Home»Débats»عليك يا رئيس الحكومة أن تشطب لفظة عدالة من اسم حزبك إن كنت تحترم نفسك

عليك يا رئيس الحكومة أن تشطب لفظة عدالة من اسم حزبك إن كنت تحترم نفسك

0
Shares
PinterestGoogle+
 

عليك  يا رئيس الحكومة أن تشطب لفظة عدالة من اسم حزبك إن كنت تحترم نفسك

محمد شركي

لفظة عدالة يطرب لها كل آدمي ، ولكن شتى بين الطرب لسماعها ، وبين الاستفادة من ريعها . وكثيرة هي الأحزاب المحسوبة على الإسلام التي اختارت لفظة عدالة اسما لها تيمنا أو ادعاء أو  حتى ذرا للرماد في العيون من أجل تمويه وراءه ما وراءه من سوء نية وطوية. والعدالة صفة إلهية  تعبد بها الخالق سبحانه خلقه لأنه بدونها لا يستقيم أمر هذا الخلق في هذه الحياة أو ما بعد الممات . ولقد حذر الله تعالى من لم يعبده بالعدالة فقال وهو أصدق القائلين : (( وقد خاب من حمل ظلما))، وحمل الظلم إنما هو تغييب العدالة من واقع الناس . وشر تغييب للعدالة هو أن ترفع كشعار  يخدع به الناس دون أن يذوقوا طعما لها في واقعهم المعيش . لا يمكن لرئيس الحكومة أو من في حزبه أن يتهمني  بتحيز لخصم من خصومه السياسيين ،وهذه الخصومة السياسية والحزبية لا تعنيني في شيء ، وكل ما يعنيني هو الحق الذي أميل حيث يميل  ، ولا أبالي بلوم  لائم  ولا بلؤم لئيم .

ومن بينهم من كانوا قد أعفوا من هذه الضرائب لأن  عرباتهم  ـ أفضل تسميتها كذلك  ولا أسميها سيارات ـ   قد شاخت  وتجاوز عمرها ربع قرن من الزمان ، ثم  عادوا لدفع الضرائب من جديد  وبظلم صارخ حيث  فاق  قدر الضرائب  ثمن بعضها . وهذا الإجراء هو احتيال ماكر وخبيث وصارخ

وقفت هذا الصباح على خلل تسمية حزب رئيس الحكومة ، فوجدت أنه من الجناية أن ينعت حزبه بالعدالة  ، وقراراته تمارس الظلم الصارخ حين  وقفت مع طوابير المواطنين وهم يؤدون ضرائب السيارات ، ومن بينهم من كانوا قد أعفوا من هذه الضرائب لأن  عرباتهم  ـ أفضل تسميتها كذلك  ولا أسميها سيارات ـ   قد شاخت  وتجاوز عمرها ربع قرن من الزمان ، ثم  عادوا لدفع الضرائب من جديد  وبظلم صارخ حيث  فاق  قدر الضرائب  ثمن بعضها . وهذا الإجراء هو احتيال ماكر وخبيث وصارخ من أجل  منع هذه العربات من الحركة وقبرها ، وهو إجراء مسيء لشريحة عريضة من المواطنين لا يستطيعون التخلي عن عرباتهم الشائخة ، وفي نفس الوقت لا يملكون القدرة على دفع  ثمن ضرائبها الباهظة ، وبطبيعة الحال لا يستطيعون اقتناء سيارات جديدة  تصنع في بلاد الغير ، وتسوق في  بلد إذا سقط فيه الفأر على أم رأسه شج كما يقول المثل الشعبي من فرط الفاقة والحاجة . ولقد أقدم رئيس الحكومة على هذا الظلم الصارخ ، وهو على رأس حزب شعاره العدالة ـ يا حسرتاه ـ  فهل من العدل أن تكون ضريبة سيارة شائخة أكبر من قيمتها ؟  فإذا كان جواب الوزير أو من  يجيب عنه من الفضوليين وما أكثرهم بسبب عقيدة غزية التي لا تميز بين رشد وغواية  هو رغبة الحكومة في  تنظيف البلاد من  قطع العربات  النافقة ، قلنا له أو لهم  مرحبا بنظافة الوطن من نافق القصدير شريطة أن تكون القدرة الشرائية للمواطنين في مستوى البلاد التي قررت  تطهير أراضيها من  سقط العربات . ومن المؤكد أن هذا القرار الجائر من الحكومة ،والذي لن تعذر فيه مهما اعتذرت أو التمست من مبررات سيجعل شريحة عريضة من المواطنين  راجلة بعدما كانت راكبة مجرد ركوب يحفظ شيئا من كرامتها ،وإلا لا يمكن أن يحسب ركوبا أصلا بسبب شيخوخة ما يركبون . وأي عدالة هذه عندما يصير من كان نصف راكب أو شبيه بالراكب راجلا في ظل حكومة شعارها العدالة ؟  وكيف يقتنع الذي صار راجلا في حكومة شعار حزبها العدالة، وهو الذي كان نصف راكب أو شبه راكب في ظل حكومات بشعارات الجور بأنه  قد خرج من  نفق الفساد إلى  فسيح الصلاح والإصلاح ؟ 

ألا يجدر بك يا رئيس الحكومة  أن  تكشف عن حنة يدك  بإرجاع الأموال الطائلة بالعملات الصعبة المهربة خارج الوطن في أبناك سويسرا وغيرها من دول أوروبا الغربية عوض التعسف على أرباب العربات الشائخة التي  مضى على عمرها ما يزيد عن نصف قرن ؟

ألا يجدر بك يا رئيس الحكومة  أن  تكشف عن حنة يدك  بإرجاع الأموال الطائلة بالعملات الصعبة المهربة خارج الوطن في أبناك سويسرا وغيرها من دول أوروبا الغربية عوض التعسف على أرباب العربات الشائخة التي  مضى على عمرها ما يزيد عن نصف قرن ؟  ولا تكن يا رئيس الحكومة كما يقول المثل الشعبي  :  » الناس تغلبني  وأنا أغلب عائشة أختي «   حاول أن تواجه من سميتهم التماسيح والعفاريت ، وداريتهم بعبارة : »عفى الله عما سلف »  عوض أن  تواجه الأرانب بلا ناب ولا مخلب ولا مارج من نار . وإذا كان المثل العربي  يقول :  » الصيف ضيعت اللبن  » فأنا أقول لك  :  » هذا الشتاء ضيعت الناخب » دافعنا عنك  دفاع حق لما ظلمت بالافتراء من طرف خصومك الذين لا يريدون إصلاحا بل  يريدون تكريس فساد هم صانعوه ، ولكنك خذلتنا عندما جعلتنا كبش الضحية  ، وعرضتنا لسخرية خصومك الذين باتوا يشمتون بنا، لأننا آزرناك  ولكنك  دست على مؤازرتنا ، ولم ترع لنا ودا ولا  إلا  ولا ذمة . سنتخلى عن عرباتنا المهترئة  ونمشي على الأقدام لنقضي ما بقي من عمرنا لا نجد ما نحمل عليه  ، ونتولى وأعيينا تفيض من الدمع كما فاضت دموع سلفنا الذين لم يكتب لهم الركوب، ولكننا سنقاضيك يوم  القضاء الأكبر أمام قاضي السماء في محكمة شعارها : (( لا ظلم اليوم )) ، و (( قد خاب من حمل ظلما )) . وأخيرا أردد قول القائل :

  ولكنك خذلتنا عندما جعلتنا كبش الضحية  ، وعرضتنا لسخرية خصومك الذين باتوا يشمتون بنا، لأننا آزرناك  ولكنك  دست على مؤازرتنا ، ولم ترع لنا ودا ولا  إلا  ولا ذمة . سنتخلى عن عرباتنا المهترئة  ونمشي على الأقدام لنقضي ما بقي من عمرنا لا نجد ما نحمل عليه

فويل ثم ويل ثم ويل //// لقاضي الأرض من قاضي السماء.

وأنصح رئيس الحكومة أن يشطب على الأقل لفظة عدالة من اسم حزبه ليكون منطقيا مع نفسه وهو يمارس الظلم الصارخ .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

14 Comments

  1. مدير
    17/01/2013 at 19:57

    والظلم كل الظلم هو التغاظي عن اموال سرقت بغير حق وتعويضها
    بزيادة ضرائب على فئة كبيرة من المو اطنين الذين جعلوا ثقتهم في اصحاب الوزير الاول
    انه الظلم بعينه
    والاتي اخطر ياأستاذ

  2. عبد الله
    17/01/2013 at 20:08

    بسم الله الرحمان الرحيم :
    بداية أنا شخصيا مندهش من كثير من القرارات التي اتخذها ويزمع على اتخاذها رئيس الحكومة بن من موظفين ومأجورين ها هو يكيد لها ويرد إحسانها إليه بالإساءة ،فاللهم لإنا نسألك اللطف بهذه البلاد وبالعباد وحسبنا الله ونعم الوكيل .كيران ،فعوض أن يساند الطبقات الاجتماعية المسحوقة

  3. متتبع
    17/01/2013 at 22:15

    لقد عقبنا على بعض مقالاتك يا استاذ الشركي,حين كنت تدافع عن هذه الحكومة بلا هوادة,واعطيناك مثالا حيا على انها حكومة تسير على نهج سابقيها ليس الا,واعطيناك مثلا حيا عن سلوكات من تدعي الاصلاح تحت غطاء الاسلام,والاسلام براء من سلوكاتها,والمثال الذي اعطيناه لاباس ان نعيده ,وهو استئساد هذه الحكومة على الموظفين البسطاء,بحرمانهم من حق دستوري في الاضراب,وانزال استفساراتهم على الموظفين ومنهم مديرو المؤسسات العليمية حين قالوا لا للمحاسبة بدون اطار يحدد المهام,واذكرك حين اراد وزير التربية تجريد المفتشين من مهامهم التي يفرضها القانون وكانهم اقنان في ضيعته,والخروقات لا تعد ولا تحصى,وصدقت حين قلت الناس تغلب الناس وانا اغلب عائشة اختي,واذا كان وزير التربية من حزب غير محسوب على الاسلام ان صح التعبير فكنا ننتظر من الحزب الاسلامي بحكم تسميته وتوجهاته ان يقول لا لاحتقار الموظفين على اختلاف فئاتهم لكن لا حياة لمن تنادي.
    اخيرا جازاك الله خيرا على هذا المقال الذي انتظرناه منك منذ زمان لانك قلت الحقيقة وجانبت الصواب

  4. بوفرياطة
    17/01/2013 at 22:34

    استبشرت خيرا ذات صباح جمعة و أنا متوجه إلى مركز التصويت للانتخابات التشريعية الماضية. أديت واجبي الوطني كما أملاه علي ضميري، و قلت في نفسي و أنا راجع إلى بيتي :  » لقد أحسنت الاختيار يا عبد الله  » و انتظرت بفارغ الصبر و طوله لحضة الإعلان عن النتائج فكانت فرحتي كبيرة  » لقد حصل الحزب الذي صوتت لصالحه على أكبر نسبة ، و الحمد لله  » مرت الشهور و أصبحت نادماعلى ما فعلت . فها أنذا مقبل على المعاش و السيد رئيس الحكومة يرغب في تمديد سن الإحالةعلى المعاش إلى مافوق 65 سنة ، و ها أنذا أملك  » برويطة  » أقسمت بالثلاث أن لا تفارقني فرحة بأنني سأعوض لها الزيادة في ثمن البنزين بالإعفاء من ضريبة  » لافنييت  » . كنا ننتظر أن يبين لنا رئيس الحكومة براعته في التعويد و الطلاسيم لإخراج  » العفاريت  » من قوقعاتهم صاغرين مستسلمين ، و أن يصطاد  » التماسيح  » من المستنقعات و المياه الآسنة ، و لكنه لم يفعل ، و اتضح لي بأن « الحلوف كرموس و الكرموس حلوف « و أخيرا أريد أن أأكد لسيادة رئيس حزب المصباح « الذي لا ينير » بأنه خسر ستة أصوات من أسرتي الصغيرة .

  5. mahmoud
    17/01/2013 at 23:06

    Merci bcp Mr chergui je suis d’accord avec toi
    jusqu’a present on a rein vu de bien de ce gouvernement. que du mal
    et ce qui va venir c sera pire que ca
    Allah yahfad w safi

  6. مدير
    17/01/2013 at 23:21

    اكثر الله من امثالك ووفقك الله في كنابة مفالات في نفس الاتجاه

  7. سعاد / وجدة
    18/01/2013 at 12:23

    حسبنا الله ونعم الوكيل حسبنا الله ونعم الوكيل
    إرحل قبل أن تلحق بك دعوة مظلوم تدمر حياتك وتضيع آخرتك اتق الله فينا وفي شعب مكلوم لا يجد ما يأكله

  8. منهك من الضرائب
    18/01/2013 at 13:03

    أعجبني تعليق  » بوفرياطة  » فكيف لفانوس الحزب أن ينير مع الزيادة في البنزين ؟؟؟؟؟؟؟؟

  9. مواطن
    18/01/2013 at 19:32

    أنا من مؤيدي الحكومة الحالية و من معارضي الاخطبوط الذي يتلوى على هذا البلد الامين-أخطبوط الفساد – أتمنى للسيد بن كيران كامل التوفيق كما اتمنى ان يواصل السيد الوفا الاصلاحات التي تكلفه غاليا و تلقى معارضة المفسدين . اللهم سدد خطاهم و ألهمهم الصبر و السلوان .

  10. محمد سحنون
    18/01/2013 at 20:42

    ماذا تنتظر يا أستاذ الشركي من حزب صُنع في دهاليز أم الوزارات في مختبر ادريس البصري؟
    لذلك يسميه البعض حزب النذالة والتعمية

  11. متتبع
    18/01/2013 at 22:00

    الآن تيقنت جيدا أن موقع وجدة سيتي الذي كنت في الحقيقة مغروما بالدخول اليه كلما أردت الإبحار في شبكة الأنترنيت أنه غير عادل في اختيار التعليقات و تبين أن الأمر تشوبه الشوائب ،وهذا حيف في حق بعض رواد الموقع الذين تلقى تدخلاتهم سلة المهملات

  12. mohamed hamdaoui
    18/01/2013 at 23:13

    لا افهم اخي الشركي قولك ان هاته السيارات شاخت وتجاوز عمرها ربع قرن …انا اطرح عليك سؤالا ..اذا كانت هاته السيارات كما تقول فلماذا تريد ان يتم استعمالها ..ان لم يستطع على مصاريفها لا يستعملها وانتهى المشكل ..وحين تقع حادثة سير في ذلك الحين نرد السبب الى الحالة الميكانيكية …هل ركبت سيارة طاكسي اجرة كبيرة ..كلها غير صالحة تماما وتتسبب في العديد من حوادث السير المميتة من بين اسباب تلك الحوادث هو حالتها المهترئة ..حين يركب المواطن فيها يتلو الشهادتين …شخصيا انا مع هذا القرار ..على اعتبار ان السيارة هي من الكماليات وليس من الضروريات او مادة اساسية كالخبز والدقيق ..واللي ما يقدرش للسيارة مايشريهاش …يشري بدوك الفلوس الخبز لولادو ..والله الموفق

  13. عبد الله
    19/01/2013 at 11:12

    لا اتفق مع السيد حمداوي في طريقة تعليقه، لأن هناك سيارات جديدة و « مهرهرة » و هناك سيارات أخرى « شاخت » و لكن صالحة بفضل صيانة صاحبها لها. المشكل هو أن الموظف البسيط الذي يحتاج الى السيارة في تنقلاته مثل « الخبز و السكر » على حد تعبيره، لا يستطيع تغيير سيارته بأخرى جديدة ، إذا فعلا جل « ضربات » الحكومة الحالية كانت قاسية على الموظف البسيط بل الطبقة المتوسطة و الفقيرة فقط

  14. أبو اكرم
    20/01/2013 at 21:09

    لم يحالف التوفيق المتدخل حمداوي الذي هو من قوم غزية في اعطاء الدروس لزملائه فالسيارة عند الموظف تعادل في قيمتها ما أسميته خبزا كما ان حمداوي تناسى كرئيس حكومته القدرة الشرائية للمواطنين. بعيدا عن ذلك اطلب من حزب التنمية ومن بنكيران التامل جيدا في هذا المستجد المتمثل في الذين ناصروه ومنهم انا والذين أحسوا بأنهم خدعوا في بنكيران تحديدا. وبالتاكيد لسنا من احزاب المعارضة التي لا يختلف جلها عن بنكيران.مع فارق بسيط وهو مبالغة بنكيران في التنكيل بالموظفين والاساتذةوسائر المواطنين ( الرفع من مختلف الضرائب الزيادة في سن المتقاعد الذي يعني عندنا في المغرب و في الغالب شخصا مريضا ومتعبا)ولايهمه المردودية المهم عند بنكيران ربح سنة مالية لتعويض سرقات صناديق التقاعد . حقيقة لا اعرف سببا نفسيا لهذا التنكيل وعجزه وجبنه المطلق عن مواجهة المجرمين الحقيقيين ولصوص المال العام وهم محيطون به من كل جانب..فعلى حزب بنكيران قراءة مقال الشركي عدة مرات .انه انذار صادق

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.