يعد رجل التعليم ذلك الإنسان الهادئ المتبصر الصبور؟

  – هل يعتبر رجل التعليم ضحية مجتمع لم ينصفه؟ أم جزء من المعضلة؟ أم المتسبب فيها؟

  – كيف يمكن إعادة الضوابط الى تعليمنا والاعتبار الى أستاذنا والمكانة الى منظومتنا؟

     إن ما وصل إليه تعليمنا من انحطاط وتدني وتهميش وتسيب وفوضى وتراجع …. يتحمل كل نصيبا من المسؤولية وإن كانت متفاوتة حسب الزمان والمكان وحسب الموقع والموضع. مجتمع كلف رجل التعليم أكثر من طاقته . رجل التعليم كان مثالا للقدوة الحسنة من تربية وسلوك وانضباط … من أناقة في اللباس ومكانة بين الناس وأجرة تكفيه . يحضر الى المؤسسة مبكرا عازما على العطاء في جو من المسؤولية والاعتبار, وتلاميذ مستعدون للتلقي والمتابعة والإنتاج من شدة شغفهم للتنافس على المراتب الأولى والبحث بجد عن النقط العالية والكد من أجل النجاح والفلاح , ومن أسرة صغيرة تعيش في ظروف مرتاحة لا تقلق باله ولا تعكر حاله, ومن مجتمع يقدر دوره ويحترم قدره…

    الى رجل تعليم تفاقمت همومه وتزايدت غيومه وتعاظمت أحزانه وتراكمت احباطاته, ومن أسرة لم تحقق له طموحاته, ومن تلاميذ لم يعودوا في متناوله من كثرة شغفهم وعزوفهم عن الدراسة وميولات بعضهم  الانحرافة , ومن مؤسسة لم تعد جذابة ولا محببة, الكل فيها ناقم والجميع بداخلها متوتر. وقس على ذلك …. ما العمل إذن.

    إن التباكي على الماضي لا يفيد ,والحنين الى الأمس بعيد . نحن نعيش واقعا يفترض علينا التعايش معه وفق أجندة واقعية منطقية ,ملؤها تحمل المسؤولية والعمل على التغيير وإرساء دعائم الانضباط والبحث عن البديل والمساهمة بإيجابية, بدل الحديث بالعدم والسلبية. صعوبة الوضع تفرض علينا تنمية قدراتنا في التواصل والتأقلم مع المعضلات التي تواجهنا بالبحث دوما عن الحلول رغم صعوبة الحال ورغم الاكراهات واتساع المجال. صحيح الوضع صعب والسن قد أخذ مأخذه,لكننا مع ذلك ملزمين بتجديد فكرنا وتعاملنا مع واقعنا وفق أجندته لا وفق أجندتنا والبحث عن مخارج لا عن مدخلات لم تعد قابلة للتطبيق.

   عندما تصل العلاقة بين رجال التعليم الى هذا المستوى من العصبية والخلاف ,الذي أظنه يتحمل كل طرف نصيبا فيها , ينبغي علينا الرجوع الى الأصل : التربية قبل التعليم,قبل التعصب او الانفعال لا بد من حساب الأمور حسابا جيدا.لم نعد شبابا ولا بدون بيت . وصلنا الى مرحلة من المسؤولية تفرض علينا التحكم في أعصابنا والتريث قبل ردود فعل على فعل مهما كان شعورنا. يكفي الجلوس قبل الكلام ,ويكفي عدم الرد في الحال,ويكفي الانسحاب عند الشعور بالمحال.

   الإعلام لم يعد يرحم,يترجم كل شيء وينقل اي شيء. فلا داعي للفضائح التي تكلفنا تشتيت عائلاتنا, في وقت أصبح يفترض فيه الاستعداد للاحتضان لا البحث عن الاحتدام . فلا داعي لخلافات نحن في غنى عنها .


MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. x
    17/12/2013 at 21:16

    الكثير من رجال التعليم جاؤوا الى التعليم صدفة

  2. جليبن
    18/12/2013 at 00:59

    تحية طيبة للاستاذ الفاضل والى كل الاساتذة الذين لم ينل من عزيمتهم بعد هذا الحضيض الاخلاقي الذي نتخبط فيه يوميا داخل مؤسساتنا .. لست ادري كيف يقبل الاستاذ على نفسه ان يتخطى مقام الاستاذية بكل ما يحمل من معاني السماحة والنبل و يرضى بالغوغاء .. نحمد الله على وجود اساتذة من ذهب مازال تعليمنا مشرقا بهم

  3. soumah
    18/12/2013 at 12:09

    الاستثناء لا يعتبر قاعدة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *