Home»Débats»ما أشبه حكاية النظام الجزائري بحكاية التي تركت زوجها ممدودا وذهبت لتعزية أهل محمود

ما أشبه حكاية النظام الجزائري بحكاية التي تركت زوجها ممدودا وذهبت لتعزية أهل محمود

0
Shares
PinterestGoogle+
 

ما أشبه حكاية النظام الجزائري بحكاية التي تركت زوجها ممدودا وذهبت لتعزية أهل محمود

محمد شركي

من الأمثال السائرة التي لا زالت تحتفظ بها الذاكرة الشعبية عندنا حكاية امرأة مات زوجها أو أوشك على الموت ، فتركته  يغرغر، وذهبت لتعزية أهل ميت يدعى محمود. وهذا المثل يضرب لكل من ترك واجبا ، واشتغل بما دونه وجوبا. فالنظام الجزائري الذي يعد النموذج الأسوأ في منطقة المغرب العربي ، وحوض البحر البيض المتوسط في سياسته الداخلية والخارجية على حد سواء ، حيث مارس داخليا أكبر قمع للديمقراطية في التاريخ البشري عندما أوشك الإسلاميون في الجزائر على الوصول إلى السلطة بطريقة ديمقراطية ، فأجهز  هذا النظام الذي قوامه جنرالات  نصبتهم فرنسا على نتيجة الانتخابات ، وأدخلوا البلاد في حمامات دم ومآسي لم يشهد مثلها التاريخ ، حيث ارتكبت أبشع المجازر من طرف الجيش الجزائري ، ونسبت للإسلاميين. ومع حلول الربيع العربي كان من المفروض أن يكون  الشعب الجزائري أول من يتخلص من نظامه الفاسد والديكتاتوري إلا أن النظام في الجزائر عمد إلى القمع الممنهج للثورة الشعبية الجزائرية المنهكة التي استنزفتها المذابح  الرهيبة . وبلا حياء أو خجل طار الرئيس الجزائري إلى تونس لحضور الذكرى الأولى لسقوط نظام الرئيس بنعلي الفاسد والمستبد ، وكأن نظامه نظام ديمقراطي لم يفرض بقوة الحديد والنار على الشعب الجزائري . ولقد وجد مع شديد الأسف من يستقبله في تونس ، ويسكت على جريمته ضد شعبه المغلوب على أمره. ولقد كان حضور النظام الجزائري في احتفال تونس بزوال الطغيان فيها  مهزلة ساخرة. ومن المعلوم أن النظام الجزائري هو سبب خراب اتحاد المغرب العربي لأنه حريص دائما على ألا يكون هذا الاتحاد أبدا تنفيذا لأجندة أجنبية يطبقها جنرالات فرنسا حتى لا تتكون قوة عربية  في شمال إفريقيا وجنوب أوروبا يمكنها أن تهدد أوروبا اقتصاديا أوعسكريا ، ويمكنها أن تكون قوة عربية رادعة تحول دون الأطماع الصهيونية في المشرق العربي. ولقد تشبث النظام الجزائري  بفكرة اختلاق نظام لقيط فوق الصحراء المغربية من أجل إضعاف المغرب ،ومن أجل  الحصول على منفذ على واجهة المحيط الأطلسي.

ولقد عمل النظام الجزائري كل ما في وسعه من أجل تضييق الخناق على المغرب من خلال سياسة إغلاق حدوده ، بعد مناورة نقل العنف فوق التراب المغربي من أجل صرف الأنظار عن جرائمه النكراء ضد شعبه، الشيء الذي اضطر المغرب إلى مواجهة هذه المناورة المكشوفة  بما يلزم من حزم ، الشيء الذي استغله النظام الجزائري ليكون شماعة وذريعة لإغلاق الحدود . والنظام الجزائري ليس من مصلحته أن يدخل الرعايا الجزائريون إلى المغرب لأنهم  سيقارنون بين وضع بلد البترول والغاز ، وبين وضع بلد الزراعة والفلاحة ، وسيدركون من خلال هذه المقارنة مدى فساد نظام  جنرالات فرنسا المستبدين بالحكم.  ويحاول النظام الجزائري  السخرية من شعبه المسكين  عندما يوهمه بأن جيرانه المغاربة في ضائقة ،وأنه لا يجب أن  يفتح الحدود معهم حتى لا يساعدهم على الخروج من ضائقتهم . ويصدق العوام والبسطاء من الشعب الجزائري أكاذيب نظامهم ، ولكن عموم الشعب الجزائري الواعي  والراشد يعرف جيدا أن نظامه يسوق للأكاذيب من أجل تضليله. ولقد سبق للنظام التونسي المنهار أن سوق لفكرة  تقدمه الاقتصادي على جيرانه حتى فضحت الثورة أسراره حيث كان  تقدمه المزعوم مجرد مشاريع سياحية تدر على الرئيس الفار وعشيقته وأهلها الأرباح  الطائلة على حساب الشعب التونسي المسكين . وسبق للنظام الليبي المهزوم  أن سوق لفكرة تفوقه على جيرانه في المغرب العربي ، وتظاهر باستقطاب اليد العاملة الإفريقية والأسيوية  والأمريكية اللاتينية حتى كشفت الحقيقة أنه كان يستعد لقتل شعبه عن طريق عصابات الإجرام الإفريقية والأسيوية والأمريكية اللاتينية . ولا يختلف حال النظام الجزائر عن حال النظامين البائدين في تونس وليبيا ، فهو يحاول خداع شعبه بأن وضعه أفضل وضع في  منطقة المغرب العربي ، والحقيقة أنه أسوأ وضع  كما يعرف الجزائريون  ذلك ، خصوصا الذين يسافرون عبر دول المغرب العربي ، وعبر دول باقي العالم . وأخيرا نقول للنظام الجزائري  عليك أن تهتم بالمدود عندك عوض الذهاب إلى عزاء محمود في تونس .

وخير لك أن  تفر كما فر رأس النظام التونسي  مع عشيقته ، أو تنتظر أن يفعل بك ما فعل برأس النظام الليبي وذريته الفاسدة ، ومرتزقته ، وأن تترك الشعب الجزائري يقرر مصيره الذي تقرر ديمقراطيا قبل أكثر من عقدين ، وكان هو أول شعب  جسد إرادة الشعوب العربية الراغبة في تحكيم الإسلام في حياتها  ،والتشبث بهويتها وأصالتها، عوض التبعية للغرب ، بعدما كان أول شعب  قدم مليون ونصف مليون شهيد من أجل أن يظل شعبا مسلما ينتمي للعروبة ، وليس شعبا يحكمه جنرالات فرنسا التي عاثت في أرضه الفساد لأكثر من قرن من الزمان دون أن تقدم حتى مجرد اعتذار على ما ارتكبت من مجازر فاقت كل المجازر في التاريخ البشري. وتعتبر المذابح التي ارتكبها جنرالات فرنسا استمرارا لما ارتكبته فرنسا ضد الشعب الجزائري المسلم حقدا على الإسلام .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. متتبع
    15/01/2012 at 09:53

    الاخطر من كل هذا هو تصريح الرئيس الجزائري عندما قال « احيي ما حققه الشعب التونسي، من تغيير بنفسه دون تدخل خارجي » وهي رسالة مبطنة بالحقد والكراهية للشعب الليبي الذي طلب المساعدة من قوى اجنبية للتخلص من نظام ديكتاتوري مثله ،وهي الصورة التي يخاف النظام الجزائري ان تتكررلديه،والاكيد ان ربيع الجزائر قادم لا محالة ، واتصور احتمالين لا ثالث لهما:
    الاحتمال الاول صناديق الاقتراع ستزيح هذا النظام بلا رجعة اذا افترضنا ان الانتخابات ستكون نزيهة وشفافة,
    الاحتمال الثاني وهو الاقرب الى الحقيقة ،سيعمد النظام الى التزوير وفي هذه الحالة ستقوم ثورة شعبية عارمة ستزيح هذا النظام وبالطبع ستكون له عواقب قد تفوق ما يحصل للشعب السوري الان,
    العد العكسي بدأ ،الشعب الجزائري ينتظر بفارغ الصبر الانتخابات المقبلة لعله يزيح هذا النظام دون خسائر وإلا سيكون مكرها لاختيار الاسوأ

  2. أحمد
    15/01/2012 at 13:24

    لم نجن من الجيران غير السوء و المكائد و الدسائس طيلة ردح من الزمن كان بالإمكان أن نجابه المشاكل بوحدتنا بدل تفرقتنا.الكل بات يعرف أن المستفيد الأكبر من هذا الوضع هم ساسة الجزائر ،لأن زرع المحبة فيما بيننا يعني اطلاع الشعب الجزائري على الإنجازات الكبيرة التي حققتها الإرادة المغربية الصادقة و بدون بترول، وهو الأمر الذي سيساهم في تأجيج الكراهية للجيش الجزائري الحاكم الذي ما فتئ يزرع الكراهية الشعب الجزائري لشقيقه المغربي عبر جرائده ك »الشروق » و « الخبر » و « الشعب » .إلخ…نطلب من الله الهداية لحكام الجزائر حتى يتعظوا و لا نتمنى الفتنة عند الجار لأن ذلك سيؤدينا لا محالة ، حيث سيلجا سكان الغرب الجزائري إلى شرق المغرب بكثافة، ونحن نعلم كيف تسصعب المعيشة عندنا ، و كيف تتطور الجريمة و يصعب ضبط النظام

  3. Taher
    15/01/2012 at 16:59

    تحتل الجزائر المرتبة الأولى في استيراد القمح, والثانية عالميا في حوادث المرور بمعدل 350 ضحية شهريا, والثامنة في لائحة أكثر الدول اقتناء للسلاح خلال سنة 2010

    كبار جنرالات العسكر
    مئات المجازر الفظيعة ارتكبت ضد المدنيين العزّل على امتداد التراب الجزائري أشهرها: سيدي يوسف ببني مسوس، بن طلحة، الرايس، سيدي الكبير، الرمكة وهذه الأخيرة بلغ عدد قتلاها أكثر من 1150 شخصا في ليلة واحدة
    d,aprés Mohamed Zitout)

  4. ismael
    15/01/2012 at 19:01

    إن نتائج انتخابات 25/11/11 كانت أكبر صفعة لخنازير الجزائر الذين عاثوا في الأرض فسادا بتأطير من كافلتهم فرنسا، أما الشعب الجزائري فمغلوب على أمره بفعل الآلة العسكرية التي ارتكبت جرائم يستحق أصحابها الإعدام، فالعسكر الجزائري مهمته استفزاز المغاربة و إشغال شعبه في أمور لا يجني بعدها شيئا مهما كانت نتائجها، و لا يمكن للمغاربة الإطمئنان لجارتهم إلا إذا حكمت فيها الديموقراطية بسلطة نزيهة منتخبة بعيدا عن تأثير تلاميذ المقبور الهواري بومدين الذي كا يكن كراهة و حقدا شديدين للمغاربة عموما

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.