Home»Débats»وفقة مع رسالة المختار لغزيوي إلى من سماهم شعب هيسبريس

وفقة مع رسالة المختار لغزيوي إلى من سماهم شعب هيسبريس

0
Shares
PinterestGoogle+

وفقة مع  رسالة المختار لغزيوي إلى من  سماهم شعب هيسبريس

 

محمد شركي

 

لا زالت تداعيات القضية التي صارت تعرف بقضية النهاري والغزيوي  تتفاعل ، وآخر تفاعلاتها رسالة  وجهها  السيد المختار لغزيوي  في مقال تضمن  أيضا عبارة : » كم أنت مرعبة أيتها الحرية « . أما ظروف الرسالة فهي حالة الرعب التي صار يعيشها لغزيوي على إثر استفزازه لمشاعر المغاربة الدينية والخلقية  مع أنه أظهر الشجاعة  والتحدي في مقاله . وسأقف  مع رسالته على غير موقع هسبريس  الذي يفرض علي حظرا منذ  مدة لأنني عبرت عن وجهة نظري المخالفة لتوجهه الحداثي العلماني ، بعدما كان قد رحب بمقالاتي ووعدني صاحبه بنشر مقال لي كل أسبوع ولكنه أخلف الوعد  .  وفي البداية أقول للسيد لغزيوي الذي  افتتح رسالته إلى شعب هسبريس كما سماه ، والأجدر أن يسميهم  رواد هسبريس المحترمين  ،لأن مفهوم الشعب  أكبر  وأقدس مما صورته .وعبارة :  » كم أنت مرعبة أيتها الحرية  »  تجعلني أتساءل عن أية حرية تتحدث في  موقع هسبريس الذي صادر مني حرية الرأي لأنني لست حداثيا ولا علمانيا في حين يصول الحداثيون ويجولون  فيه ، ويعبثون بآراء غيرهم كما يشاءون. فالحرية يا سيد لغزيوي  عند الحداثيين  والعلمانيين  هي أن يعبروا كما يحلوا لهم وكما يطيب ، ولكن ليس من حق غيرهم أن يعبر لأنه متطرف  وظلامي وقاتل  وحامل لكل أنواع الرعب كما وصفت السيد النهاري ، وهو وصف اعتمدت فيه إدانة مرجعيته وليس إدانته  وهي مرجعية لم ينطق فيها من فراغ  تماما كما أنك لا تنطلق من فراغ . صدقت في قولك إن الحرية مرعبة ، أجل حرية الرأي  وحرية التعبير ترعب موقع هسبريس  أشد الرعب ، لهذا اخترت أن أقف  مع رسالتك على موقع وجدة سيتي  الذي لا يمارس الوصاية على حرية التعبير والرأي ، وأنا أدعوك إلى توجيه رسالتك إلى شعب وجدة سيتي أيضا وهو موقع قريب من غريمك السيد النهاري دون أن ترعب  هذا الموقع حرية تعبيرك أو حرية رأيك  كما أرعبت حرية تعبيري وحرية رأيي موقع هسبريس . الحمد لله يا سيد لغزيوي أنك  أعلنت  تشبثك بإسلامك وإيمانك .  وأتفق معك أن العلاقة  بين الإنسان وخالقه  لا تعني غيرهما إلا  ما شاء الخالق سبحانه فهو صاحب القرار ، وهو الذي يحدد العلاقة بينه وبين خلقه ، كما يحدد العلاقة بين خلقه فيما بينهم . وها أنت ترى أنك لست حرا في علاقتك بخالقك  كما تظن،  بل  خالقك  خلقك للعبودية ، ولا تتحقق حريتك بالمعنى الصحيح إلا إذا كنت عبدا لخالقك ، وعبرت عن قبولك للعبودية الإجبارية التي يشترك فيها المؤمن والكافر ، وللحرية الاختيارية التي هي موضوع مساءلة بين الخالق سبحانه والخلق بعد نهاية هذا العالم . لا أحد سيناقشك في عبوديتك الاختيارية لأنك مسؤول  عنها أمام خالقك . ولا أحد سيشكك فيها لأنها مرتبطة بمنطقة محرمة لا يعلمها إلا الله عز وجل . ولكن يا سيد لغزيوي  إذا كانت العبودية الإجبارية لها مظاهرها الدالة عليها كإجبارية المجيء إلى الحياة  ، والانتهاء إلى الموت وما بينهما من إجبار كالصحة والسقم ، والنوم والطعام والشراب  والتخلص منهما إلى غير ذلك مما لا يملك مخلوق تجاوزه ، فإن للعبودية الاختيارية مظاهرها الدالة عليها أيضا وهي  الخضوع لما شرع الخالق سبحانه عن طيب خاطر واقتناع لوجود فرصة الاختيار بين الرفض والقبول  . فلا يمكن أن يدعي العبودية الاختيارية من يرفض أوامر ونواهي خالقه . وإذا كان ليس من حق الخلق أن يتدخل في  علاقتك مع خالقك وأنت تمارس عبوديتك الاختيارية ، فلا يمكنك أن تمنعهم  من أن  يحكموا  على طبيعة عبوديتك الاختيارية من خلال  تصرفاتك ومواقفك العملية،  لأنهم أمروا بأن يحكموا  على الظواهر والله يتولى السرائر . فإن أنت أشرت تصريحا أو تلميحا إلى رفض أمر أو نهي إلهي فمن حق الخلق أن يقول لك أو عنك  إنك قد  أخللت بقواعد العبودية الاختيارية  التي مدارها حول رفض أو قبول  طاعة الخالق سبحانه ، وهي حرية الاختيار بامتياز .

يا سيد لغزيوي  أنت وصفت شعب بلادك بعبارة :  » خروب بلادي  » الذي يراد باستعمالها الاستخفاف بالخلق  ، وهو خلق كرمه الله تعالى  القائل : (( ولقد كرمنا بني آدم )) ولو أراد الله عز وجل  أن يجعلهم خروبا لفعل ، كما فعل  حين مسخ الخارجين عن طاعته من بني إسرائيل قردة وخنازير . وزعمت أنك تعرف العجب العجاب  وهذا منتهى الغرور ، ودونك قول القائل :

قل لمن يدعي في العلم فلسفة /// علمت شيئا وغابت عنك أشياء

 وخير من ذلك ما جاء في الأثر :  » ما يزال العبد عالما ما طلب العلم فإن ظن أنه علم فقد جهل  »  ولهذا لا يحسن بك أن تكون  » بوعروف  » كما يقول خروب بلادك الذي زعمت أنك تعرفه .

 أكبر فيك يا سيد لغزيوي  أنك  لم ترض لعائلتك الموقرة والمحترمة الفساد والفجور والفاحشة ، وأكبر فيك أنك دفعت عنك تهمة الدياثة . وأكبر فيك أنك لم ترض أن يكون وطنك بلاد الإسلام ماخورا كبيرا  ، وأكبر فيك أنك تنكرت للدعوة إلى الدعارة ، ولكن زل تعبيرك عندما قلت  أنك تريد أن يكون الإنسان حرا في جسده . فلقد هدمت يا سيد لغزيوي صدر كلامك بعجزه ، وأثبت ما نفيته من قبل  ، ووقعت في تناقض  صريح  وواضح. فالحر في جسده  يفعل به ما يشاء ، ومما يمكن أن يفعل به أن يبيحه  جنسيا  بدعوى أنه حر فيه ، أليست هذه يا سيد لغزيوي  دعوة صريحة إلى حرية الجنس ؟ أليست دعوة إلى الدعارة ؟ وهب أن خلقا كثيرا أقرك على ما دعوت إليه ألا يصير وطنك عبارة عن ماخور كبير ؟ وهب أن  عائلتك المحترمة  أيضا أقرتك على ما تدعو إليه ألا تكون قد  رضيت لها  الفساد والفجور والفاحشة ؟  وماذا تسمي من يرضى ذلك لعائلته أو لغيرها أليس ذلك دياثة ؟ 

ولقد خلطت يا سيد لغزيوي بين الحرية السياسية  والاقتصادية والقيمية كما سميتها ، وبين حرية لا يمكن إلا أن تسمى عبثية بامتياز . فحتى الحرية السياسية  والاقتصادية  والقيمية  قد قننها لك خالقك سبحانه لأنه خلقك وسط خلقه ، وتعبدك بعبادات لا تصح إلا بشكل جماعي . فالسياسة  والاقتصاد والقيم تفرض عليك أن تخالط الخلق ، وتجعل حريتك رهينة بحرية هذا الخلق . وخالقك تدخل في جسدك وفي أجساد غيرك من خلقه ، وقنن التصرف فيها ، فلا يحق لك أن تقول أنك حر فيها ، وأنك تفعل في جسدك ما تشاء ، بل لا تفعل فيه إلا ما شاء خالقه سبحانه الذي  وهبه لك نعمة من بين نعمه التي لا يحيصها العد ، وأمرك أن تشكرها ، وشكرها ليس مجرد شكر لسان، بل هو التصرف فيها كما شاء الواهب سبحانه .

وأكبر فيك التواضع ، وأرفض  أن تصف نفسك بالتافه لأنك من خلق الله عز وجل المكرم ، ولكنك نقضت تواضعك كما نقضت عبوديتك الاختيارية من قبل  عندما زعمت أنك حركت المادة الرمادية لمواطنيك  بقضية لا أظن أنها بالأهمية التي تظن أو تزعم ، الشيء الذي يعني أنك تشكك في تشغيلهم لهذه المادة ، أو أنك تتهمهم بالغفلة والبلادة ، ويحسن بك أن تعذر لشعبك الذي هو من أذكى شعوب الأرض ، ويفهمها طائرة في السماء كما يقول المثل العامي .

يا سيد لغزيوي لو اكتفيت بشكوى السيد النهاري  إلى العلي القدير لكفاك  وكان حسبك ونعم الوكيل إن كنت بالفعل مظلوما ، إلا أنك  نعته بالظلامية والتطرف والإجرام والقتل  وكل أنواع الرعب ، الشيء الذي يعني أنك نلت قصاصك منه . وأنا سائلك : ماذا لو كان السيد النهاري بريئا مما نعته به يوم الخصومة بينك وبينه يوم القيامة بين يدي العلي القدير ؟  وأكبر فيك أنك لم ترد إدخاله السجن ، ولكن ليكن في علمك أن غيرك ممن تظن أنهم يؤازرونك في  قضيتك ـ إن صح أن تكون قضية ـ   يريدون إدخاله السجن منذ زمن طويل، لأنه  يقلقهم بقول الحق ، وبممارسة  حرية التعبير التي ترعب  كما وصفتها . والقضية يا سيد لغزيوي عبارة عن زوبعة في فنجان  كما يقال حيث استغلت السياسة   للطعن في الدين ، وأراد الحداثيون والعلمانيون ـ  وأنت منهم ـ  إثبات فشل الإسلاميين في تجربتهم السياسية ، وعوض  خوض حرب نظيفة اختاروا الحرب القذرة التي تمس بالقيم الدينية بذريعة مواجهة الإسلاميين . والحداثة يا سيد لغزيوي التي انتسبت إليها  مفاخرا  بمفهومها  عند صناعها  حيث وجدت  هنالك في بلاد غير بلادك ، وفي عقيدة غير عقيدتك  تتموقع على طرف نقيض من دينك ،  ولا يمكنك أن تكون حداثيا  ومسلما في نفس الوقت ، ولا علمانيا ومسلما في نفس الوقت ،  لأن الحداثة والعلمانية منقضتان للإسلام إذا ما تحدثنا الصراحة ، وتنكبنا النفاق  . والحداثة ليست مجرد تطور كما يسوق لها المسوقون،  بل هي اعتقاد وتصور رافضة لغيرها ، وبانية  لذاتها على حساب هذا الغير، ومعتبرة نفسها البديل  عن كل تليد  بما فيه الدين الإسلامي . وأنا  لا أتحدث عن المفردة اللغوية التي تعني  طلب الجديد  أو الحديث ، بل  أتحدث عن المفهوم بالمعنى الغربي  الذي تم استيراده بدلالتها الغربية ، لا بالدلالة النفاقية عندنا  . والحرية يا سيد لغزيوي لا ترعب سوى  الذين يحملون الفكر الاستئصالي  كما هو حال موقع  أصحاب هسبريس  الذين أقلقتهم مقالات أمثالي لأنه لا تعزف على أوتارهم .

يا سيد لغزوي ما قاله السيد النهاري  يمكن أن يقوله لك كل واحد له نفس المرجعية الدينية . فالذي يقول  للناس أنا  أعتبر الإنسان حرا في جسده يفعل به ما يشاء ، سيقال له حتما  إنك تبيح له  الزنا، لأنه سيفعل بجسده ما يريد ، ومما يمكن فعله أن يبيحه جنسيا . وما قيل عن عائلتك هو نفس ما قاله رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم لشاب  تجاسر عليه وطلب  منه أن يرخص له  حرية التصرف في جسده جنسيا فأجابه عليه السلام بقوله :  » أو ترضه لأمك ، أو ترضه لبنتك أو ترضه لأختك ….  » أو كما قال عليه السلام . كل الناس عندما يفهمون من كلامك أنك تبيح حرية التصرف في الجسد ،  سيقولون لك نفس القول ، لهذا لا يمكن أن تنعت صاحب هذه المرجعية بالظلامية والتطرف  والقتل  وكل أنواع الرعب ، لأنك إن فعلت تكون في الحقيقة تدين  مرجعيته ولا تدينه  هو في حد ذاته .والظلامية يا سيد لغيزوي  حدد ها كتاب الله عزوجل في قوله تعالى : (( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات ))،  فالله تعالى حدد مفهوم الظلامية تحديدا يختلف عن تحديد العلمانية والحداثة لها . و ما دمت يا سيد لغزيوي قد أكدت إسلامك وإيمانك فلا يمكن أن تتنكر لنصوص القرآن الكريم ، ونصوص الحديث  ، وتنفي على سبيل المثال قوله تعالى : (( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة ))  وقد سردت عليك النصوص القرآنية ما دمت قد استشهدت بنص قرآني ، ولا يمكن أن تؤمن ببعض الكتاب وتكفر ببعض . وأخيرا آمل ألا يكون خطابك كخطاب  من قالوا لنبيهم عليه السلام : (( قالوا يا شعيب أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء ))  فخطاب قوم شعب يا سيد لغزيوي لا يختلف عن خطابك  حين تقول إن الإنسان حر في جسده يفعل  فيه ما يشاء . وأسأل الله لك الهداية بمناسبة حلول شهر المغفرة ، وأرجو ألا ترضى بأن تكون  مطية أو دمية أصحاب صراع حزبي  وسياسي من النوع القذر ، وأن تكون بالفعل دافعا بالتي هي أحسن  لتصير عداوتك للشيخ النهاري محبة  وولاية حميمة .  

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. Azzeddine Sadki
    06/07/2012 at 03:57

    je crois que nous sommes entrain de donner de l’importance à un journaliste travaillant dans un journal ayant basé sa ligne éditoriale du coeur au coeur, de l’intimité des gens à publier sur ses pages pour susciter la curiosité et sonder la prédisposition des marocains à accepter la liberté dans un sens prédéterminé, ce journal ayant été plus « exposé » dans ses écrits était peut être juste le début d’une chute sociale orchestré à laquelle bien des gens comme ce monsieur espèrent entraîner les marocains.

    Il est encore plus inquiétant le communiqué du ministère de l’Islam quand il parle de Nhari en oubliant l’incitation à la débauche publique lancé par ce monsieur journaliste.

    Ou certains veulent-ils emmener le Maroc? sont-ils sûrs d’avoir pensé tous les dommages collatéraux? Ce sont deux interrogations qui méritent d’être posées.

  2. hafid
    06/07/2012 at 18:28

    في الثمانينات ابتلينا بالماركسيين وفي التسعينات ابتلينا بمن يعبدون الشيطان ومن ياكلون في رمضان واليوم ابتلينا بالذيوتيين والثعابين وغيرهم نسال الله السلامة.

  3. mohammed
    06/07/2012 at 19:26

    ces messieurs qui incitent les marocains à la debauche ont des moyens rapides de s’exprimer et d’envoyer leurs messages par la presse ecrite et la television,drabni ou bka sbakni ou chka.

  4. بن العياشي
    07/07/2012 at 13:08

    شكرا للأخ السيد محمد شركي على تعقيبه الرصين.، أود أن أضيف هنا بكل الوضوح اللازم أن الأخ الصحفي الشاب لغزيوي -ومن وجهة نظري -أخطأ خطأجسيما في حق نفسه وفي حق المجتمع المغربي المسلم. -وهو خطأ متكرر منه للأسف الشديد- في عدد من آرائه المتهافتة وكتاباته المندفعة. ومن واجبه المراجعة الهادئة لأفكاره ثم لاعتذارعن مكامن الخلل فيها وما تسببه من أضرارلمجتمعه lإذا أمكنه ذلك
    وفي كل الأحوال. فهذه الأمة لها قيم وهذه القيم لها تاريخ هو جزء لا يتجزأ من
    ذاكرتها وحضارتها .وفي كل الأحوال لا يجب الخلط بين الأشخاص و المرجعيةالإسلامية. فهذه المرجعية جديرة بالاحترام بين أهلها و في أرضها ومنبتها. .أليس كذلك.؟
    .

  5. Moslim Marocain
    22/07/2012 at 17:01

    السلام عليكم و رحمة الله و براكته

    بـــارك الله فيــك أخي الكريــم على الكلام الواضح و بالخصوص طريقتك الحضارية الراقية في محاورة السيد الغزيوي الذي كـــان من الـــواجب عليه، قبل أن يوجه وابل من التهم كرد على تصريـــح أحد علمـــاء المغرب و الأمة ، أن يراجع تصريـــحاته و حواره مع الصحافية التي كانت ذكية و إستعملت مناورة صحافية متمكنة لإسقاطه في الفخ و إدخاله في دوامة و صراع أكبر منه بكثيــر و أعتذر إن قلت هذا لأنها الحقيــقة لأن الشعب المغربي و الشباب المغربي بالخصوص ليس متساهلاً في أمور تخص العقيـــدة مهمــا وقع في الخطأ و مهمـــا زل عن الصريــق لأن (كل إبن آدم خطــاء و خير الخطائيـــن التوابون) و يا ليتك تعترف بالخطأ و تتوب إلى الله عز و جل و تعتذر بشكل حقيقي و لائق من الشعب المغربي العريـــق و الأصيـــل و إن قلت غير ذلك كمـــا جاء في تصريحك : (العكس هو الحقيقي، الحرية لاتصلح لنا. نحن عباد وعبيد ومستعبدون،) و هذا تهكم و إحتقار و ليس إعتذاراً … و قلت قبل هذا الكلام : (إن « الحرية حل وليست مشكلا ولن تكون أبدا) »، هذه التي تكلمت عنها و هي الحرية التي تبيح الفاحشة و الفساد و الزنا هي حل لماذا في نظرك ؟ عفواً ربمــا كنت تريد قول إنحلالاً … و لكن (شعب الفيسبوك الخالد) كمـــا أسميته لا يرضى بذلك أبداً إلا من إتبعك منهم و دافع معك بدون تفكير في المصير و لا في الدين ربما هكذا بعشوائية لأن الفكرة راقت له و أعجبته لأنه مكبوت للآخر و ليس حراً بل مكبل بالشهوة و اللذة المحرمة شرعاً و بالمنـــاسبة ليس الشيخ النهاري هو الذي حرم هذه الحرية الشهوانية و إنمــا حرمها الله عز و جل و حرمها نبي الهدى الذي أخرج النـــاس من الظلمـــات إلى النور و الظلمـــات هنــا هي ظلمـــات الجاهلية التي كـــانت كمـــا تدعو إليه أنت الآن الحرية المطلقة بدون قيود و لا قوانين و لا إحترام للغير ولا مبـــاديء و نحن لا نريد الخروج من النور إلى الظلمـــات لأننــا بكل صراحة لسنــا بلهـــاء و لا كمـــا وصفتنــا (الفاحشين البذيئين) أو ذلك السيـــاق الذي تهكمت فيـــه بشكل واضح من الشعب المغربي الغيور ، أيها الموقر من الواجب عليك إن أنت تريـــد أن تكون صحفياً نـــاجحاً في بلد مسلم و ذو أخلاق و قيم إسلامية أن تدرس جيداً الديـــن و تقرأ القرآن الكريم بتمعن .. و أنــا لا أنقص من شأنك أو أقول أنك لا تقرأ القرآن لا و لكن الكلام الذي قلته سواءً على الهواء في القنـــاة التلفزية أو التي كتبتها للدفاء عن موقفك أو مـــا كتبته كإعتذار ســـاخر من الشعب المغربي الأصيـــل يبين أنك لا تعرف الشيء الكثيــــر للأسف عن الديـــن الإسلامي الحنيـــف و تتكلم بكل طلاقة في الحرية و مـــا هي الحرية في بلد مسلم 100 % و أنصحك أن تعيـــد ليس الإعتذار بشكل صحيـــح و شجـــاع و إنمـــا أن تعيـــد النظر في معتقداتك و إيـــمـــانك و نحن في شهر الغفران و التوبة و العتق من النـــار … أسأل الله لنـــا و لك الهداية و السداد إنه ولي ذلك و القـــادر عليه .
    و بالمنـــاسبة إليك بعض النصوص من كلام الله عز و جل لعلهــا تنيـــر لنــا الطريـــق و تكون سبباً في العودة و الإنـــابة إلى الله تعالى :
    قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} سورة النور آية 21
    و قال سبحانه{ يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} سورة التحريم آية 6
    وقال تعالى : { وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون } سورة النور آية 16
    ولنقتد بهذه الحكمة النبوية البالغة في هذا الحوار الذي هو درس لمن يرضى الفاحشة لأهله :
    عن أبى أمامة (رضى الله عنه) قال: إن فتىً شاباً أتى النبى (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله ائذن لى فى الزنا ، فأقبل القوم فزجروه ، وقالوا: مه مه
    فقال له: « ادنه » – أى اقترب منى – ، فدنا منه قريبا ،
    قال: أتحبه لأمك؟
    قال: لا والله ، جعلنى الله فداءك.
    قال: « ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ».
    قال: أفتحبه لابنتك؟
    قال: « لا والله يا رسول الله ، جعلنى الله فداءك ».
    قال: « ولا الناس يحبونه لبناتهم ».
    قال: أفتحبه لأختك؟
    قال: « لا والله ، جعلنى الله فداءك ».
    قال: « ولا الناس يحبونه لأخواتهم ».
    قال: أفتحبه لعمتك؟
    قال: « لا والله ، جعلنى الله فداءك ».
    قال: « ولا الناس يحبونه لعماتهم ».
    قال: أفتحبه لخالتك؟
    قال: « لا والله ، جعلنى الله فداءك ».
    قال: « ولا الناس يحبونه لخالاتهم ».
    رواه الإمام أحمد عن أبى أمامة ، وذكره الهيثمى فى مجمع الزوائد وعزاه إلى الطبرانى وقال: رجاله رجال الصحيح (1/129) – انظر الصحيحة للألبانى – عليه رحمة الله – (
    370)
    أعتذر عن الإطـــالة
    و السلام عليكم و رحمة الله

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *